في منتصف شهر شعبان، أو الرابع عشر من شعبان من كل عام، تأخذ الحالة الاجتماعية في الإمارات منحنى مختلفاً في العادات الاجتماعية، بعيداً عن رتم الحياة المعتاد، تلك الليلة التي تبدأ في المساء وتظهر بصورة مختلفة في الأوساط الاجتماعية الإماراتية، وهي ليلة خاصة ومفرحة للأطفال. وعلى الرغم من التغير والتقدم، إلا أن العادات لا تذهب أو تغيب مع الآباء والأجداد الذين رحلوا، حيث تبقى أجيال تتوارث ما تركه لها الأجداد، وقد يتم التعديل والإضافة على بعض طرق أو وسائل الاحتفال أو الفرح، ولكن تظل الأجيال متمسكة بصلب العادات وإطارها وأهميتها، وأهم مرتكزاتها. وليلة الرابع عشر من شعبان في العرف الاجتماعي الإماراتي، هي تذكير وحث للجميع بأن يبدؤوا الاستعداد لشهر فضيل سوف يأتي قريباً.. هي عادة اجتماعية تطرق الأبواب بخفة نسيم عليل، وكذلك صورة تعليمية للأطفال بأن الحياة اليومية سوف تتغير، وأن هناك ضيفاً عزيزاً قادماً، هو شهر رمضان الكريم، وأن هذه الاحتفالية ترسخ في أذهان الأطفال أهمية وقيمة الترابط الاجتماعي، حيث لابد من زيارة الأهل وصلة الأرحام، وعلى الخصوص الكبار من أفراد العائلة والأقارب.
 إنها صورة تعليمية غير مباشرة للصغار، حيث يدركون هذا التغير والاهتمام، من خلال إضاءة الأنوار وتبادل الزيارات وتوزيع بعض الأكلات الشعبية بين الجيران، ثم العناية بالصغار، ويرتدي الجميع ملابس جديدة، ويبدو الأطفال في صورة تشبه ليلة العيد، وهناك شعور داخلهم بأن شيئاً مختلفاً يحدث في ذلك اليوم وتلك الليلة. إنه عيد خاص بهم، تماماً مثل الأعياد الكبيرة، نراهم يطوفون على الجيران والأهل، حاملين أكياساً صغيرة أعدتها الأمهات لهدايا «حق الليلة» من حلويات ومكسرات، وإذا كان الأطفال دائماً تفرحهم هذه الأنواع من المأكولات والهدايا، فإن هذه الليلة ليلتهم، سويعات صغيرة بعد تطوافهم بالجيران فإذا بأكياسهم الصغيرة مملوءة بأنواع كثيرة من السكريات التي يعشقونها. وأجمل صورة لهذه الليلة الجميلة هي تزيين الأطفال، وارتداء أجمل الاثواب، وكم تكون رائعة وبديعة عندما نشاهد طفلة صغيرة ترتدي ثوباً يشابه ثوب جدتها، صورة تبعث ذلك الزمان البعيد، وكذلك الطفل الصغير وهو يعيد صورة جده بثوبه العتيق (عصامة) صغيرة و(طربوشة) تنساب على صدره مثل شلال ماء. 
نعم تغير الزمن والوقت، ولكن الأطفال يظهرون في هذه الليلة مثل الفراشات والأزهار، ليزينوا ليلة الرابع عشر من شعبان، ويحيوا المساء بالفرح والحب والانشراح.