الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شواطئ شرق السودان في انتظار السياح الأجانب

شواطئ شرق السودان في انتظار السياح الأجانب
29 أكتوبر 2011 21:50
يحلم هاشم عبد الله، وهو يجلس في مطعم الأسماك الخالي من الرواد الذي يمتلكه في مدينة سواكن التاريخية الساحلية في شرق السودان، بأوقات أفضل ويأمل أن يزور السياح الأجانب يوماً بلدته المتهدمة. وعلى مسافة من مطعم “مايسترو” للأسماك، المطل على البحر الأحمر، يقوم عمال أتراك بترميم أنقاض دار الجمارك ومبان أخرى من العصر العثماني. يقول عبد الله، بينما يتناول أسماكاً طازجة تم اصطيادها للتو من البحر الأحمر وهو ينتظر الزبائن في وقت الغداء، “نتوقع أن يأتي السياح بعد الانتهاء من هذا”. ويجري ترميم البلدة القديمة في سواكن التي تتداعى منذ عقود، بعد أن كانت يوماً مركزاً تجارياً رئيسياً وميناء لنقل العبيد والحجاج المسلمين، في إطار جهود الحكومة لتعزيز السياحة في الوقت الذي يواجه فيه السودان أزمة اقتصادية طاحنة. ويعتبر ساحل البحر الأحمر بشواطئه ومدينته الساحلية الرئيسية بورسودان مقصداً شهيراً بالفعل للسودانيين المقيمين في العاصمة وفي أجزاء أخرى من البلد الأفريقي الشاسع. لكن السودان لم يحرز نجاحاً كبيراً في اجتذاب السياح الأجانب بسبب القواعد المشددة لمنح التأشيرات وقلة الفنادق ومشكلة الترويج لصورة البلاد بعد سنوات من الصراعات المسلحة التي عصفت بها. وتحذر الحكومة الأميركية مواطنيها من المخاطر الأمنية التي ينطوي عليها السفر إلى السودان. ولا يلتفت معظم السياح الأجانب لسواكن التي تقع على بعد 60 كيلومترا جنوبي بورسودان على ساحل البحر الأحمر. ويقول نصر الدين أحمد العوضو المدير العام لوزارة السياحة في ولاية البحر الأحمر “حتى الآن عدد السائحين الذين يأتون قليل جداً لكننا نتعشم أن يتغير هذا”. وأضاف أن عدد السياح الأجانب الذين يزورون المنطقة في موسم الشتاء الرئيسي يتراوح بين 3000 و4000 سائح فقط. وأضاف “نرمم الكثير، شيدت بنية تحتية، لدينا شواطئ رائعة ونظيفة للغاية وهي من أجمل الشواطئ في العالم”. وتضم السواحل السودانية أيضاً مواقع للغطس ونمط الحياة في المنطقة أقل تشدداً من بقية أنحاء البلد المسلم، وتقدم المقاهي في بورسودان النرجيلة المحظورة في مدينة الخرطوم المحافظة. لكن الخمور محظورة كما في بقية أرجاء البلاد. وربما تكون السياحة عاملاً رئيسياً في تسريع عجلة التنمية في منطقة يزداد فيها الغضب بسبب تراجعها الاقتصادي مقارنة بالعاصمة التي تتركز فيها ثروات البلاد. وعانى شرق السودان من تمرد شنته قبائل البجا انتهى عام 2006 باتفاق سلام هش تضمن تعهدات بإقامة مزيد من المشروعات الحكومية. واستفادت بورسودان من صادرات النفط لتشهد بعض مظاهر التنمية ومنها إنشاء مطار ومتنزه ساحلي. وافتتح في المدينة فندق خمس نجوم. لكن معظم أجزاء المدينة تذكر بحقبة الاستعمار البريطاني الذي انتهى عام 1956. وتوجد هيئة السياحة في فيلا تنتمي للحقبة الاستعمارية بشرفات فسيحة ومراوح ضخمة تدور ببطء. ولا يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية الاقليمية، لكن معدل التضخم السنوي في ولاية البحر الأحمر بلغ 24,7% في سبتمبر مقارنة مع 18,7% في الخرطوم. ويريد السودان تشجيع السياحة لتعويض خسارة معظم إنتاجه النفطي منذ أن أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو، وقال مسؤولون للصحافة المحلية إن الخرطوم تأمل أن تصل عائدات السياحة إلى نحو مليار دولار هذا العام، وهو ما سيمثل 20% من إيرادات شمال السودان من مبيعات النفط العام الماضي قبل الانفصال. لكن عبد الرحيم حمدي وزير المالية السابق قال إنه سيكون من الصعب تحقيق هدف المليار دولار والتحقق منه إذ يبدو أن الحكومة تدرج المسافرين في رحلات العمل ضمن الإحصاءات. وأضاف حمدي أن قطاع السياحة يمكن أن يحقق عائدات بين 3-4 مليارات دولار في غضون خمس إلى عشر سنوات، لكن شريطة أن تعهد الحكومة التي تفتقر إلى الخبرة في هذا المجال بمهمة تطوير القطاع إلى شركات أجنبية وشركات محلية خاصة. وقالت شاهيناز مصطفى، وهي محامية في بورسودان، “نتوقع فرصاً طيبة لزيادة عدد السياح لكن المشكلة هي كيف تجلب الناس إلى هنا؟ نحتاج رحلات جوية إلى بورسودان”. ولا تنظم الخطوط الجوية السودانية المملوكة للدولة سوى رحلة دولية واحدة فقط إلى بورسودان أسبوعياً في الطريق إلى القاهرة، مما يجبر العديد من الزوار على الطيران إلى الخرطوم أولًا ثم الاعتماد في تنقلاتهم على شبكة مواصلات محلية ضعيفة. ويواجه السياح الأجانب أيضاً صراعاً مريراً مع البيروقراطية التي تجبرهم على الحصول على تصاريح لأي رحلة داخلية. وحتى حينئذ تتعامل الشرطة بعصبية مع الأجانب. والإجراءات الأمنية مشددة في المنطقة الساحلية منذ مقتل شخصين قرب بورسودان في هجوم صاروخي على ما يبدو وقع في أبريل. وألقت السودان باللوم على إسرائيل التي يقول محللون إنها تشعر بالقلق من تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. ورفضت إسرائيل التعقيب. ومنعت الشرطة مراسلي “رويترز” من التقاط صور للبلدة القديمة في سواكن إلى أن تدخل مسؤولو السياحة المرافقون. وبالرغم من العراقيل يمكن للمرء أن يلمس بالفعل بعض النتائج الاقتصادية لجهود إعادة إعمار المدينة. واستعانت شركة الترميم التركية التي تدفع لها الحكومة التركية التكاليف بنحو 60 عاملاً سودانياً. ويعمل المزيد في مواقع تشييد أخرى. وتستفيد سواكن في هذا الوقت من العام أيضاً من عشرات آلاف الحجاج السودانيين الذين يستقلون العبارات في طريقهم إلى ميناء جدة السعودي لأداء مناسك الحج. وقال محمد أحمد، رئيس لجنة الحج المحلية “يسافر ثلثا الحجاج السودانيين من هذا الميناء منذ قديم الزمن”.
المصدر: سواكن (السودان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©