الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما في رأسك.. ليس بسر!

29 أكتوبر 2011 22:08
وقف رجل عجوز صامت يتابع المفاوضات التي جرت بين وفد إحدى شركات السيارات اليابانية، ونظيرتها الفرنسية، وبعد انتهاء المفاوضات، سأل أحد الفرنسيين زميله الياباني: “من ذلك الرجل الغريب؟ ولماذا ظل صامتاً طيلة الوقت ينظر في وجوهنا؟” ابتسم الياباني، وهمس:”إنها عادة يابانية قديمة تتطلب حضور رجل حكيم يقرأ أفكار المنافسين ويتفرس وجوههم!. قد يرى البعض أنها “اعتقادات خرافية”، وآخرون يرونها ظاهرة تستند إلى أساس علمي مقبول، فالبشر يعيشون في محيط صاخب من الأمواج المغناطيسية مهما بعدت قاراتهم ، وهم يشتركون في غلاف جوي واحد، وعندما تبرز الفكرة في رأس أحد من الناس، يتولد نشاط “كهرومغناطيسي” يمكن رصده وقياسه، وهذا يعني أن المخ يولد موجات لاسلكية ضعيفة تنتقل معها الفكرة إلى أدمغة الآخرين. الأمر يذكرنا بالطبيب الروسي ليونيد فازيليف، الذي لاحظ عام 1962، أن إحدى مريضاته كانت تحرك أطرافها أثناء تنويمها مغناطيسياً، قبل أن يأمرها بذلك بجزء من الثانية. وبعد تكرار الأمر افترض أن مريضته كانت قادرة على “قراءة أفكاره” قبل أن يتحرك بها لسانه. وألف كتاباً عن هذا الموضوع افترض فيه وجود اتصال “كهرومغناطيسي” بين أدمغة البشر، وأن قراءة الأفكار أمر ممكن تحت شروط معينة! ففي برنامج تلفزيوني هندي، استضيف شاب هندي لديه مهارة غريبة، فقد كان يسبق من يقف أمامه، بترديد ماذا سوف يقول، .. فبدلاً من أن يستمع لحديثه حتى نهايته، كان يجاري المتحدث ويسايره فيما يقول مسبقاً. وعلل ذلك بأنه يقرأ أفكار متحدثه مسبقاًٍ!، ونقرأ أيضاً عن الفنان الأميركي مارك سليم، صاحب البرنامج التلفزيوني الشهير”Marc Salem.s Mysterious” وفيه يظهر قدرته على قراءة أفكار الناس بمجرد النظر لوجوههم، وقد ساعد الشرطة في كثير من تحقيقاتها، كما أنه ألف كتاباً خاصاً لتطوير هذه الموهبة. هذه الموهبة تعرف في ثقافتنا العربية القديمة بالتوسم أو “الفراسة”، وهي ملكة فطرية، كما يمكن أن تكون مكتسبة، وقد ألف الرازي كتابه الرائع “الفراسة عند العرب”. إن ما يظهر لنا كقراءة أفكار قد لا يكون أكثر من تفرس في الملامح والتصرفات وتعابير الوجه وزلات اللسان وبالتالي استنتاج نية الشخص المقابل، وهو ما يحاول العجوز الياباني فعله. أما وجودها بشكل فطري، نركن إلى الاعتقاد فيه إن تمعنا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إنه كان فيما خلا قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يكن في أمتي أحد، فهو عمر بن الخطاب” - والمحدث هو الملهم الذي يلقى الصواب في روعه.. وفي حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم “إن لكل قوم فراسة وإنما يعرفها الأشراف ويمكن حملها على ظاهرها”. الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ ارتحل إلى اليمن، ليتعلم علم الفراسة هناك، وعندما كان في طريقه عائداً إلى مصر، قابله شخص غير مريح، واستنبط الشافعي في البداية لؤم الرجل، لكن الرجل أحسن استضافته في داره ثلاثة أيام، عندها تشكك الشافعي في كل ما تعلمه في اليمن من فراسة، لكن عندما همّ بالرحيل، أوقفه الرجل، وقال:”أين ثمن ضيافتي لك؟”، عندها فرح الشافعي للؤم الرجل، وصدق فراسته! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©