الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهرجانات شحذت شغفنا و «أفلام الإمارات» بيتنا الأول

المهرجانات شحذت شغفنا و «أفلام الإمارات» بيتنا الأول
27 أكتوبر 2013 01:00
شهيرة أحمد (أبوظبي) - تحقق مسابقة «أفلام الإمارات» عاماً بعد عام حضوراً لافتاً ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، وبعد أن تقدم لها في العام الفائت 134 فيلماً، ارتفع العدد هذا العام إلى 200 فيلم، اختير منها 39 فيلماً للمشاركة والتنافس على جوائزها التي تبلغ قيمتها (295 ألف درهم).. لكن البعد الكمي ليس هو الحسنة الوحيدة لهذه المسابقة التي كانت أول انتباهة إماراتية إلى أهمية السينما، وضرورة الدخول في معتركها، وإنما أيضاً لأن الأفلام التي ينجزها المخرجون تفصح مرة بعد أخرى عن رغبتهم الحقيقية في العمل السينمائي، وسعيهم الحثيث إلى تطوير أدواتهم وتقنياتهم، والأهم استفادتهم مما يوفره لهم المهرجان من فرصة مشاهدة أعمال المخرجين العالميين والعرب والاحتكاك بهم، وسماع آرائهم النقدية في الأفلام التي يقدمونها، وهذه بحد ذاتها مسألة مهمة بالنسبة إلى غالبيتهم. ويؤكد الكثير من المخرجين والمخرجات على أن المهرجان شحذ شغفهم وحبهم للسينما، وتشي كلماتهم ومشاعرهم المتدفقة بأن مسابقة «أفلام الإمارات» هي بيتهم الأول. محفل للسينما «الاتحاد» التقت عدداً من المخرجين المشاركين في المسابقة واستطلعت آراءهم حول المهرجان وفعالياته ومدى استفادتهم منها، وهل يقدم لهم ما يشبع رغبتهم في المعرفة السينمائية؟، يقول المخرج ياسر النيادي صاحب فيلم «فلسفة ديك» عن فيلمه: «يتناول الفيلم قصة زوجين يحبان بعضهما بشدة إلا أن هناك ما يعكر صفو هذا الحب ألا وهو عدم مقدرة الزوجة على الإنجاب. تقدم العمر جعل الرغبة في الإنجاب ملحة. يحاولان بشتى الطرق الوصول إلى حلمهما ولكن من دون جدوى. فجأة يحدث أمر يقلب النتائج ويغير مسار القصة وقناعاتهما تجاه الحياة كلياً». وعن الرسالة التي يتضمنها الفيلم أضاف النيادي: «ما أريد قوله من خلال الفيلم هو ترسيخ الأمل والبحث عن الإيمان الحقيقي في داخل الإنسان، والذي قد نكتشف أهميته في أشياء غريبة تصادفها هي من توقظنا». ويرى النيادي أن المهرجان «محفل للسينما، ولكن نحن كجيل يعول علينا مستقبلاً في صناعة السينما الإماراتية أتمنى أن نوضع في إطار صحيح، يسمح للآخر أن يلاحظ التطورات والمراحل التي تمر بها السينما في الإمارات. كل هذه المهرجانات عليها ألا تختصر دورها في عرض الأفلام وبث روح المنافسة فقط بل أن تلازم صناع الفيلم وتتابع نتاجاتهم وبخاصة المحليين ليجدوا منابرها عالمية تستضيف تجاربهم». وعن استفادته على مستوى تقنيات الإخراج وصناعة الصورة وبصريات الفيلم قال النيادي: «الفائدة كبيرة وإلا لما كان لهذا المهرجان أي هدف، بلا أدنى شك يمكن التأكيد على أن برامج الأفلام غنية وأتاحت لنا التعرف أكثر على تجارب السينما العالمية، بالإضافة إلى ورش العمل والمحاضرات التي تقام على هامش المهرجان، وهذه هي الفائدة المباشرة، أما غير