محسن البوشي (العين)
أكد معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن الإمارات باتت الآن وبعد مرور أكثر من 4 عقود على قيام تجربتها الوحدوية نموذجاً فريداً يحتذى في التنمية الحضارية الشاملة، التي تحققت بفضل ما تتحلى به القيادة الرشيدة من رؤية حكيمة وبعد نظر.
وأضاف في كلمة ألقاها أمس في افتتاح المنتدى الثالث لبناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات، الذي شهدته جامعة الإمارات بالعين، أن دولة الإمارات تسعى إلى تطوير تجربتها في الممارسة السياسية من خلال تقييم تجربتي المجلس الوطني الاتحادي السابقتين (2006-2011)، سعياً نحو ترسيخ وتعزيز مفهوم المشاركة السياسية، الذي بدوره يعزز دور المجلس بمجال التشريع والرقابة والعمل النيابي.وشدد على تمسك الدولة بنهجها الثابت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم ومناصرة قيم الحق والوسطية والاعتدال والتزامها بدورها في مؤازرة الأشقاء ومساندتهم في التصدي للتطرف والعنف وتغذية الصراعات المذهبية. وحيا المر في كلمته الدعم والرعاية التي توليها القيادة العليا الرشيدة لملايين المشردين من أبناء الشعوب العربية الذين يدفعون فاتورة التطرف والصراعات المذهبية في بلدانهم. حضر افتتاح المنتدى طارق لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور سعيد الغفلي الوكيل المساعد بالوزارة والدكتور على راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات وعدد من القيادات الإدارية والأكاديمية بالجامعة وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي ومحمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر، رئيس تحرير جريدة الاتحاد.
وقال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في كلمة ألقاها نيابة عنه طارق لوتاه إن إقامة المنتدى الثالث لبناء الوعي السياسي لطلبة الجامعة يأتي في إطار خطوات برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2005.
ودعا الطلاب والطالبات إلى العمل للاستفادة القصوى من فعاليات المنتدى وعبر في ختام كلمته عن شكره وتقديره لمعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات على رعايته الكريمة لأعمال المنتدى ولكل القائمين على تنظيمه.
من جانبه، تحدث الدكتور على راشد النعيمي مشيدا بتوجهات القيادة العليا الرشيدة نحو تعزيز تجربة المشاركة السياسية في الدولة لتواكب الإنجازات الحضارية التي تحققت بفضل الرؤية السياسية الثاقبة للقيادة. ودعا الطلبة إلى التفاعل مع أعمال المنتدى الذي يركز على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة، ودعا الطالبات لدعم تمثيل المرأة في المجلس الوطني.
وعقدت عقب الجلسة الافتتاحية للمنتدى يوم أمس 3 جلسات عمل تحدث في الأولى كل من مروان بن غليطة عضو المجلس الوطني الاتحادي، ومنصور بن نصار من ديوان صاحب السمو حاكم الشارقة، بالإضافة الى محمد جمعة السويدي عضو اللجنة العليا للتشريعات بإمارة دبي، وأدارها الدكتور سيف المحروقي وكيل كلية العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة الإمارات. واستعرض بن غليظة في بداية الجلسة تجربته مع انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عامي 2006، 2011 لافتاً الى أنه ركز خلال انتخابات 2011 على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي خاصة المؤثرة كتويتر في التواصل مع جمهور الناخبين في دائرته والتفاعل معهم، ما حافظ على حضوره وتواجده معهم ولعب دوراً مؤثراً في نجاحه.وتناول منصور بن نصار خلال الجلسة ضوابط تنظيم الحملات الانتخابية وتعرض الى تعريف الحملات الانتخابية من الناحية القانونية وحقوق المرشحين والضوابط والقيود التي تحكم الحملات الانتخابية وفترة الدعاية والميزانية المحددة وعملية الإنفاق وغيرها من المحاذير التي تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع ومصلحة الوطن العليا.اما محمد جمعة السويدي فاستعرض تجربته الشخصية مع انتخابات المجلس الوطني الاتحادي من الناحية الإجرائية، مركزاً على مهام وواجبات اللجان الفرعية للانتخابات في الإمارات وعلاقتها باللجنة العليا، مشدداً على أهمية دور اللجان الفرعية في إنجاح العملية الانتخابية بما في ذلك الدور الرقابي على التجاوزات التي قد تحدث من بعض المرشحين، خاصة فيما يتعلق بعملية الصرف والتمويل، تأكيداً على توفير مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.
