هند صبري :أكشف جرائم «داعش» في «زهرة حلب»

تامر عبدالحميد (أبوظبي) تحول مسار الفنانة التونسية هند صبري عما كان عليه في بدايتها السينمائية من أعمال رومانسية وجريئة، إلى أعمال تقترب من المشكلات التي تدور في المجتمع العربي بشكل عام وتلامس هموم وقضايا الناس، لذا تعاونت مع صناع سينما من فئة الشباب في الفترة الأخيرة لتشجعهم على تقديم أعمال سينمائية هادفة تترك صداها لدى الجمهور، ومن أبرزها مشاركتها في الفيلم الأردني الجديد «ببغاء»، الذي انتهت من تصويره مؤخراً وفي انتظار عرضه، إلى جانب عودتها إلى السينما التونسية بعد غياب سبع سنوات في فيلم «زهرة حلب» الذي تتطرق فيه للجماعات التكفيرية وجرائم داعش. سفيرة النوايا الحسنة هند صبري، قررت أن تتبرع بأجرها كاملاً في هذا الفيلم من أجل اللاجئين السوريين، والذي يتناول قصة أفراد عائلة «مزراحي» اليهودية بالمغرب عام 1948، والذين يحاولون الاستقرار في حياتهم الجديدة في حيفا بفلسطين، وهو من إخراج أمجد الرشيد ودارين سلام، وعن تجربتها في «ببغاء» قالت: انتهيت بالفعل من تصوير مشاهدي في الفيلم مؤخراً، وكان تجربة مميزة، رغم أن التصوير بالكامل كان في الأردن وسط طقس شديد البرودة، لكنها كانت أياماً ممتعة للغاية وسعدت جداً بالمشاركة فيه، مصرحة بأن دورها في الفيلم يتمثل في أحد أفراد تلك العائلة التي تعاني للغاية أثناء معيشتها في حيفا. وأشارت هند إلى أن «ببغاء» يعتبر من نوعية الأفلام القصيرة، ومن المتوقع أن يعرض في مهرجانات سينمائية مقبلة، خصوصاً أن الفيلم يستحق العرض في مهرجانات سينمائية كبيرة، بل وتعتقد أنه سيكون له نصيب كبير في الجوائز في المهرجانات الكبيرة. مواهب واعدة تتعاون هند في «ببغاء» مع المخرجين أمجد الرشيد ودارين سلام، وعن رأيها فيهما، قالت: مخرجان متميزان جداً تشرفت بالتعامل معهما، فهما قدما عملاً ممتازاً وفازا بدعم من مؤسسة روبرت ستيفتونج من ألمانيا كأفضل مشروع إنتاج عربي ألماني مشترك، فالسيناريو كان أكثر من رائع، وموهبتهما الإخراجية متميزة جداً وهما من المخرجين الواعدين في السينما العربية. أفلام قصيرة قدمت الفنانة التونسية خلال مسيرتها الفنية ثلاثة أفلام قصيرة قبل «ببغاء»، قائلة: هي تجربة مفيدة، فالفيلم القصير في الغالب يقدم سينما جديدة، وهي فرصة لن أجدها في الأفلام الروائية الطويلة التي يجب أن تكون بها نزعة ولو بسيطة تجارية، فهذه النوعية من الأفلام صناعها يحبون الفن ويعرفون أنه قد لا يوجد مقابل لما يقومون به، ولكنهم يعملون من أجل فن السينما الحقيقي. لقب سفيرهند صبري تعتبر إحدى الفنانات الناشطات في الحملات الخيرية والإنسانية باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة، لافتة إلى أن المنطقة العربية الآن تحتاج إلى دعم كبير وإلى إلقاء الضوء على الأماكن التي تحتاج لمساعدات الأمم المتحدة. وحول بعض الفنانين الذين حصلوا على سفير النوايا الحسنة كلقب فقط، رفضت هند التعليق على هذا الأمر قائلة: لا أستطيع التعرف على ما الذي من الممكن أن يقدمه هؤلاء، أو من حصلوا على هذا اللقب، ولن أدخل في نوايا الناس، فالعمل كسفير للنوايا الحسنة يفرض على الشخص أموراً معينة ونشاطات محددة، وإذا لم يقم بها فإن اللقب يسحب منه. أفلام السبكي جمهور السينما أطلق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة أفلام السبكي أسموها مقاطعة أفلام «السبكية».. وعن تعليقها حول هذه الحملة قالت: يجب إطلاق حملة اسمها «انتجوا كل أنواع الأفلام»، وأن يتم هذا في إطار مشروع نهضة ثقافية كبير يتصل بكل الفنون والثقافات ومن بينها السينما، التي تحتاج إلى انتعاشة حقيقية. الرئيس الشرفي تم اختيار الفنانة هند صبري مؤخراً لتشارك في المهرجان الدولي للفيلم العربي في قابس، لتكون الرئيس الشرفي للمهرجان الذي يقام في الجنوب التونسي، ويحمل شعار اللامركزية الثقافية، ويهدف إلى الإسهام في التعريف بالسينما التونسية والعربية ونشر ودعم الثقافة السينمائية لدى الشباب. وأبدت هــند ســـعادتها الكبيرة لاختيارها الرئيس الشرفي للمهرجان المهم في دورته الأولى، الـذي تتمــنى أن يصــــــبح حــلقة وصل بين الجمهور والســــينمائيين، والمساهمة في تنويع أماكن ومصادر مشاهدة الأفلام. قصة «زهرة حلب» كشفت الفنانة هند صبري أنها من المقرر أن تعود للسينما قريباً من خلال فيلم تونسي بعنوان «زهرة حلب» مع المخرج التونسي الكبير رضا الباهي، بعد غياب عن السينما التونسية لمدة 7 سنوات، وتتطرق فيه لتجربة النساء التونسيات اللائي انضممن لصفوف تنظيم «داعش»، كما يتناول أيضاً الجماعات التكفيرية وعمليات تجنيد الشباب العربي للقتال في سوريا، وتلعب فيه هند دور صحفية تغطي الأحداث بسوريا، وتكشف ما يحدث للنساء والفتيات من عنف تحت ستار الدين، مصرحة أنها ليست قلقة من تعرضها للتهديد من قبل الجماعات المتطرفة فكل ما يشغلها هو تقديم أعمال تلامس معاناة الناس، فالفنان الحقيقي عليه أن يجد حلولاً ويلقي الضوء على القضايا المجتمعية كافة. شركة إنتاج أسست الفنانة هند صبري شركة إنتاج فنية مؤخراً لدعم المشاريع المتميزة، لافتة إلى أنها ليست شركة إنتاج بالمعنى المعروف، لاسيما أنها ليست لديها القدرة المالية على إنتاج أفلام بنفسها، لكنها ومن خلال شركتها تتلقى المشاريع المميزة وتعطي الفرصة للمواهب المبدعة، في تقديم أفكارها التي تصلح للإنتاج والتنفيذ السينمائي، وتتولى شركتها عملية التنسيق مع الممولين والمساهمين حتى يظهر العمل إلى النور.