المباشرة فتتمثل في الجدل والاحتكاك الذي يحدث عندما يلتقي صناع الأفلام، وتدور بينهم أحاديث مثمرة ومتنوعة، تفيد جميع الأطراف». وعن الأشياء التي يتمنى أن تتوافر في دورات المهرجان المقبلة أو يتم التركيز عليها أكثر في حال كانت موجودة في هذه الدورة، أشار النيادي إلى أمله بأن يتم إبراز الأفلام الإماراتية بشكل أفضل، إعلامياً وأيضاً سينمائياً، من خلال إتاحة الفرصة لضيوف المهرجان للتعرف إلى ما نصنعه لأنه يمثل أفكارنا ورؤيتنا للعالم، إضافة إلى ثقافتنا وهويتنا، أتمنى أن تتنوع الاختيارات، وهذا ما يحرصون عليه كعادتهم». كوميديا إلى الكوميديا ذهب المخرج حسن الجابري لصناعة فيلمه «كاتشاب» الذي يحكي قصة شاب يعبر عن نفسه وهواجسه ونظرته إلى الآخرين من خلال الرسم، لكنه يستخدم في رسم الناس طريقة ساخرة أو كوميدية، يقول: «بدأت مع مهرجان أبوظبي السينمائي كمشاهد، تابعت دوراته وعروضه المختلفة. استفدت كثيراً من المحاضرات والندوات والمناقشات التي كانت تدور عقب عروض الأفلام، وكنت حريصاً على متابعتها كي لا أقع في الأخطاء التي وقع فيها الآخرون. كما استفدت كثيراً من المخرجين وأعمالهم وأساليبهم الإخراجية المتنوعة لكنني وجدت نفسي في الأفلام الكوميدية. بالنسبة لي أجد أن الفيلم الكوميدي فيلم سلس من حيث الإخراج، ويصل إلى شريحة كبيرة من الناس». وتابع حسن الجابري: «بدأت موهبتي وحبي للسينما منذ الصغر. كان لدي هاجس داخلي يحثني على الدخول إلى عالم السينما وصناعة الأفلام التي أعشقها. وأنا مدين بالشكر للمخرج أحمد زين الذي شجعني كثيراً، ودفع بي إلى السينما، وحفزني على التعبير عن نفسي من خلال الفيلم». ويرى الجابري أن مهرجان أبوظبي السينمائي يقوم بالفعل باكتشاف المخرجين والموهوبين حين يتيح لهم أن يعرضوا أفلامهم من خلاله، جنبا إلى جنب مع أفلام عربية وعالمية، وبحضور المخرجين والنقاد والمتخصصين في السينما، فضلاً عن الفرصة الذهبية بعرض أفلامهم في صالات العرض السينمائية للجمهور، وكل هذا يساهم في إبراز ما يجري على الساحة المحلية سينمائياً». امرأة ضد الريح تعالج المخرجة عائشة عبد الله في فيلمها «ضد الريح» مفاهيم المجتمع التقليدي التي تمنع المرأة في أحيان كثيرة من مزاولة ما تحب من الهوايات أو الأعمال، وتقدم نموذجاً لامرأة قوية، طموحة، تصارع حتى تحقق ذاتها من خلال إصرارها على تصوير مباريات كرة القدم في الملعب، وهو أمر يعتبر خاصاً بالرجال. لكن الشابة، من خلال عباءتها وشيلتها والتزامها بحشمتها تتمكن من اختراق هذا التابو، وتضرب مثالاً على قدرة المرأة على تحقيق ذاتها من دون ابتذال. وتقول عائشة التي شاركت في مهرجان الخليج السينمائي وفازت بجائزة المخرجة الواعدة: «الفيلم وثائقي يسرد قصة فاطمة العلي، وهي لاعبة هوكي في نادي أبوظبي، وهي أيضاً صاحبة الفكرة ولها شكري على تعاونها في إنجاز الفيلم». أما مهرجانات السينما في أبوظبي ودبي، تضيف عائشة، فنشعر كطلبة بأنها «تقدم لنا فرصة كبيرة ليس فقط في مشاهدة الأفلام ومتابعة ما يجري في العالم سينمائياً، وإنما تتيح لنا فرصة الاحتكاك بصناع الفيلم والاستماع إلى تجاربهم، وهذا بحد ذاته مكسب كبير». وتشير عائشة إلى أن الفضل في إذكاء جذوة السينما في داخلها وداخل غيرها من المخرجين يعود إلى المهرجانات التي أتاحت لهم عرض أفلامهم، وأخرجتهم إلى الضوء. وهي ترى أن على المخرجين الاستفادة مما يوجه إليهم من نقد وملاحظات. هل نستمرّ؟ من جانبها، فضلت المخرجة نورا الزرعوني صاحبة فيلم «أنا لا أفهم» أن تذهب إلى قضية اجتماعية وتربوية مهمة في الحقيقة، وهي الطريقة التي يتم بها تربية الطفل في مجتمعاتنا العربية، حيث كل شيء ممنوع و«حرام» من دون أن يكون حراماً دينياً في معظم الأوقات، ومن دون تفسير أو توضيح لسبب المنع، ما يخلق في داخل الطفل (زايد) بطل فيلمها نوعاً من الحيرة والشك حول كل ما يسمعه أو يوجه إليه. تكبر الأسئلة في داخل الطفل الذي يشعر أن هناك شيئاً ما خطأ وغامض. ومن خلال أسلوب (الهارد كت) تقول نورة استدعي كل هذه الذاكرة القديمة وممنوعاتها لأبرز أن هذا النوع من التربية يقود إلى علاقة مضطربة مع الله. وتشرح نورة فكرتها أكثر بقولها: «نحن نعبد الله لأننا نحبه أولاً ثم نخافه ثانياً.. لكن هذه العلاقة ينبغي أن تتأسس على الحب. ليس في الإسلام ما يؤدي إلى كل هذا التشدد في التربية. الإسلام دين يسر، وفيه حث على حب الآخرين ومساعدتهم، والكثير من الأشياء التي تدرج ضمن الممنوعات والمحرمات ليست من تحريم الدين بل ربما لها جذور اجتماعية موجودة في العادات والتقاليد والأعراف. لقد أردت أن أسلط الضوء على هذا الأمر لأهميته، ولكي ينتبه الأهل إلى ما يخلقه في نفوس الأطفال من تشتت وحيرة». وترى نورا الزرعوني أنها استفادت كثيراً من المهرجان وفعالياته المختلفة، تقول: «عندما تخصصت في الإعلام لم أكن أعرف أن هناك فرصة للمشاركة في المهرجان، لكن أستاذي «ديفيد مور» مشكوراً شجعني على المشاركة، وأصرّ على أن يعرض فيلمي. في الحقيقة كل ما تعلمته من خلال الدراسة في الكلية ومن متابعتي لعروض المهرجان واستماعي للنقاشات، والحوارات أفادتني في عملي». وتستدرك قائلة: «لكنني بصراحة أتساءل إذا ما كنت استطيع الاستمرار في إخراج الأفلام في المستقبل بعد تخرجي في كلية التقنية للطالبات، ذلك أننا نستخدم معدات الكلية، وما توفره لنا لتصوير أفلامنا.. المعدات باهظة الثمن، ولا يمكن للمخرج أن يشتريها، ومن الصعب الحصول على الكاميرات، فكيف يمكن الاستمرار؟». الأفلام المشاركة ُعرض في مسابقة هذا العام نتاجات صناع الأفلام من دول مجلس التعاون الخليجي، بتنوع أساليبهم. كما يعرض الفيلم الموسيقي «طلبة الجامعة الجدد» من إنتاج الإمارات العربية المتحدة، وإخراج دينا ستيفنز. ويحكي الفيلم، من خلال الموسيقى والرقص، ما يواجهه طلبة الجامعة في يومهم الأول. فضلاً عن دخول فيلمين من الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة الدولية وهما: فيلم «إطعام خمسمئة» للمخرجين رافد الحارثي وري حداد، وفيلم المخرجة البحرينية هالة مطر «ما يدل على قدرة الفيلم الإماراتي والخليجي