الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة النقبي:أهوى البحث عن كنوز الأجداد

سارة النقبي:أهوى البحث عن كنوز الأجداد
22 أكتوبر 2015 18:15
هناء الحمادي (أبوظبي) تعمل تحت لهيب الشمس بصمت، تبحث وتنقب يميناً ويساراً، بين أتربة الأرض عن شيء ثمين، سارة عبدالله النقبي من إمارة الشارقة «خورفكان» درست جيولوجيا البترول ولم تدرك أنها سوف تنجذب لعالم آخر، وهو الحصول على شهادة بكالوريوس التاريخ وعلم الآثار من جامعة الإمارات، لتنخرط عبر هذا الطريق في البحث عن معرفة البيئة وحياة الآباء والأجداد في الماضي. وتؤكد سارة أن الهدف الذي تسعى إليه في المقدمة دائماً مهما واجهتها الصعوبات وقد استطاعت أن تتميز في مجال الآثار حتى وصلت من خلال وظيفتها إلى«منقب آثار أول» في قسم الآثار بإدارة التراث العمراني في بلدية دبي. وتشير إلى أن تخصص التاريخ من أهم التخصصات التي يجب أن يقبل على دراستها شباب الوطن، وهناك كثيرون يعزفون عن دراسته وهذا أمر ليس جيداً فكل مواطن يعيش على أرض الإمارات يجب أن يكون لديه حب وشغف لمعرفة تاريخ وطنه ومعرفة مراحل تطور دولة الإمارات، وكيف كانت معيشة الآباء والأجداد والمستلزمات والاحتياجات التي كانوا يعتمدون عليها في حياتهم. عملت في بداية مشوارها كمتطوعة في التنقيب وكانت تلك من أجمل المراحل التي عاشتها من حيث رسم وتوثيق وتسجيل القطع الأثرية والتنقيب، وترميم البيوت الأثرية، ورغم الصعوبة التي واجهتها كفتاة بالنزول في مواقع خطرة وتحت أشعة الشمس الحارقة فقد اكتشفت حقبة تاريخية لدولة الإمارات جعلتها تشعر بالفخر. معرفة الأسرار ورغم أن مجال التنقيب عن الآثار يراه البعض للرجال فقط، فإن سارة استطاعت أن تكسر هذا الحاجز من خلال التوغل في معرفة أسراره بالنزول إلى المواقع الأثرية بحثاً عن أي معلم أثري مهم للدولة كي تسهم في تسجيله وتوثيقه للأجيال القادمة ليتعرفوا على الإرث الحضاري لدولة الإمارات. وتقول: «تجربة وجود كوادر نسائية في مجال التنقيب عن الآثار قد لا يتقبلها البعض، ولكني أجد نفسي قوية وقادرة على العطاء أكثر ووجودي في هذا المجال (تاريخ وعلم الآثار)، يعلمني كيف تتعرف على الهوية الوطنية لدولة الإمارات ومدى صبر أبائنا وأجدادنا في الماضي على الصعاب». المرأة في التنقيب وعن دور المرأة في مجال التنقيب، توضح أن هناك الكثير من الفتيات الإماراتيات لديهن استعداد ورغبة للعمل في مجال التنقيب والحفائر، ومستعدات للسير أبعد من ذلك في الدراسات العليا لكشف الكثير من الآثار القيمة، وقد عملت الدولة من أجل الحفاظ على الآثار القابعة تحت الأنقاض سواء في المناطق الجبلية، والساحلية، والصحراوية وأنشأت الكثير من المتاحف التي تحتفظ بمثل هذا الآثار القيمة بين جدرانها. والدولة تدعم المرأة التي تعمل في هذا المجال». ركام الرمال وحول عشقها للتراث قالت سارة: «تجذبني مشاهد العمارة القديمة والمعالم الأثرية والعمل المعماري الهندسي الذي قام به آباؤنا وأجدادنا، وحبي لوطني والتطلع إلى اكتشاف حضارته القابعة تحت الرمال وفي باطن الأرض، في المناطق الجبلية أو الساحلية أو الصحراوية، دفعني إلى العمل بالمهنة التي تسهم في كشف أسرار ماضينا العريق، وفهم الثقافات القديمة التي تعبر عن حضارة ملأى بالتميز والإبداعات». كادر الصبر والتفاؤل كل ما وصلت إليه سارة النقبي كان بفضل دعاء والديها، وتقول «والداي رحمهما الله هما الدافع الرئيسي في تشجيعي لتكملة المسيرة بالعمل لخدمة الوطن في هذا المجال، مستذكرة مقولة والدها «إذا كان الإنسان طموحا في العمل وواجه الكثير من الصعاب، فلا بد أن يكمل مسيرته العملية والعلمية وأن يكتسب الخبرات من الذين سبقوه والذين يأتون من بعده في المجال، وعليه بالصبر والتفاؤل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©