وتحدثت في الجلسة الثانية للمنتدى عقب الجلسة الافتتاحية كل من الدكتورة شيخة العري عضو المجلس الوطني الاتحادي والدكتورة موزة غباش رئيسة مجلس أمناء جائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات وأدارتها الدكتورة نجوى الحوسني الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة الإمارات وتركز النقاش في هذه الجلسة على تجارب عملية لمشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.
واستعرضت العري تجربتها الشخصية مع انتخابات المجلس الوطني الاتحادي وأسباب نجاحها، والذي قالت إنه يعود قبل ذلك بسنوات طويلة مع بداية عملها في الميدان التربوي بإمارة أم القيوين ما أتاح لها الفرصة للقيام برسالتها في إعداد الأجيال للحياة والمستقبل وبناء الشخصية المتوازنة التي تمتلك القدرة على البناء وتحمل المسؤولية.
وأكدت العري من خلال تجربتها أن تمكين المرأة في الإمارات لم يبدأ الآن بل بدأ منذ بداية عهدها بمسؤولية الأسرة والأبناء في وقت كانت الحياة مليئة بالصعوبات والتحديات، عكس الواقع الآن الذي تهيأت فيه الظروف والسبل أمام المرأة، وأضحت محظوظة بهذه القيادة الرشيدة التي شرعت أمامها كل الأبواب.
وتحدثت الدكتورة موزة غباش في الجلسة الثانية مؤكدة ضرورة التحلي بأكبر قدر من الحذر واليقظة للحفاظ على هذا الكيان السياسي وما حققه من إنجازات من خلال تعزيز تجربة الممارسة السياسية بما يتوافق مع ظروف وطبيعة الواقع الذي تعيشه الدولة الآن في ظل التحديات الصعبة التي تواجهها المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف التركيبة السكنية، حيث تحتضن الإمارات أعداداً كبيرة من المقيمين الذين ينتمون إلى ثقافات وجنسيات عديدة مختلفة.
واستعرضت الجلسة الثالثة والأخيرة للمنتدى في يومه الأول تقييم تجارب المرأة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لعامي 2006، 2011 وتحدثت فيها كل من الدكتورة نسرين مراد من قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات والدكتورة مي الخاجة من قسم الاتصال الجماهيري بالجامعة.
الطالبات يحتكرن مسابقة الوعي
شهدت جلسة الافتتاح إعلان أسماء الطلاب الفائزين بالمسابقة البحثية التي تم اطلاقها خلال المنتدى الثاني لبناء الوعي السياسي العام الماضي بمجال الوعي السياسي والمشاركة السياسية وفازت بالمركز الأول في المسابقة الطالبة شيخة عوض الأحبابي من قسم العلوم السياسية بجامعة الامارات، وحصلت على المركز الثاني الطالبة فاطمة علي المزروعي من كلية القانون بجامعة الامارات، في حين حصلت الطالبة مهرة سهيل العامري من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة على المركز الثالث، وتم الإعلان عن فتح باب المشاركة مجدداً للعام الثالث على التوالي في المسابقة.
وتتضمن المسابقة في دورتها الجديدة 3 محاور تشمل الحملات الانتخابية وتقييم برامج المرشحين، أهمية المشاركة الانتخابية، ودور الاعلام في دعم العملية الانتخابية.
وكرم معالي محمد أحمد المر الطالبات الفائزات بحضور الدكتور النعيمي وطارق لوتاه.
3 جلسات عمل
يواصل المنتدى الثالث للوعي السياسي لطلبة الجامعات اعماله اليوم حيث تعقد 3 جلسات عمل تتناول الجلسة الأولى منها دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي ويتحدث فيها كل من الدكتور قيس التميمي من قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الامارات ومحمد الحمادي المدير التنفيذي للنشر بشركة أبوظبي للإعلام رئيس تحرير جريدة الاتحاد وتديرها الدكتورة عائشة النعيمي من قسم الاتصال الجماهيري. وتتعرض الجلسة الثانية للمنتدى في يومه الثاني لدور مؤسسات التنشئة والمجتمع المدني في دعم انتخابات المجلس الوطني الاتحادي ويتحدث فيها كل من الواعظ طالب محمد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والاوقاف وزايد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين ويختتم المنتدى اعماله بجلسة ثالثة وأخيرة تخصص لمناقشة ما دار في جلساته وإعلان التوصيات.
عدد اليوم