على تحقيق التنافسية في الساحة العالمية»، وفق ما قال صالح كرامة العامري. ويدور الفيلم الوثائقي «إطعام خمسمائة» حول رجل يصرف مدخراته لإطعام قطط مشردة، وسبق أن عرض في مهرجانات سينمائية دولية. فيما يتناول «الترام/ العربة»، والذي أُنتج في الولايات المتحدة، ومن بطولة النجمة المعروفة كلوي سافيني، قصة حب مأسوية. ويشترك الفيلمان بشمولية موضوعهما، وبما يجعل فن القص الخليجي يحاكي ذائقة المشاهد العالمي. وتتوزع الأفلام الروائية القصيرة المشاركة في المسابقة على برنامجين: الأول يشتمل على ثمانية أفلام، خمسة منها من الإمارات هي: «أبجديات الأبوة» للمخرج حمد العور، و«ثلج» للمخرج عمر إبراهيم، و«سراب» للمخرجة مريم فروحي، و«صافي» للمخرج أحمد زين، و«مدرسة» للمخرجين ديفيد مور، محمد بن إسحاق. وفيلم واحد من الكويت بعنوان «غرفتي زهرية اللون» للمخرجة فشان شارما، وفيلم من البحرين بعنوان «ترام» للمخرجة هالة مطر، وفيلم من السعودية بعنوان «كتاب الرمال» للمخرج بدر الحمود. ويشتمل البرنامج الثاني على ثمانية عروض أيضاً، خمسة من الإمارات، وهي: «تمرد» للمخرج إبراهيم المرزوقي، و«سيد الأفكار» للمخرج بلال أنتبلي، و«عيد ميلاد يونس» للمخرج محمد العتيبة، و«فلسفة ديك» للمخرج ياسر النيادي، و«كاتشاب» للمخرج حسن الجابري، وفيلم سعودي بعنوان «مع الزمن» للمخرج ملاك قوته، وفيلم قطري بعنوان «بدون» للمخرج محمد الإبراهيم، وفيلم عماني بعنوان «عبور» للمخرج ميثم الموسوي. وضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (فئة الطلاب) يُعرض 12 فيلماً هي: «ابنة الحياة» لـ منى شحادة، «أشواك رمادية» لأبيكي مامورومو، «إلى مكان آمن» لـ خميس الشحي، «الحزن» لـ أمنية العفيفي، «حصة» لـ راشد النعيمي، «ذنب» لـ عبد الرحمن المدني، «لا أفهم» لـ نورة الزرعوني، «مرآة» لـ أميرة ماضي، «المستجد» و«حب مضرور» لـ دينا ستيفينز. وفي فئة الأفلام الوثائقية القصيرة تعرض أفلام: «إطعام خمسمائة» لرافد الحارثي وري حداد، «أناس صغيرة» لدانيال ملاك، «بدر» لسارة السعدي وماريا اسامي ولطيفة الدرويش، «التداوي بالجمل» لفهد الكندري، «تركيب الأمل» لـ صوفيا دي فاي، و«تمساح» لـ لطيفة الدرويش وروضة المغيصب. وضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة (للطلاب) تعرض أفلام: «أجمع شغفي» لمريم خانجي، ميرة المطوع، «بي ون» لـ دينا ستيفينز، إبراهيم محمد، و«سقف من الورق المقوى» لـ فاطمة سلطان، هدى الماجدي، بشائر المحمود، و«شيء عن الخادمات» لـ سلامة مبارك، سارة الحماد ي، و«ضد الريح» لـ عائشة عبد الله، و«الفن الصامت» لـ هنا مير، و«وهقة» لـ ريم المقبالي. ويتسع البرنامج لأفلام تعرض خارج المسابقة، وهي: «أوراق» لعبد العزيز البطاشي، «التاجر» لحمزة سامي، «تضحية ملكية» لراشد النعيمي، «حادث» لياسر القرمزي، «سائق التاكسي» لشداد المسلمي، «قهر الرجال» لسعيد الماس، «ماريونيت الدمى المتحركة» لصوفيا جواد، «هدية» لصادق بهبهاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©