السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبيض» في خلطة ألوان

11 نوفمبر 2014 22:29
قبل عامين دُعيتُ لإحدى الفعاليات الثقافيّة بالعاصمة أبوظبي، وحدث أن تزامن وصولي بالمطار مع قدوم منتخب دولة الإمارات متوّجاً بلقب «خليجي21»، وفوجئت بأعداد غفيرة من الفرق الفنيّة الشعبيّة وهي تعزف وتشدو بأغاني الفرح والاعتزاز بهذا الإنجاز. اعتقدتُ أوّل الأمر أنّني المعنيّ بهذا الاستقبال المبهر والمبهج، فأنا شاعرٌ، ولأمثالي قيمة في بلاد العرب، واعتقدتُ أيضاً أن باقات الورد هي لي وحدي، لكن ما أن ظهر مبخوت وعموري وخليل وغيرهم من نجوم الإمارات، صفّقتُ مثل غيري لهؤلاء المبدعين الذين قدّموا واحدة من أجمل الدّورات، واستطاعوا أن يقلبوا الطّاولة على كلّ منافسيهم بتألّق وإبداع. والحقيقة أنّني تابعت دورة البحرين بتفاصيلها، وكنتُ واثقًا من أنّ تجربة الإمارات تختلف عن غيرها، فكلّ شيء فيها «إماراتي» مدرّباً ولاعبين، وأنّ المستوى الذي ظهر به اللاعبون ينبئ بقدرة هذا المنتخب في الذّهاب أبعد من كأس الخليج إلى البطولة القاريّة وإمكانيّة التأهل لمونديال روسيا 2018، لأنّ مردود الفريق، وليس المنتخب، كان عاليّاً جدّاً، وأنّ مقارعة الكبار أمرٌ لا يتطلّبُ جلب مدرّب «عالميّ» في المساء تدقّ له الطبول وعند الصّباح يرحل على طول، أو الرّمي باللاعبين في ملعب ماراكانا أو الكامب نو لعلّ وعسى.. إنّما قليل من التحفيز، وضخّ كميّة من الحسّ الوطني، كفيلٌ بجعل منتخب الإمارات واحدًا من أقوى منتخبات العرب وآسيا.. فاللاعبون منتقون بعناية، وهم موهوبون ومحبّون للكرة، ويمتلكون حسّ الفوز.. إلاّ أنّ عيناً أصابت هذا المنتخب عشيّة موعد الرياض، فصار بعض اللاعبين قاب قوسين أو أدنى من الغياب القسري.. ومع هذا، فليس أمام رفاق العميد إسماعيل مطر إلاّ الدّفاع عن اللقب ولو كان المنافسون في المجموعة من ذوي الخبرة العاليّة في هذه المنافسة الغاليّة. لا يختلف اثنان على أنّ تجربة الأربعين عاماً الماضيّة حفرت عميقًا في ذاكرة متتبعي مشوار الكرة الخليجيّة التي قدّمت عديد الأسماء، فكان احتفاؤها بلقب بطل الخليج أعظم من المشاركة في المونديال؛ لأنّ طبيعة التنافس والرّوح الحميميّة والحماسيّة، والبحث عن التفوّق، يجعل من بلدان الخليج تعيش مونديالها المصغّر بكثير من التفاعل والانفعال، وتصفّق في آخر المشوار للون الذي يفرض نفسه ويدخل المطار تحت إيقاعات رقصة «اليولة».. الإماراتيّة الرّائعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©