الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ألمانيا والبرازيل تقترحان قراراً لمكافحة التجسس

ألمانيا والبرازيل تقترحان قراراً لمكافحة التجسس
27 أكتوبر 2013 00:52
الأمم المتحدة (رويترز) - اقترحت ألمانيا والبرازيل إصدار قرار دولي لمنع التجسس، بعدما كشف المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن تجسس الوكالة على الناس في أنحاء العالم، بمن فيهم زعماء الدول، فيما وصف مسؤول أميركي كبير سابق تسريبات سنودن بأنها «الأخطر» في تاريخ الاستخبارات الأميركية. وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة أمس الأول إن وفدي ألمانيا والبرازيل هناك باشرا إعداد مشروع قرار لعرضه على لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم طرحه للتصويت في الجمعية ذاتها قبل نهاية شهر نوفمبر المقبل، سيطالب بوقف عمليات التجسس المكثفة وانتهاك الحريات الشخصية، لكنه لن يشير إلى الولايات المتحدة تحديداً. وأوضحوا أن مشروع القرار ينص على توسيع الشرعة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1966 ودخلت حيز التطبيق عام 1976 لحماية الحريات الفردية، بحيث تشمل الأنشطة على شبكة الإنترنت. وتأمل الدولتان في إن تشير المادة السابعة عشرة من الشرعة إلى موضوع الإنترنت، علما بانها تنص على أنه «لن يتعرض أي شخص لتدخل تعسفي أو غير قانوني في حياته الخاصة وعائلته ومنزله أو بريده، ولاي مساس غير قانوني بكرامته أو سمعته». وقال دبلوماسي أوروبي إن دبلوماسيين ألمان وبرازيليين وأوروبيين وأميركيين لاتينيين ناقشوا مشروع القرار وإن فرنسا والسويد والنرويج والنمسا تدعمه بقوة. إلى ذلك، صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية بأن مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل اقترحت على زعماء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل أمس الأول إبرام «اتفاق بعدم التجسس» وقال مسؤولون حضروا الاجتماع إنهم مستعدون على ما يبدو لقبول الاقتراح بعدما تجاهلوا اقتراح فرنسا وألمانيا التوصل إلى اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة . وقررت ألمانيا إرسال مسؤولي استخبارات كبار إلى واشنطن الأسبوع المقبل بغية الحصول على إجابات من البيت الأبيض بشأن التجسس الأميركي على ميركل. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية جروج شترايتر، خلال مؤتمر صحفي في برلين، «نجري محادثات مع الأميركيين لاستيضاح الأمور في أسرع وقت ممكن، سيسافر وفد رفيع المستوى لإجراء محادثات مع مسؤولي البيت الأبيض ووكالة الأمن القومي لتسريع وتيرة التحقيق في الاتهامات التي أثيرت مؤخراً». وأوضح أن الوفد يضم رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية ورؤساء أجهزة الأمن الاستخبارات الداخلية وقد ينضم إليهم رونالد بوفال مدير مكتب ميركل وهو المسؤول عن أجهزة التجسس. كما أعلن أعضاء لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي أنهم سيسافرون إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مع كبار المسؤولين في الحكومة والاستخبارات الأميركيتين غداً الاثنين وبحث «التعويضات القانونية المحتملة لمواطنين أوروبيين» عن التجسس عليهم. من جانب آخر، دعت الولايات المتحدة الدول الأوربية إل عدم الانشغال بقضية التجسس عن قضايا أُخرى مهمة مثل أزمة سوريا ومسألة البرنامج النووي الإيراني، موضحة أنها تراجع إنها تراجع كل أنشطة استخباراتها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي لصحفيين في واشنطن مساء أمس الأول «لا شك أن الكشف عن معلومات سرية مثل لحظة توتر مع بعض حلفائنا. نحن نجري مناقشات مع هؤلاء الحلفاء ستستمر كما يؤكده مجيئ الوفد الألماني إلى هنا قريباً». وأضافت «لقد سببت تسريبات سنودن تحديات كبيرة في علاقاتنا مع الدول الحليف وارتباكاً عاماً». وذكرت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ناقش التسريبات مع مسؤولين أميركيين، وتابعت قائلة « المؤكد أن كيري يدرك أننا، ونحن نتطلع إلى مجموعة من الأولويات الدبلوماسية سواء كان العمل على القضايا العالمية مثل سوريا أو إيران أو مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، سيكون من الخطأ السماح لهذه المعلومات التي تم كشفها باعتراض سبيل ذلك». وأعلنت ساكي أن الولايات المتحدة تراجع كل أنشطتها في التجسس. وقالت «بالطبع سنستمر في جمع المعلومات التي نحتاجها لتأمين أنفسنا وتأمين حلفائنا، لكننا بالطبع سنضع في اعتبارنا آراء أصدقائنا وشركائنا التي أبلغنا بها من خلال مناقشاتنا معهم وسنستمر في إقامة توازن بين احتياجاتنا الأمنية والمخاوف المتعلقة بالخصوصية». في غضون ذلك، شجب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. أيه» السابق مايكل موريل بشدة تسريبات سنودن. وقال، في مقابلة مع شبكة «سي. بي. اس نيوز» التلفزيونية الأميركي بثت مقتطفات منها مساء أمس الأول، أعتقد أنها عملية التسريب الأكثر خطورة على الإطلاق. إنها اخطر عملية تسريب معلومات سرية في تاريخ الاستخبارات الأميركية». وأضاف «هذا الشخص ليس بطلاً، لقد خان وطنه». وأوضح أن أخطر ما سربه لوسائل الإعلام اخطر ما سربه سنودن هو الميزانية المفصلة لجميع وكالات الاستخبارات والأمن الأميركية الخاضعة لإشراف وكالة الأمن القومي، والمسماة «الميزانية السوداء»، ما يتيح لمنافسي الولايات المتحدة «تركيز جهودهم في ميدان مكافحة التجسس على المجالات التي ننجح فيها وعدم إيلاء الكثير من الاهتمام للمجالات التي لم نحقق فيها أي نجاح. وقال موريل «ما قام به إدوارد سنودن هو وضع الأميركيين في خطر أكبر، لأن الإرهابيين يتعلمون الكثير من هذه التسريبات وسيكونون أكثر يقظة. أما نحن، فلن تكون لدينا المعلومات الاستخبارية التي كنا لنحصل عليها لو لم تحصل هذه التسريبات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©