اتفاقية لإطلاق حملة للتوعية بمرض السكري وتجلط الدم

وقّعت وزارة الصحة أمس في ديوان الوزارة بأبوظبي اتفاقية مع شركة ''سانوفي افنتيس لدول الخليج العربي''، لإطلاق حملة مكثفة للتوعية بمرض السكري وتجلط الدم في الشرايين على مدى 3 سنوات، بهدف الحد من انتشار هذين المرضين اللذين بلغا معدلات مثيرة للقلق في دولة الإمارات العربية المتحدة· وقال معالي حميد محمد عبيد القطامي وزير الصحة إن هذه الجهود تأتي انطلاقاً من استراتيجية الحكومة الاتحادية التي تهدف إلى إيجاد شراكة فاعلة بين المؤسسات الحكومية والخاصة لتنفيذ الأهداف الرئيسية التي ترتكز إلى تنمية الموارد البشرية ورفاهية الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للمجتمع وتضافر الجهود لتحقيق هذا الهدف· وأضاف معاليه أن الشراكة مع القطاع الخاص ''ضرورة تمليها المصلحة العليا''، حيث يجب تضافر الجهود من أجل توفير حماية ورعاية كاملة للصحة العامة للمجتمع وصحة الأفراد بالشكل الطبي السليم· وأوضح أن أحد أهداف استراتيجية وزارة الصحة هو رفع مستوى الوعي الصحي بالمجتمع لتقليل معدلات الإصابة بالأمراض، من خلال تبني برامج لتعزيز الصحة على مستوى الفرد والمجتمع، مشيراً إلى أن الوزارة حريصة على مشاركة القطاع الخاص بالدولة في التعاون من أجل تقديم عناية صحية لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة· ووصف معاليه الحملة بأنها تتسم بأهمية خاصة بالنسبة للدولة التي تحتل -للأسف - ثاني أعلى نسبة انتشار لمرض السكري على مستوى العالم، مشيراً إلى الأعباء الاجتماعية والصحية لهذا المرض، وموضحاً أنه لا يجب إغفال التحدي الذي تفرضه الأعباء المادية لعلاج هذا المرض· ويعاني 25% مواطني الدولة من مرض السكري، كما أن هذا المرض يستهلك بين 5 إلى 10 بالمائة من ميزانية الرعاية الصحية في دول منطقة الخليج العربي· وأشار القطامي إلى ضرورة تعزيز وعي جميع الأطراف المعنية وتسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية· وأضاف معاليه أن هذه المبادرة تتميز بأنها شاملة ومدروسة بعناية والأهم من ذلك أنها عملية وقابلة للتطبيق· وقال معالي وزير الصحة إن السكري وتجلط الدم في الشرايين من الأمراض التي تعود معظم أسبابها إلى أنماط الحياة غير الصحية، لافتا إلى إمكانية الوقاية منها والحد من انتشارها عبر إجراء تعديلات إيجابية بسيطة في أسلوب حياتنا اليومية· وأوضح أن الحملة تشمل جميع الأطراف المعنية بما في ذلك المرضى والاختصاصيون والجمهور، وأنها سوف تستهدف أولاً أطفال المدارس تحت شعار ''البداية الصحيحة'' لرصد ومكافحة عوامل الإصابة بالأمراض القلبية لدى الأجيال القادمة وذلك من خلال ترسيخ مفاهيم ومبادئ الممارسات الصحية في البيئة المدرسية· كما ستقوم الحملة بتنظيم ''برامج دعم المرضى''، بهدف تشجيع الحوار بين المصابين وإطلاعهم على الخطط العلاجية المتوافرة والتغيرات التي يجب إجراؤها في أنماط الحياة من حيث النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية، فضلاً عن تقديم الدعم المعنوي لهم· وبالتوازي مع ذلك سيتم أيضاً تنظيم ''برامج دعم الاختصاصيين'' التي من شأنها أن تلعب دوراً حيوياً في إنجاح هذه الحملة ككل حيث سيتم إطلاع الأطباء من القطاعين العام والخاص في الدولة على أحدث التطورات والمستجدات على صعيد تشخيص وعلاج السكري· ويشمل برنامج الحملة أيضاً ندوات ''التعليم الطبي المستمر'' الإلزامية للأطباء وتوفير الدعم لهم لحضور المؤتمرات الإقليمية والدولية حول مرض السكري مثل ''الاجتماع السنوي الخاص بتوصيات الجمعية الأميركية للسكري''· من جانبه، قال الدكتور علي أحمد بن شكر مدير عام وزارة الصحة رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة داء السكري إن شركة سانوفي تمثل الشراكة الحقيقية مع الوزارة لمكافحة مرض السكري ومضاعفاته من أمراض الأوعية الدموية والجلطات الشريانية، مشيراً إلى أن الشركة تعمل جنباً إلى جنب مع الوزارة لتوفير أفضل البرامج للأطباء العاملين في هذا المجال ورعاية المرضى وتوعية الأجيال القادمة من مرض السكري وإيصال المعلومات الحديثة لجميع الهيئات الصحية بالدولة للمساهمة في خلق استراتيجية فعالة موحدة للتعامل مع المرض· وأوضح أنه بموجب الاستراتيجية الوطنية لمكافحة داء السكري سيتم تشكيل فريق عمل ميداني لمتابعة تنفيذ خطط الاستراتيجية التشغيلية، مضيفاً أن الفريق سيشرف على تنفيذ المذكرة والعمل سوياً لتحقيق أفضل النتائج في إطار ما تم الاتفاق عليه بشان العمل معاً على مواجهة داء السكري وانتشاره على أن يقوم فريق العمل بتقديم تقارير دورية إلى الوزارة· وقال إنه سيتم التنسيق والتعاون بين الوزارة والشركة ووزارة التربية والتعليم بالدولة لبيان أهداف المذكرة والبرنامج الذي تسعى إلى تحقيقه ونشره بين طلاب المدارس وتقديم منهج متكامل يتعامل مع الآباء ومعلمي المدارس والهيئات الأخرى في المجتمع·