الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عطلة نهاية الأسبوع.. تنتصر لهوايات الشباب

عطلة نهاية الأسبوع.. تنتصر لهوايات الشباب
22 أكتوبر 2015 18:05
أحمد السعداوي (أبوظبي) عطلة نهاية الأسبوع لها أهمية خاصة عند الشباب، كونها الوقت الأمثل لقضاء أوقات الراحة لدى البعض، بينما يرى آخرون أنها تتيح الوقت اللازم حتى ينمي الشاب ذاته ويكتسب مهارات وخبرات تفيده في حياته العلمية بين جدران الجامعة أو العملية بعد التخرج والدخول إلى سوق العمل، حيث يكون المعيار الأساسي للتوظيف والحصول على المراتب العليا، ما يمتلكه الشباب من إمكانات إضافية إلى جانب مؤهله العلمي، كما أن عطلة نهاية الأسبوع تمثل فرصة لصياغة التشكيل النفسي والاجتماعي للشباب بشكل سليم يمكنه من السير في درب الحياة بثقة وخطوات ناجحة. جدران الجامعة ميريام رزق، الطالبة في الصف الثاني بجامعة السوربون- أبوظبي، تقول إن عطلة نهاية الأسبوع لديها تحتل أهمية خاصة، ولولا الوقت المتاح لها في نهاية الأسبوع ما استطاعت أن تركز في كل دروسها وتحقق النجاح الدراسي الذي أهلها للدراسة والالتحاق بواحدة من أعرق جامعات العالم، موضحة أن هناك كثيراً من الأنشطة التي تمارسها نهاية الأسبوع بين جدران الجامعة مثل الفعاليات التي تنظمها الإدارات المختلفة في الجامعة والتي يتواصل خلالها الطلاب مع بعضهم البعض، ومع مؤسسات وأفراد المجتمع الخارجي، وهذا يفيدها كثيراً على الصعيد الدراسي، وعلى صعيد تكوين وبناء شخصيتها. وفي حال عدم وجود واجبات دراسية وأنشطة جامعية، تفضل القراءة وتعتبرها الهواية الأفضل في حياتها، مبينة أنها تفضل القراءة باللغات الأجنبية، خاصة الكتب العلمية، وإلى جانب القراءة تمارس الرياضة بانتظام سواء في نهاية الأسبوع أو في الأيام العادية حتى تظل محتفظة بصحة ولياقة بدنية عالية، تساعدها على العطاء بنجاح في أمور حياتها كافة. وتلفت رزق إلى أن العمل في بعض الفعاليات المقامة في أبوظبي، ضمن خطتها الدائمة في نهايات الأسبوع إذا توافرت الفرصة أو في العطلة الصيفية، حيث سبق وأن عملت في مهرجان قصر الحصن، وغيره من الفعاليات التي تعتبر العمل فيها مكسباً لها يضاف إلى السيرة الذاتية لها حين تتقدم للالتحاق بأي عمل مستقبلاً. ضغوط الدراسة راضية النقراشي، تدرس ماجستير في الأعمال الدولية، تؤكد من جانبها أن عطلة نهاية الأسبوع تعتبر فرصة لاكتشاف أبوظبي ومختلف إمارات الدولة لكونه العام الأول لها التي تدرس فيه في أبوظبي، وكان يرافقها فيه كثير من زملائها المغتربين الذين كانوا يذهبون سوياً في نهايات الأسبوع إلى أماكن مختلفة للخروج من نطاق الدراسة وضغوطها. وتضيف: إلى جانب ذلك، فلعطلة نهاية الأسبوع فوائد كثيرة على الصعيد الدراسي، حيث كنا نقوم فيه بجولات وأنشطة خارجية نطبق فيها ما تعلمناه داخل جدران الجامعة، ومن ذلك أنهم كانوا يدرسون برنامجاً تعليمياً عن الموضة والفن، وبالفعل شاركوا في بعض الفعاليات المجتمعية أثناء عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بهذين المجالين لتطبيق ما تعلموه.وكانوا يدرسون مهارات التفاوض أثناء البيع، وقاموا بتطبيق عملي لذلك عبر زيارة «الجاليريا مول»، والتجوال في مختلف المحال هناك، لتجربة ما تعلموه في هذا المجال. كما تلتقي بزملائها داخل المكتبة يوم السبت من كل أسبوع للقراءة والبحث في بعض الموضوعات الدراسية، وهذه الجلسات التي تتم في وقت العطلة تأخذ طابعاً جميلاً يمزج بين جلسات الأصدقاء وجلسات العلم، حيث نخرج منها بفوائد كثيرة تنعكس على حياتنا الدراسية وعلاقتنا التي صارت أقوى بمرور الأيام وبكثرة الجلوس إلى بعضنا في نهايات الأسبوع. أما دراسة لغة أخرى، فهي من الأشياء الأساسية في حياتها وتستغل