الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نواكشوط تستشعر حمّى الانتخابات الرئاسيّة

27 فبراير 2007 01:11
نواكشوط - الاتحاد: لا حديث في العاصمة الموريتانية نواكشوط هذه الأيام سوى عن الانتخابات الرئاسية الجاثمة على الأبواب والمقررة يوم 11 مارس المقبل· فالشارع الموريتاني شديد الحساسية تجاه التغيّرات السياسية التي تشهدها البلاد، ولاسيما بعد إطاحة نظام الرئيس الموريتاني السابق ''معاوية ولد الطايع''، صبيحة الثالث من أغسطس عام ،2005 بينما كان يؤدي زيارة للرياض لتقديم واجب العزاء بمناسبة وفاة العاهل السعودي السابق الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود· تتسم الظروف القائمة اليوم بالدقة والترقب بعد انتشار الشائعات والشائعات المضادة حول احتمال تمديد الفترة الانتقالية الممددة أصلا حتى الاقتراع الرئاسي، ثم احتمال ترشح رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحاكم العقيد ''أعلي ولد محمد فال'' لمنصب الرئاسة، مع العلم أن الحكام العسكريين عندما استولوا على السلطة، التزموا الحياد التام في أثناء المرحلة الانتقالية وتعهدوا بعدم الترشح لأي منصب خلال هذه الفترة· وقد ظهر العقيد ''محمد فال'' على شاشات التلفاز مرات عدة وهو يفند هذه الشائعات، وكان آخرها يوم السبت الماضي في أثناء افتتاحه مؤتمرا لرؤساء البلديات المنتخبين في اقتراع التاسع عشر من نوفمبر والثالث من ديسمبر الماضيين، حين أكد بكل جلاء أنه لن يترشح للانتخابات وأن الاقتراع الرئاسي سينظم في وقته المحدد· حيادية المؤسسة العسكرية وربما تكون الساحة السياسية الداخلية قد سلمت اليوم بأن المواعيد الانتخابية سيتم التزامها وأن العقيد لن يترشح هذه المرة بانتظار الفرصة المواتية· إلا أن ما لم يستطع ولد محمد فال إثباته حتى الآن هو حياد المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية تجاه جميع المرشحين الرئاسيين، إذ إنه من المؤكد حسب التواتر أن بعض أعضاء هذا المجلس ومن بينهم الرئيس نفسه، قاموا باستدعاء وجهاء وشخصيات من ذوي النفوذ الواسع في نواكشوط وأوعزوا إليهم لإقصاء بعض المرشحين عن مقعد الرئاسة موضحين الأسباب التي تدفعهم لهذه التوصية، فـ''أحمد ولد داداه''، الأخ غير الشقيق لأول رئيس لدولة موريتانيا، ''المختار ولد داداه'' وزعيم المعارضة سابقاً، رجل متطرف حسب الحكام العسكريين، لا يؤتمن جانبه، والمعارض السابق ''مسعود ولد بولخير''، أصله من العبيد المعتقين وهو ''رجل عنصري'' في أعين أولئك الحكام والذين يعتقدون أنه قد يسعى إلى تصفية حسابات شخصية إذا فاز بكرسي الرئاسة، أما المرشحون الذين يدعمهم ''التيار الإسلامي'' فتجب محاربتهم على طول الخط - دائماً بنظر العقيد وزملائه - لأنهم يهددون ''الثوابت الوطنية التي لا يجوز المساس بها''· وما أدراك ما هذه الثوابت التي على رأسها علاقات موريتانيا مع إسرائيل التي يعود تاريخها إلى أكتوبر ·1999 وبخاصة أن رئيس الدولة صرّح بالحرف الواحد: ''يجب احترام ثوابت موريتانيا وتجنب الشعارات والحذر مما يتعارض مع مصلحة البلاد''، منتقداً بهذا تعليقات بعض المرشحين على الدبلوماسية التي تتبعها الدولة الموريتانية، موضحاً أنها ''ليست شأناً انتخابياً ولا مجالاً للمزايدات، لأن المصالح الوطنية لا يمكن أن تكون كذلك، وإنما يتم رسمها وفقاً لواقع البلاد ومصالحها وليس على أساس الأيدولوجيا والخصوصية''· وذلك بحضور السلك الدبلوماسي الأجنبي إلى نواكشوط ومن ضمنه السفير الإسرائيلي الذي بدت عليه علامات الارتياح· إسرائيل على الخط كان العديد من المرشحين للرئاسة قد تعهدوا في حال فوزهم، بقطع العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط وتل أبيب، معتبرين أنها غير مبررة، حيث إن موريتانيا ليست مصر ولا الأردن اللتين يربطهما بالدولة العبرية الجوار الجغرافي وربما خدم تواصلهما معها قضايا الشعب الفلسطيني· ومع أن الموقف قد يختلف من شخص لآخر حول مسألة العلاقات مع إسرائيل، إلا أن ثمة أمراً اتفق حوله الجميع في موريتانيا وهو أن توجيهات العقيد بشأن قضايا تنحصر تحت صلاحيات الرئيس المقبل ليست واردة ولا مفهومة، فالكل يعلم أن الدبلوماسية من خصائص رئيس الدولة في النظام الجمهوري، فكيف يعقل أن تعطى بشأنها توصيات من شخص آخر من المفترض أن يغادر السلطة بعد 40 يوما؟، الأمر الذي أربك المراقبين للشأن الموريتاني وهم يرون رئيس المرحلة الانتقالية يتصرف ويتحدث وكأنه هو الرئيس المقبل، اللهم إلا اذا كان يعتبر أن الرئيس المنتخب قريباً سيأتمر بأوامره· ومن هنا ينبع مصدر آخر من مصادر شك الطبقة السياسية الموريتانية في نوايا المجلس العسكري الحاكم ومساندته لأحد المرشحين على حساب الآخرين، وهو ''سيدي ولد الشيخ عبد الله''· ويعتقد السياسيون أن الحكام العسكريين يحرصون على قطع الطريق أمام وصول أي رئيس قوي إلى السلطة خشية مساءلتهم حول أحداث كثيرة وقعت في أثناء حكم ''ولد الطايع'' ومن أخطرها ''التصفيات العرقية'' بحق الزنوج الموريتانيين على إثر المحاولات الانقلابية المنسوبة لهم وتدهور العلاقات بين موريتانيا والسنغال وجارتها الجنوبية· ومن مظاهر الشك كذلك التفاف أنصار ''ولد الطايع'' السابقين حول ''ولد الشيخ عبد الله''، ما يبعث على خيبة الأمل بشأن التغيير الذي كان في الأصل مبرر إطاحة ولد الطايع'' المنتخب 3 مرات متواليات· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©