الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الرباعية» تواجه مهمة مستحيلة في الشرق الأوسط

29 أكتوبر 2011 13:56
ربما تكون محاولة القوى العالمية إحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبثية وتقوض ما تبقى لها من مصداقية في الوساطة. وقال بعض المحللين السياسيين إن الوقت حان لتقليص طموحاتهم. وبعد أن بدا الأمل شبه معدوم قد يجد من يحاولون صنع السلام أنفسهم وسط محاولة لإدارة الصراع الممتد منذ عقود وليس حله. ويمكن القول إن الجهود التي تبذلها المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط التي تتكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة فشلت قبل أن تبدأ. وعقد ممثلو المجموعة الرباعية اجتماعات مع كل طرف على حدة في القدس يوم الأربعاء بعد أن فشلت المجموعة في تحقيق هدفها المعلن وهو أن يجلس الجانبان على نفس الطاولة لإجراء محادثات بشأن كيفية استئناف المفاوضات المباشرة للتوصل الى اتفاق دائم للسلام. وقال الوسطاء إن الجانبين اتفقا على تقديم اقتراحات حول قضايا الأرض والأمن في غضون ثلاثة اشهر. لكن محللين فلسطينيين واسرائيليين لا يرون أملا يذكر في أن تنجح المحاولة الأخيرة في حين فشلت المحادثات المباشرة على مدى سنوات. وقال شلومو افنيري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية “المجموعة الرباعية أصبحت غير ذات صلة لأنها عالقة على طريق لا يؤدي الى أي مكان”. وقال جورج جقمان أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية إنه يجد الأمر مضحكا وسخيفا مضيفا أنه كانت هناك مفاوضات لمدة 20 عاما ولم تحقق أي شيء. وتابع أنهم سيواصلون المحاولة ولابد أن يستمروا في التحرك ليظلوا في الصورة معبرا عن شكه في أنهم هم أنفسهم يصدقون أنهم سينجحون. وتعتبر القوى العالمية أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. وفي حين يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد إجراء محادثات الآن فإن الفلسطينيين يقولون إنه يجب أن تتوقف كافة الأنشطة الاستيطانية أولا قبل أن يجلسوا على مائدة المفاوضات. وهذا طلب لن تنفذه حكومته. ويشير الخلاف الى مشكلة اكثر عمقا وهي ما يراها البعض الآن فجوة لا يمكن تضييقها بين مسعى الفلسطينيين للاستقلال وإنهاء الاحتلال وتشبث اسرائيل بالأرض التي ترى أن لها أهمية استراتيجية وروحية. واليوم يواجه الوسطاء مجموعة من التعقيدات الإضافية. والقائمة طويلة وتشمل ظهور إدارتين متنافستين في الضفة الغربية التي تهيمن عليها حركة فتح وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة (حماس) منذ عام 2007. وفي اسرائيل بات هناك ميل نحو اليمين السياسي ساهمت فيه الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة. علاوة على ذلك فإن نصف مليون اسرائيلي استوطنوا أراضي يفترض أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقبلية مما يجعل حلم التوصل الى اتفاق بعيد المنال. وقال موتي كريستال المفاوض الذي عمل مع أربعة رؤساء وزراء اسرائيليين بين عامي 1994 و2001 “لا أظن انه يمكن حل الصراع في المستقبل المنظور. هذا شيء لا يمكن أن يقوم به الإسرائيليون والفلسطينيون في الوقت الحالي، أقصى ما يمكن فعله في المرحلة الراهنة هو إدارته”.وأعطى الإحباط دفعة لمسعى الفلسطينيين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة وهي مبادرة يتعشمون أن تؤدي الى ضم المزيد من الدول لعملية البحث عن اتفاق للسلام. ويعكس موقف المجموعة الرباعية كما اتضح من بيانها الذي أصدرته في 23 سبتمبر رؤية الولايات المتحدة وهي أنه يجب استئناف المحادثات الثنائية بين الجانبين مع التأكيد على أن هدفها “الوصول الى حل شامل”.
المصدر: القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©