الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خلود المعلا: خرجت من المشاركة بغنائم فكرية وإنسانية لا تنسى

خلود المعلا: خرجت من المشاركة بغنائم فكرية وإنسانية لا تنسى
28 أكتوبر 2011 23:49
ضمن منحة من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، في برنامجها «دعم الفنانين الإماراتيين» الذي يقوم على تنفيذه برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة شاركت الشاعرة خلود المعلا مؤخرا في مهرجان برلين الشعري الذي عقد في سبتمبر الماضي. «الاتحاد» التقت الشاعرة بعد عودتها من المهرجان وكان سؤالنا عن أي قلق كان يسكنها وهي تشارك بنشاط ثقافي عامي، خاصة وأنه عندما يسافر الشاعر، أوالشاعرة في رحلة إبداعية شعرية ثقافية، تحمل معها أسئلة وقلقا وقصائد تريد أن تلقيها على جمهور مجهول تقريبا؟ فقالت «السفر كلمة محرضة على الكتابة، وهي أجمل ما قد أبدأ به حديثي عن رحلتي لبرلين، فعندما أسافر أحاول أن أتخلص من قلقي، أتحرر من هواجسي، وأتصالح مع الحياة، عندما أسافر أخرج من ذاتي لأدخل إليها مجددا بعبق المكان الذي أسافر إليه». وتضيف «السفر أجنحتي التي تأخذني إلى الكتابة، إلى القصيدة، فأكتب وأحيا، وأستعيد دفئا، أستعيد ذاكرة بأكملها، أستعيد عمرا. إذا السفر هو أحد مفاتيح الشاعر ليفتح بها باب الكتابة. فكيف إذا ما كانت الرحلة في حد ذاتها إبداعية بكل ما تعنيه الكلمة؟». المشاركة في المهرجان مشاركاتي خارج الدولة وتحديدا خارج الوطن العربي كثيرة في سويسرا وبريطانيا وفرنسا وحتى أمريكا اللاتينية. ومهرجان برلين كان أحدث مشاركاتي الدولية. كان المهرجان غنيا بمشاركيه القادمين من أكثر من دولة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والأميركيتين. كان غنيا ببرامجه وأنشطته المتنوعة وكان غنيا بجمهوره الملفت والذي لعب دورا هاما في تفعيل وإثراء ندوات وأنشطة المهرجان. ومن الجدير بالذكر أيضا تنظيم المهرجان في حد ذاته والذي ساهم بشكل هام في تأكيد وإبراز أهمية مهرجان برلين كأكبر فعالية ثقافية في برلين» وتشير إلى أن «المدن القديمة مثل برلين، روما، براغ، بودابست، وبيروت أيضا خلقت للشعر، ميادينها، تاريخها، نبض أرصفتها، عبق بيوتها وحتى مصابيح شوارعها. كل ما فيها يحرض على الكتابة. وبرلين مدينة جميلة، وزيارتي لها هذا العام لم تكن الزيارة الأولى، لكن هذه الزيارة تميزت لأن الشعر هو السبب الرئيسي للزيارة، وحين يكون الشعر هو المسبب لرحلة كهذه فإن المدينة تزداد جمالا». وبالسؤال عن أية قصائد اختارت للإلقاء، وبناء على ماذا، وكيف كان صداها لدى الحضور، وما المحصلة النهائية إن أمكن القول لهذه الرحلة الشعرية، تقول المعلا «في زياراتي السابقة لبرلين تمنيت أن أقرأ شعري في ميادينها، هكذا حييت الجمهور الألماني الذي جاء ليسمع قصائدي، حرصت على أن أختار قصائد قصيرة حتى أتمكن من قراءة أكبر عدد منها خلال الوقت المتاح، وحرصت أيضا أن تقرأ الترجمة بالألمانية بعد انتهائي من كل قصيدة، وكان هذا يتيح لي فرصة الاستمتاع بمشاهدة الحضور وملاحظة ردود أفعالهم تجاه قصائدي، والجميل أن السيدة التي كانت تقرأ قصائدي بالألمانية استطاعت بشكل لافت أن تحاكي طريقتي في القراءة، وكنت ألمح تفاعل الجمهور الألماني إلى الحد الذي تمنيت أن لا تنتهي تلك الأمسية. وهناك سيدة بكت وهي تسمع قصائدي وجاءتني بعد الأمسية لتقول لي ذلك». وتقول المعلا «أن تسمع قصيدتك بلغة أخرى هذا شعور لا يوصف، فماذا إذا عرفت أن قصيدتك التي هي جزء منك، من ذاتك، وروحك وذاكرتك، قصيدتك الطالعة من ذاكرة المكان والزمان، صار لها صدى وصوت بلغة أخرى يمتد إلى الضفة الأخرى ويدخل قلب الآخر بعمق إلى درجة البكاء. هل يمكن أن يكون هناك إنجاز أجمل من هذا أسعى إليه؟» النقاش وتتابع المعلا «بعد الأمسية فتح باب النقاش وكانت الأسئلة غنية ومتنوعة وتدل على اهتمام الجمهور الألماني وحرصه على الدخول في تفاصيل القصائد للتعرف أكثر علي وعلى ثقافة البلد الذي أمثله، وما أسعدني فعلا هو ما سمعته منهم بعد الأمسية، واهتمامهم بالحصول على القصائد المترجمة لدرجة أني ولوقت قريب ما زلت أستلم رسائل الكترونية من بعض الحضور الألماني يطلبون نسخا من القصائد المترجمة. وهذا في حد ذاته إنجاز مهم، ويعني أن الترجمة أيضا كانت بمستوى جيد واستطاعت أن تترك انطباعا جميلا لدى الحاضرين. هذا أيضا ما أكده لي بعض الحضور العرب ومنهم شعراء وكتاب مقيمون في ألمانيا». وحول الأسئلة التي طرحتها هي على الآخرين، وأي حوار ثقافي خاضت معهم، وما أبرز القضايا التي تناولها الحوار، تقول المعلا «كان لخيمة الكتاب أيضا دور لافت في تفعيل التواصل بين المشاركين، وإتاحة الفرصة للمبدعين في التعرف على الآخر وعلى تجربته بشكل أقرب، وكانت الأسئلة كثيرة وتتعلق بالكتابة والقضايا الثقافية المختلفة والتنوع الثقافي وفرص اللقاء والتواصل وتبادل الآراء والأفكار وحتى القلق والهموم الإنسانية» وتضيف «هذه الخيمة التي كنت أخرج منها يوميا بغنائم فكرية وإنسانية لا تنسى، وأخيرا فقد خرجت من المهرجان بصداقات ثقافية جميلة وذاكرة عامرة بتفاصيل تحرض على الكتابة والسفر».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©