في رحلتي اليومية من البيت للعمل والعكس، أصادف كما غيري من مستخدمي الطريق حالات من التكدس والاختناق المروري، وبالذات عند مناطق عنق الزجاجة للقادمين أو المتجهين إلى خارج جزيرة أبوظبي، في غالب الأحيان، وعندما تصل إلى نقطة ما قبل انفراج الوضع، تكتشف أنه حادث بسيط وطرفاه يصران على عدم تحريك مركبتيهما لحين وصول دورية الشرطة أو «ساعد». 
موخراً، وبينما كنت في طريقي للمكتب صباحاً، وقرب تقاطع شارعي «نسيم البر» و«العيني» في مدينة محمد بن زايد، إذا بمركبتين متوقفتين في قلب التقاطع بعد أن تصادمتا، وسائقاهما مصران على عدم تحريكهما ريثما تصل الشرطة لتخطيط الحادث الذي بلا شك أحدهما متسبب فيه وهو يحاول اللحاق بالإشارة الضوئية قبل أن يتغير لونها في الثواني الأخيرة كونه مسرعاً وعلى عجلة من أمره، ليدفع ثمنها باهظاً من وقته وما سينفق على الإصلاح، ولولا لطف الله لكانت هناك إصابات من الجانبين.
عقب ذلك بيومين، وغير بعيد من المنطقة نفسها، كانت سيارة دفع رباعي، وبسبب السرعة في طريق خال تماماً، وفي وضح النهار، تصطدم بشاحنة نصف نقل وتقذف بها للمنطقة الرملية وتعترض الطريق قبل أن يتم إخراجها من قبل دورية الشرطة التي هرعت للمكان كيلا تتعرقل الحركة المرورية فيه.
استعدت هاتين الحادثتين اللتين لا يفصل بينهما وقت طويل، بينما كنت أتابع أحدث مناشدات شرطة أبوظبي في هذا الشأن المؤرق، فقد ناشدت مديرية المرور والدوريات «السائقين تحريك مركباتهم في الحوادث المرورية البسيطة على الطرق سواء أكانوا متسببين فيها أو متضررين منها» خارج الطريق إلى أقرب مكان آمن وطلب المساعدة من مركز القيادة والتحكم بشرطة أبوظبي لإفساح المجال لمرور المركبات الأخرى، وعدم عرقلة حركة السير.
وقالت الشرطة «إن ضمن الأولويات الاستراتيجية بشرطة أبوظبي أمن الطرق وإن تحريك المركبات من الطريق في حالات الحوادث المرورية البسيطة لا يؤثر في تحديد المتسبب عن الحادث»، كما أوضحت أن «عملية التخطيط تتم من خلال أنظمة دقيقة تحدد المتسبب في الحادث»، وأن «ترك المركبات المتسببة في الحوادث المرورية البسيطة والمركبات المعطلة أو تبديل الإطارات على مسارات الطرق يعرض قائديها لحوادث الدهس، ومخاطر وقوع الحوادث المرورية».
وذكّرت الجمهور بضرورة متابعة ما تقوم به لتعزيز التوعية والثقافة المرورية لأن الأمر فعلاً مرتبط بغياب هذه الثقافة تماماً عند البعض، وسلامتكم.