الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

منتدى الاثنين المسرحي يستعرض تجربة الفرنسي راسين

17 أكتوبر 2012
استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الناقد السوري هيثم حسين، بمعهد الشارقة للفنون المسرحية في منطقة الشارقة القديمة. وقدم حسين ورقة بعنوان «قراءة رولان بارت لنصوص راسين»، حيث استهل حديثه بتمهيد عرّف فيه بالمسرحيّ الفرنسيّ جان راسين (1639 – 1699) وأوضح أنه أحد الكتّاب الكبار في فرنسا في القرن السابع عشر، ويُعدّ أحدَ أهمّ الشخصيّات الأدبيّة في التراث الغربيّ. استهوته تمثيليات سوفوكليس ويوريبيديس فترجم بعضها بنفسه. ثمّ درس الفلسفة والثقافة الكلاسيكية في كلية آركور بباريس، وكان قد انتخب أثناء ذلك عضواً في الأكاديمية الفرنسية (1673). وأضاف «كتب راسين العديد من الأعمال المسرحيّة التي نظّمها شعراً، واستلهم مسرحيّته «فيدر»، من أسطورة رواها يوربيديس، لكنّه غيّر فيها بطريقته الخاصّة. وكان المفكّر الفرنسيّ رولان بارت (1915 - 1980) قد خصّص كتاباً عن راسين، تحدّث فيه عن مسرح راسين، والسمات المميّزة له. وأشار إلى أن راسين يحاول دوماً في مسرحياته بناء عالم آخر على أنقاض العالم المؤلم الذي يتسبّب لأناسه بالاستلاب والاغتراب والاضطراب. يستعرض كيف أنّ السجن يلازم أبطاله، سجن متعاظم في الدواخل، سجن الذوات الذي يتبدّى أكثر عتمة ورعباً من أيّ سجن آخر. سجن قاهر يدفع إلى الانزواء والتشتّت والضياع والموت. ثم تناول المحاضر إحدى مسرحيات راسين وهي مسرحية « فيدر» بالتحليل والنقد فحدد الشخصيات وذكر بعض التفاصيل عن كل منها، وتطرق إلى الحبكة، ثم علق على نهاية المسرحية قائلاً «الموت هو البطل الأكثر حضوراً في مسرحيّة فيدر، حيث الأبطال كلّهم يموتون بطريقة أو أخرى، وكأنّ النهاية التراجيديّة تفرض بكوابيسها على جميع الأبطال، منهم مَن ينتحر، ومنهم مَن يذوي بهدوء، ومنهم مَن يقضي مسممّاً، ومنهم مَن يموت بطريقة ملحميّة، كـ «هيبوليت» الذي يصارع الوحش الخرافيّ بينما هو في طريقه إلى خارج تريزين التي تمّ التنكيل به فيها، وأهين على يد أقرب مقرّبيه، يكون موت هيبوليت مرعباً، يحكيه تيرامين للملك جاعلاً منه بطلاً مُؤسطراً يليق بأب خارق، يتحدّث عن موت مشتهَى». وختم المحاضر حديثه بقوله أنّ راسين بالرغم من استلهامه مسرحية «فيدر» من أسطورة رواها «يوربيديس»، إلّا أنّه غيّر في سياق الأحداث، بما يتوافق مع رؤاه وتصوّراته الفكريّة والحياتيّة، ونظرته تجاه المجتمع، هو الذي تغلغل في قصور الحكّام وكشف خباياها الملغزة. في الأسطورة فيدر، زوجة تيزيه، تتولّع ولعاً شديداً بهيبوليت بن تيزيه من زوجة سابقة، لكنّه لا يبادلها الحبّ، بل يكون بارداً تجاهها، فتشنق نفسها بعد أن تترك خطاباً تتّهمه فيه بمحاولة الاعتداء على عفافها انتقاماً منه، ونفى تيزيه ابنه البريء، الذي لم يلبث أن قتل، وهو يسوق الخيل على شواطئ تريزين. لكنّ راسين غير ترتيب الأحداث، فجعل فيدر تتجرّع السمّ بعد سماعها بموت هيبوليت. كما أنّه جعل هبوليت يتحرّق شوقاً للأميرة أريسيا، على عكس الأسطورة، وتعلم فيدر بنبأ هذا الغرام.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©