الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات حاشدة مناهضة لصالح في 17 مدينة

تظاهرات حاشدة مناهضة لصالح في 17 مدينة
29 أكتوبر 2011 09:02
تظاهر مئات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، للأسبوع الثامن والثلاثين على التوالي، للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي تجمع عشرات الآلاف من أنصاره بالقرب من قصره الرئاسي، جنوب صنعاء، والمحاط بإجراءات أمنية مشددة. وفيما أبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في اليمن في الآونة الأخيرة، سُمع دوي اشتباكات متقطعة بين القوات العسكرية الموالية للنظام الحاكم، وأتباع الزعيم القبلي المعارض صادق الأحمر، شمال العاصمة اليمنية، وذلك بعد ساعات من قصف عنيف استهدف منازل آل الأحمر، الذين يتزعمون، منذ مارس الماضي، الحركة الاحتجاجية الشبابية المعارضة للسلطة. واحتشد مئات الآلاف من أنصار هذه الحركة الاحتجاجية، التي اندلعت شرارتها منتصف يناير الماضي، في أكثر من 25 ميدانا عاما في نحو 17 محافظة يمنية، تحت شعار “جمعة وما النصر إلا من عند الله”، فيما رفع أنصار الرئيس صالح، الذين تجمعوا في ميدان السبعين، القريب من دار الرئاسة بصنعاء، شعار “جمعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز”، ولي العهد السعودي الذي توفي الأسبوع الماضي. وتجمع ما يزيد على مائة ألف متظاهر في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات العسكرية التابعة للواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن النظام الحاكم، أواخر مارس الماضي. وحث خطيب صلاة الجمعة الداعية الإسلامي عبدالوهاب الديملي، المعتصمين على “الصبر”، وعدم استعجال “النصر”، وقال إن “سلمية ثورتكم وعدالة قضيتكم حملت العالم كله على التضامن معكم ضد بقايا النظام المتهالك”. وهتف المتظاهرون، الذين رفعوا أعلاما وطنية وصورا لبعض ضحايا الاحتجاجات، “الشعب يريد محاكمة السفاح”، “الشعب يريد بناء يمن جديد”، “اعتصام اعتصام.. حتى يسقط النظام”، “ثابتين كالجبال.. لن نجر للقتال”، و”صامدين صامدين.. لن نتراجع لن نلين”. وقد شيع المتظاهرون جثامين تسعة من المدنيين الذين قتلوا الأسبوع الماضي في صنعاء في أعمال العنف المتصاعدة داخل العاصمة اليمنية. وفي محافظة إب (وسط) احتشد مئات آلاف اليمنيين في ثلاث ساحات عامة، في مدن إب، يريم، والقاعدة، وهتفوا بـ”الحسم الثوري” ومحاكمة الرئيس صالح “كمجرم حرب” بتهم قتل المعتصمين المدنيين في أكثر من مدينة يمنية. وفي محافظة تعز (وسط)، تجمع مئات الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية بساحات عامة في 12 بلدة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وتحدثت صحف معارضة عن إصابة أربعة متظاهرين برصاص قوات الأمن هاجمت مسيرة احتجاجية داخل مدينة تعز، التي تعد ثاني أكبر المدن اليمنية بعد العاصمة صنعاء.كما شهدت مدن يمنية، من بينها صعدة (شمال)، البيضاء (وسط)، الحديدة (غرب)، وشبوة (جنوب)، مسيرات وتظاهرات احتجاجية طالبت جمعيها بإسقاط النظام الحاكم، مشددة على ضرورة استمرار الفعاليات الاحتجاجية السلمية حتى رحيل الرئيس علي صالح. بالمقابل، دعا عشرات الآلاف من أنصار الرئيس اليمني، الذين تجمعوا في ميدان السبعين، جنوب صنعاء، أحزاب المعارضة، المنضوية في لواء “اللقاء المشترك”، إلى “احترام إرادة الشعب المؤيد للشرعية الدستورية”، التي تعطي صالح الحق في استكمال ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة حتى سبتمبر 2013. وهتف المتظاهرون، الذين رفعوا صور الرئيس اليمني والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، “الشعب يريد علي عبدالله صالح”. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” إن المتظاهرين في ميدان السبعين دعوا المحتجين المعتصمين في الساحات العامة إلى “نبذ الكراهية والعصبية والتحزب الأعمى مع قوى الشر الحاقدة”، و”الالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية لليمن”، في إشارة إلى الرئيس صالح، الذي يواجه منذ أكثر من تسعة شهور أعنف حركة احتجاجية مناوئة له منذ توليه رئاسة اليمن الشمالي في العام 1978. وأفادت مصادر صحفية متعددة أن اشتباكات اندلعت ظهر أمس الجمعة في منطقة هائل السكنية، غرب مخيم الاحتجاج الشبابي، بين القوات العسكرية الموالية للنظام الحاكم، وقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة عنه، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت بصورة مفاجئة واستخدم فيها الرصاص الحي وقذائف “آر بي جي”. ولفتت إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 28 عاما، إثر إصابتها بطلق ناري، وهي بجوار زوجها. وكانت اشتباكات عنيفة متقطعة اندلعت، فجر الجمعة، بين القوات الحكومية وأتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، في منطقة الحصبة شمال غرب صنعاء. وقد سمع دوي انفجارات قوية من أنحاء مختلفة من منطقة الحصبة، خصوصا في حي مدينة صوفان السكنية، التي يتحصن داخلها الشيخ الأحمر وإخوانه، الذين كان أغلبهم حتى مارس الماضي، أبرز حلفاء الرئيس علي عبدالله صالح. وقال قائد ميداني في المليشيات القبلية التابعة للشيخ الأحمر لـ(الاتحاد) إن القصف استهدف تجمعات المسلحين ومنازل آل الأحمر ومواطنين آخرين في مدينة صوفان، القريبة من محيط معسكر الفرقة الأولى مدرع. وأوضح القائد الميداني أن القصف لم يوقع إصابات بشرية في صفوف المسلحين أو المدنيين، لكنه خلف أضرارا مادية في المنازل، مشيرا إلى اشتباكات بعد صلاة الجمعة بين رجال القبائل وقوات من الحرس الجمهوري، التي تطوق مدينة صوفان من جهتين الشرق والشمال، منذ أسابيع. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الـحمر، الخميس، أن المدنيين يدفعون ثمن أعمال العنف المتزايدة في اليمن، المضطرب من مطلع العام الجاري. وعبرت المنظمة الإنسانية المستقلة عن قلقها لأن عاملين في مجال الإسعافات الأولية منعوا من الاقتراب وإجلاء بعض الجرحى بسبب “حواجز طرق وشوارع مغلقة وعقبات أخرى”.وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، اريك ماركلي، في بيان: “تعرض بعض أفراد الإسعافات الأولية والعاملين في المجال الطبي لتهديدات أو هجمات”. وأضاف: “يساورنا القلق لأن أعمال العنف في صنعاء وأنحاء أخرى في اليمن زادت بدرجة كبيرة”. وقال إن عدد الضحايا زاد بسرعة خلال الأسابيع القليلة الماضية لكنه لم يذكر رقما. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن أعمال العنف في مدن أخرى مثل تعز “كانت بنفس الدرجة من السوء أو حتى أكثر إثارة للقلق”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©