الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فريد هدى يقدم الواقعي والرمزي في «عليها تسعة عشر»

فريد هدى يقدم الواقعي والرمزي في «عليها تسعة عشر»
28 أكتوبر 2011 23:49
الكاتب الجزائري فريد هدى في كثير من قصص مجموعته الأخيرة «عليها تسعة عشر» يضع القارئ في جو هو مزيج من الواقعي والرمزي مع وصول إلى السريالي أحياناً. كما يبرز في هذه المجموعة الصادرة عن «منشورات الاختلاف» في مدينة الجزائر و»دار الأمان» في الرباط وتقع في واحد وسبعين صفحة، قدرة الكاتب على رسم أجواء الكوابيس التي يحول الكلام عنها إلى كلام رمزي شديد الإشارة إلى الواقع، وكذلك على أن يحول الرعب إلى نمط حياة يصبح من العاديات اليومية. ويتحول الأمر إلى تعايش قسري مع العذاب والموت وزبانية الموت ومع «ظلال غيرنا» التي تترصد خطانا وتسير وراءنا في عالم الواقع. القصة الأولى وعنوانها «كابوس» تبدأ على الشكل التالي «كان يوما شاقا. دخلت غرفتي فأغلقت الباب. في طيات الظلام التمست طريقي حذرا مخافة ان أتعثر بشيء ما». وأنار شمعة ثم «ألقيت بكامل جسدي على الكرسي الخشبي لكن الأوجاع عاودتني. آخ! .. اولاد ال.. هشموا عظامي. في حجرة أشبه بحجرتي وكرسي ككرسي هذا أجلسوني صباح هذا اليوم. رجل بشاربين تحجب عينيه نظارة بلون بذلته السوداء. اقترب مني، همهم وسيجارته المحترقة بفمه: «تعاود حماقاتك اليومية...خربتم عقول الناس». «وعندما طلب معرفة تهمته وتفسيرا لما يجري ضربه على وجهه وقال «ابن الكلب. تحرّم حشر انفك في ما لا يعنيك» واكمل رفيقه الآخر قائلا «وفي ما يعنيك» طالب بحقوقه فقال احدهم «حسنا.. اعطوه اياها» ونلت من الحقوق كفاية ثم اخلي سبيلي». يتحدث عن التعذيب الذي تعرض له فيقول «سكون الليل يقطعه نهيق حمار. يقال ان معاشر الحمير تستطيع رؤية الشيطان.. ترى كيف يبدو عليه اللعنة: أهو بشاربين أم دونهما... أشيد بجرأتها. فوحدها الحمير -وفي جنح الظلام- تحدت الظلام نفسه» وخلال راحته في منزله «متعبا أوسدت رأسي المكتب طالبا الراحة... فجأة استفقت مذعورا على هز عنيف بالباب فانفلق على رجال طوال أحاطوا بي فطرحوني والكرسي أرضا وكبلوا يدي وقدمي... بادرني أحدهم برفسة من حذائه... رفعت بصري محاولا تمييز وجوههم لكن لم تكن لهم وجوه وعلى صوت نهيق الحمار واضطراب لهب الشمعة بدت ظلالهم على واجهة الجدار تتراقص كأشباح عابثة... وفي الضيعة غير البعيدة واصل الحمار نهيقه ثم سكت». في قصة أخرى عنوانها «ويستمر الكابوس» نقرأ عن بطلها وهو صحفي يبدأ بالقول «ممدد الجسد مقيد اليدين والقدمين يتقدم مني رجل طويل اللحية يرتدي قميصاً أبيض يلوح بسكين يريد ذبحي. أحاول جاهدا الفرار لكنني لا أقدر على الحراك». هذا الكابوس ارقه لشهرين ونكد حياته «لم أستطع ان أنام مخافة أن يعاودني. لم أستطع ان أعيش نهاري خشية أن يتحقق» وطلب إجازة أيام من الصحيفة التي يعمل فيها، سأل كثيرين فجاءته أجوبة لا قيمة لها. أخيرا ذهب إلى الإمام فقال له هذا مفسراً أن الله غاضب عليه لأن كتابه مملوء بالسيئات، أصاب الصحفي صداع وصرخ به، كان الامام مرعوبا وسمعه يتعوذ بالله من الشيطان ويتحدث عن ممسوس كافر. «لم استطع ان احتمل. الصداع رهيب. طلبت منه ان يصمت لكنه ما كف عن الصراخ وثبت عليه ممسكا إياه من لحيته تلك. أخذت السكين ولوحت به طلبت منه ان يقفل فمه لكنه ما أراد الاستماع الي... ويستمر الكابوس». كثير مما كتبه فريد هدى يصور حالة رجال الفكر خاصة الصحفيين في بلده في فترة زمنية معينة. في «ورقة الألف دولار» حديث عن الفقر والبؤس من خلال حياة شحاذ تخصص في قراءة نفسيات «زبائنه» وأوضاعهم عبر مراقبة أقدامهم. وعندما عثر على ورقة ألف دولار بدأت الأحلام تحمله على أجنحتها لكن استغراقه فيها استحوذ على انتباهه.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©