عند كل بزوغ شمس، وعند كل شروق صباح يغرد هذا الطير الأنيق بنشيد المحبة رافعا الصوت عاليا لله وللناس أجمعين بأن التضامن طريق للنجاة من نيران الحقد وشظايا الحروب، وعقد النقص التي تلازم النفوس الضعيفة وتجعلها حطبا للجمر والسعير، الذي حطم منازل، وهشم موائل، وجعل الشعوب تعاني من ويلات الفقر والتشرد، والضياع، وانكسار القلوب، نقرأ كتاب الإمارات المفتوح على الوجود فنستلهم منه العظة والمعرفة بأنه لا مجال للسعادة التي تصبوا إليها الأمم إلا بتحكيم العقل والخروج من صهد الصراع الداخلي، والذي يتحول إلى ألسنة نار تحرق الأخضر واليابس، وتحول البشرية وقوداً لهذه النيران المستعرة في كل مكان. كتاب الإمارات هو قاموس وعي ومعرفة، واتساع في الفهم لمعنى أن نكون إخوة في الوجود، نائين بأنفسنا عن تلك القشة التي تقصم ظهر الحقيقة وتجعلها جملا أجرب لا حياة فيه ولا حتى رمق. كتاب الإمارات هو ذلك النهر الذي يغسل ضمائر البشرية من روث وحثالة وطحالب مستنقعات النفس الأمارة، ومن ذلك الركام المتكدس على القلوب، والتي أصبحت اليوم مجرد إسفنجة ملتاثة، غائصة في العوادم، والعدمية. كتاب الإمارات نور وجه الكائنات المتحررة من الضغائن وبقايا حروب بدائية بغيضة. كتاب الإمارات في قراءته قراءة متأملة يجعلك تدخل في جنات السلام النفسي، ويخرجك من جحيم الأنانية والعزلة وكهنوت الاصطفافات، وكانتونات الأفكار الضيقة، هذا الكتاب الذي صنع عباراته إرث زايد الخير، طيب الله ثراه، وسارت القيادة الحكيمة على أثره، متكئة على قيم ثرية، غنية بالحكم، والمأثورات الندية، تجعلك وكأنك تهيم في بساتين الجمال، وحقول الأصالة تجعلك تقرأ صفحات من نور، تضيئك، حتى ترى العالم وكأنه شمعة عملاقة، سخية بسنائها، باذخة بعطائها، تجعلك إنسانا كاملا من دون نقصان ولا فقدان. هذه هي الإمارات، هذه هي زهرة اللوتس التي خرجت من طين التأملات الجميلة لتعبق العالم بشذا الحب وتجعله معطرا، شجيا، نقيا، وفيا للوجود، تواقا للتلاحم من أجل نهضة بشرية فائقة التصور. كتاب الإمارات هو «مختار الصحاح» الذي ينقي لغة الكلام فيجعلها سردا لواقع مأمول، وحياة منتظرة، وإنسان جديد تخلص من ثيابه القديمة، وارتدى ثوب الفرح، واعتصم بحبل المودة، منتميا إلى وجود لا تمزقه حروب، ولا تفرقه كروب هو إنسان تخلق بالقيم الرفيعة، وتجلد بصبر الأتقياء والنجباء، والنبلاء. كتاب الإمارات هو قراءة في واقع إنساني جديد، لا تشوبه شائبة، ولا تعرقل مسيرته خائبة، إنه كتاب الحب.. الحب فحسب.