الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أنس بن مالك خادم النبي وتلميذه

16 فبراير 2017 23:31
أحمد مراد (القاهرة) يعد الصحابي الجليل أنس بن مالك ثالث أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي هريرة وعبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. ولد الصحابي الجليل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعشر سنين، يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وقد أتت به أمه «أم سليم بنت ملحان» إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فصحب أنس النبي صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وكان يتسمى بخادم رسول الله ويفتخر بذلك. جاءت أم سليم إلى النبي وقالت: يا رسول الله أدع الله لأنس، فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه»، وقد استجاب الله تعالى لدعوة النبي حيث ولد لأنس ثمانون ولدا منهم ثمانية وسبعون ذكرا وبنتان واحدة تسمى حفصة والثانية تكنى بأم عمرو، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك. وخرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، ولم يذكره المؤرخون في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل، وعندما بلغ شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات، وبعد وفاة النبي شهد بعض الفتوحات الإسلامية. روى أنس بن مالك عن النبي علما كثيرا، وكان النبي يخصه ببعض العلم، وبلغ مسنده من الأحاديث التي رواها «2286» حديثا، انفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين حديثا. كما روى أنس عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبي طلحة وأمه أم سليم بنت ملحان وخالته أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت وأبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي هريرة. وروى عنه عدد كبير من الصحابة والتابعين، منهم الحسن وابن سيرين والشعبي وأبو قلابة ومكحول وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني وبكر بن عبد الله المزني والزهري وقتادة وابن المنكدر، وقد سرد صاحب «التهذيب» نحو 200 صحابي وتابعي من الرواة عن أنس. من الأحاديث التي رواها أنس بن مالك قوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار»، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى إلى بيت المقدس فنزل قول الله تعالى «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام»، «البقرة: 144»، فمر رجل من بني سلمة بقوم وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة، فمالوا إلى الكعبة. قال الذهبي عن أنس بن مالك: هو الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا. وقال عنه أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنسا، وقال ابن سيرين: كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر. توفي أنس بن مالك رضي الله عنه في البصرة سنة إحدى وتسعين من الهجرة، وقيل سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين، وقال ثابت البناني: عند وفاة أنس بن مالك قال لي: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©