بإعجاب كبير، تابعنا تفاصيل مبادرة «الحياد المناخي 2050» التي أطلقتها الإمارات مؤخراً، وقوبلت بتقدير عالمي وإشادات مستحقّة، كان آخرها من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والمنتدى الدولي للطاقة، وغيرهم.
600 مليار درهم يتم استثمارها في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050، و30 مليون شجرة قرم محلية ستتم زراعتها بالدولة بحلول 2030، مع حلول تستند إلى الطبيعة وتحدّ من انبعاثات الغازات، ودعم قطاعات جديدة تتماشى مع الأولويات الوطنية وتستفيد من التكنولوجيا.. كل ذلك في إطار استراتيجية موحّدة، تعكس رؤية قيادة الإمارات التي تركز على الاستباقية في العمل المناخي.
ونرى أن إطلاق المبادرة من قلب «إكسبو دبي 2020» -حيث تتلاقى العقول في زخم كبير لصنع المستقبل- هدفه: توجيه دعوة إماراتية للعالم لوضع رؤية مستقبلية تحقق أهداف التحول المناخي، ومواجهة الآثار المدمرة جرّاء المشاكل الناتجة عن التغيرات المناخية التي أصبحت تهدد مستقبل البشرية.
كما أن هدفه إرسال رسالة عاجلة وشديدة اللهجة، بأن التغيرات المناخية التي تجتاح العالم وظاهرة الاحتباس الحراري لم تعد شأناً يخص دولة دون أخرى أو منطقة دون أخرى، وأن على العالم أن يبحث له عن مسار آمن يحافظ من خلاله على مستقبله.
في موازاة ذلك، تلقي المبادرة الضوء من جديد على الاستدامة في منظورها الإماراتي والتي تعني أن تتجاوب القطاعات التنموية مع التداعيات البيئية، ضمن نهج حكومي شامل يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية المستدامة والحد من تغير المناخ وتعزيز التكيف معه.
جادّون في القيام بدور عالمي في مكافحة التغيرات المناخية التي أصبحت مصدر قلق للعلماء والخبراء، كوننا جزءاً فاعلاً في المنظومة الدولية.. ونستهدف في المستقبل القريب التحول لمبادرات أكثر تأثيراً في الحد من الانبعاثات وتوفير صناعات بيئية جديدة صديقة للمناخ، ذلك أن «التكيّف المبدع أساس البقاء».
وكلنا ثقة بأن النتائج المبهرة التي حققناها في مؤشرات التنمية الدولية والإقليمية، تمنحنا كثيراً من الطاقة الإيجابية على تحدي الأرقام.. لنصل إلى «صفر» انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، ليستمرّ الطموح في قيادة أحلامنا وغاياتنا الكبرى إلى المستقبل، في عالم لا يعترف بالتردد والبطء أو القناعة بالقليل.