كل التهاني للإمارات، قادة وشعباً وأصدقاء محبين وأشقاء غالين، بعودة ابنها «سلطان النيادي» من رحلته الفضائية كأول رائد عربي حظي بتلك المكانة والسمعة، وصنع الفرق، مسجلاً اسمه واسم وطنه وفخر عروبته في سجل من الشرف والإنجازات الحضارية. إن سعادة الإمارات بتحقيق الأحلام، وسلوك دروب النجاح والتميز، لا يعدلها شيء، ضحكة القائد «أبو خالد» ليتها لا تفارقه، تلك التي تسر قلوب الكثيرين وتطربها، لا يساويها شيء، بهجة نفس «أبو راشد» ومسرتها ليتها تدوم، لا يوازيها شيء، فرحة أهل الإمارات الطيبين خلقاً وسجية وتأصلاً، وفخرهم بالمنجزات، وعملهم على تحقيق الأمنيات، وشعورهم الدائم بالرضا والحمد والشكر على عطايا الخالق، وعلى وطن يسمى الإمارات، لا يدانيها شيء، تلك كانت أولى خطوط شقوق الضوء التي وصلتنا من السماء بسلامة العودة، وبشارة اللقاء، وصدق الاستثمار في الأبناء، وسبر المستقبل من أجل حياة أفضل للإنسان، ومسيرته الحضارية على هذا الكوكب.
والتهنئة واجبة لوالدة سلطان الكريمة، ووالده الصديق وزميل الدراسة بسلامة عودة الضنى، رحم الله حضناً ضمه وصلباً أنجبه، وكل التبريكات لسلطان وعائلته الصغيرة ومدينته الكبيرة التي كانت تتحمل ضعفي البعد وضعفي المشقة والفراق، وتعب الأحلام الليلية المتداخلة، وطول فترات الصلاة والدعاء، قرّت عينها، وبرد جوفها، فليس بعد حُرقة الجوف إلا الشوف، وكل الأحضان مفتوحة بالدفء والود والورد.
والتهاني موصولة لكل الفريق «الفضائي» الأرضي في مركز «محمد بن راشد للفضاء» على الإنجاز والمثابرة والتواصل وتحقيق الأحلام الفضائية البعيدة، والمقبل أكثر، والقادم أطول وأبعد، ما دامت هناك عقول قادة، وصُناع قرار، وإيمان بالوطن، وهمم الأبناء، وإن الثروة مصيرها الهباء ومسيرتها الفناء إن لم تسخر لخدمة الإنسان والأوطان، تلك كانت مطولة اختصرتها مقولة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان - طيّب الله ثراه، وجعل الجنة دار القرار مسكنه وملفاه- وهم على النهج سائرون، يعيدون تشكيل سلّم الأولويات، ويرسمون خريطة التوجيه والتوجهات، فهناك مراحل جديدة ومختلفة في أعمار البلدان وبنائها وأبنائها، واستدامة نهضتها وتطورها، والكل يضفي عليها من سلف لخلف من جميل ما يسطره التاريخ للرجال العظماء، وأفعالهم الكبيرة في سبيل الخير والحق والجمال، هكذا كانت ثوابت الوطن والقائد، ومن جاء بعده، وحفظ سره ووده، وسار على دربه، لا يرى في الأفق إلا أن هناك وطناً يكبر بأبنائه ولأبنائه، وأن الإمارات تستحق الكثير، وهي على العمل والفكر والصبر بالخالق تستعين.
كلمة أخيرة لكل المنتجين والمبدعين والناجحين من أبناء الوطن، والعاملين على مشاريعهم الكبيرة والصغيرة، والمساهمين في رفع راية الإمارات بها ومن خلالها في كافة مجالات التفوق والريادة، وصنع الفرق.. عليكم بالأماني والآمال والأحلام، ومن قبلها وبعدها الصبر والعمل، وعدم الاكتفاء بالنجاح، بل بالسبق والريادة، ودوام السيادة.
شكراً.. سلطان النيادي، لأنك صنعت ابتسامة طويلة ودائمة على وجه هذا الوطن الصغير الذي يستحق، وعلى وجه الوطن العربي الكبير الذي كان دائماً يستحق.