الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاديون يطالبون بالخروج من عباءة الدولار

اقتصاديون يطالبون بالخروج من عباءة الدولار
17 مارس 2009 01:49
دعا اقتصاديون ورجال قانون الحكومات الاقليمية التي ترتبط في تعاملاتها بالدولار الأميركي إلى ضرورة الخروج من عباءة العملة الخضراء وفك التشابك التاريخي باقتصاد الولايات المتحدة الذي حملوه السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة المالية العالمية التي يمر بها العالم حاليا واخترقت جميع الحدود، وذلك لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مستقبلا· واشاد الاقتصاديون والمفكرون المشاركون في جلسات اليوم الثاني من المؤتمر العلمي الدولي الرابع لاكاديمية شرطة دبي حول الجوانب القانونية والاقتصادية والامنية للازمة المالية الراهنة، بالاجراءات التي اتخذتها حكومة دولة الإمارات لاحتواء الآثار السلبية لهذه الأزمة على الاقتصاد الوطني والحفاظ على مكتسبات النمو التي سجلها على مدار السنوات الخمس الماضية· ورسم اقتصاديون ملامح الاقتصاد العالمي فيما بعد الأزمة متوقعين ان تشكل هذه الازمة نقطة بداية لنظام اقتصادي جديد وان يخرج العالم من هذه الازمة بنظام اقتصادي اكثر انصافا واشراكا للدول النامية، مشددين في الوقت ذاته على أهمية الخروج من عباءة معيار الدولار وذلك لضمان عدم تكرار الوقوع في الازمة· وطالب المشاركون في المؤتمر الدول النامية بتبني إجراءات حمائية على الاقل خلال تلك المرحلة· واشار الدكتور رضا عبدالسلام أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة في مصر خلال الجلسة الثانية التي ترأسها سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، إلى أربعة عوامل يفترض انها تشكل الجذور الحقيقية للازمة تمثلت في تطبيق مبادئ الليبرالية الجديدة منذ منتصف الثمانينيات حيث ساد خلال العقدين الماضيين الاعتقاد بان السوق أفضل من الدولة وانه قادر علي تصحيح نفسه بنفسه، لافتا إلى ان الأزمة أثبتت العكس فعندما غابت الدولة وترك العنان للقطاع الخاص لم يصحح السوق نفسه كما ادعى انصار المشروع الليبرالي الجديد بل توالت الانهيارات التي لم يوقفها الا الدولة من خلال حزم الانقاذ المختلفة· وأوضح عبدالسلام ان معيار الدولار ودوره في جر الاقتصاد العالمي نحو الازمة عمق منها لافتا إلى ان معيار الدولار والذي اضطر العالم للارتباط به اضر اكثر مما افاد· كما اشار إلى ان عدم التوازن في المبادلات الدولية تحت مظلة منظمة التجارة العالمية منذ ان بدأت القوي الاقتصادية الجديدة في الظهور وتحديدا الصين ودول شرق اسيا وربط عملاتها بسعر صرف متدني امام الدولار ترتب على ذلك وعلى مدى السنوات العشر السابقة تفاوتات كبرى في المبادلات الدولية· بدوره قال الدكتور عيسي عبدالجليل رئيس قسم البحوث الاقتصادية بغرفة تجارة وصناعة دبي الذي تناول في بحثه ''اقتصاد دبي والامارات في ظل الازمة المالية والاجراءات الصحيحة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة التحديات'' ان تأثر بعض القطاعات يعتبر طبيعيا في ظل التأثر بالانعكاسات السلبية للازمة عالميا· تأمين الديون من جهته قال الأستاذ الدكتور محمد شكري سرور الوكيل الأسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة إن تأمين الديون أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضي في ظل الأزمة المالية العالمية· ولفت مشاركون إلى ان التشريعات العربية أدركت أهمية الاندماج ومنها قانون الشركات التجارية الاتحادي للإمارات والذي اعتبر ان الاندماج هو طريق من طرق انقضاء الشركات· وتناولت الجلسة أهمية دور الحكومات في رفع تنافسية البنوك وتعزيز المناخ الاستثماري وتخفيض مخاطر الائتمان· وكما تناولت أيضا دراسة الفساد المالي كظاهرة من حيث الأسباب المؤدية إليه والآثار التي يمكن ان تؤثر على التنمية الاقتصادية وانتهت إلى ضرورة استخدام الرقـــابـــة الماليـــة كوسيلة لتقليص آثار الفساد ومكافحته· على جانب آخر أكد الدكتور حسين الماحي أستاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة ان الأزمة الحالية أثبتت الحاجة إلى الاهتمام بحوكمة الشركات حيث تلعب الشركات المساهمة دورا رئيسيا في دعم مسيرة الاقتصادات الوطنية ومع ازدياد دورها الفعال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدول وحجم استثماراتها الضخمة واتساع قاعدة مساهميها كان لابد من وضع نظام يهدف إلى وضع مجموعة من الضوابط والمعايير والإجراءات التي تحقق الانضباط المؤسسي في إدارة الشركات وفقا للمعايير والأساليب العالمية وهو ما اصطلح على تسميته في الآونه الأخيرة بـ''حوكمة الشركات''· وتتزايد الحاجة إلى الحوكمة خلال الازمات المالية بما يضمن مجموعة من المبادئ للممارسات السليمة للقائمين على إدارة الشركة بما يضمن فاعلية المشاركة والإدارة ويحافظ على حقوق المساهمين وأصحاب المصالح وذلك من خلال استخدام الأدوات والأساليب المحاسبية السليمة وفقا لمعايير الافصاح والشفافية والمسؤولية والمحاسبة· وأوضح ان هناك علاقة كبيرة بين غياب مبادئ حوكمة الشركات وتلك الازمة الراهنة مشيرا الى ان غياب الشفافية وعدم الالتزام بالمبادئ المحاسبية العالمية اديا الى سرعة انهيار الشركات·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©