فيها عطلة نهاية الأسبوع بأفضل شكل، حيث تدرس اللغة الإسبانية باستمرار في العطلة بالاتفاق مع مدرس خاص هي وبعض زميلاتها، إلى جانب ما تتقنه من لغات عربية وإنجليزية وفرنسية، وهو ما يعلي فرصة حصولها على وظيفة مناسبة مستقبلاً حينما تدخل إلى سوق العمل. ممارسة الرياضة وتقول إيمان الجنّادي، «طالبة جامعية وأم في الوقت ذاته»، إن نهاية الأسبوع بالنسبة لها تختلف بسبب انشغالاتها الأسرية، غير أن ذلك لا يمنعها من استغلال العطلة في مشاهدة بعض الأفلام السينمائية التي تحبها، كما أن ممارسة الرياضة تحتل جانباً مهماً من اهتمامها، ولذلك تحرص عليها في وقت العطلة، لأنه الوقت الوحيد المناسب لممارسة الرياضة بالنسبة لها. وتستغل نهاية الأسبوع في تحضير المواد الدراسية المقبلة، والمشاركة في بعض الأنشطة والفعاليات داخل الجامعة مثل الخروج في رحلات مع زملائها وزميلاتها إلى أشهر الأماكن في الإمارات، وهذا يفيدها على الصعيد النفسي والبدني، ويجعلها تقبل على الدراسة بحماس أكثر وقدرة على استيعاب المواد الدراسية رغم صعوبتها في بعض الأحيان. أماكن جديدة حمزة المهدي، خريج كلية الاقتصاد والإدارة، يقول إن العطلة بالنسبة له فرصة للجلوس إلى أصدقائه واكتشاف أماكن جديدة لم يذهب إليها، وممارسة الهوايات المختلفة من قراءة ومشاهدة الأفلام ومتابعة أخبار العالم، التي ربما يكون منعزلاً عنها طوال الأسبوع بسبب ضغوط الدراسة، ولكن حين يكون هناك اختبارات يكون الأولوية للمذاكرة. ويؤكد المهدي، أن الشخص الناجح هو الذي يستطيع تحقيق التوازن بين الإفادة والراحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويستغل هذا الوقت فيما يفيده عقلياً وتعليمياً وبدنياً ونفسياً. الطموحات من واقع خبرتها في التواصل مع الشباب لسنوات عديدة، تقول نور شمّا، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بجامعة باريس السوربون- أبوظبي، إن متطلبات الحياة والطموحات صارت أصعب، والفرص موجودة دوماً ولكنها للناس المتميزة، والذي يبرز شخصاً عن آخر هو حسن استغلال وقته، سواء في نهاية الأسبوع أو غيره، والمثابرة وتطوير نفسه من الناحية العلمية والعملية والطموحات، وهو ما يمكن اكتسابه تماماً خلال الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطلاب خلال عطلات نهايات الأسبوع. وتقول شمّا، هناك أمثلة لطلاب متفوقين ولكن ليس لديهم ذكاء اجتماعي الذي يعتبر جزءاً من الذكاء الوظيفي، لأن هذا النوع من الذكاء يتيح له التواصل بسهولة مع الآخرين، وتيسير تأدية الوظيفة. وعطلة نهاية الأسبوع فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية، سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو من خلال الأنشطة الرياضية، والاجتماعية، والإنسانية، بحيث يجب على الإنسان أن يوسع منظوره باستمرار، وكلما كان المنظور واسعاً كان التأقلم مع المواقف الحياتية والعملية والناس أكثر سهولة. كادر معسكر عمل عمر الغياثي، الطالب في إحدى جامعات أبوظبي، من جهته يرى أن عطلة نهاية الأسبوع يجب أن تكون وقتا للراحة لأن طول الأسبوع لدينا دراسة كثيرة تمتد من 9 إلى 5 مساء يومياً، ويجب علينا بعد ذلك مراجعة ما أخذناه ثم الإعداد لما سنتلقاه اليوم التالي، بالإضافة إلى ما يطلب من بحوث وتطبيقات يجب أن ننفذها تبعا للمقررات الدراسية التي نتلقاها. ويلفت إلى أنه بسبب كثرة المواد الدراسية فإن نهاية الأسبوع تذهب غالبا في المذاكرة، وهناك القليل من الوقت التي يتبق للأهل والأصدقاء، ما يجعل من العام الدراسي كله كأنه معسكر عمل مستمر لا ينتهي إلا بانتهائه وإعلان نتائجه بالنجاح بإذن الله، بعدها يبدأ الاستمتاع الحقيقي بالعطلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©