الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: أوبك تثبت الإنتاج لدعم الاقتصاد العالمي

محللون: أوبك تثبت الإنتاج لدعم الاقتصاد العالمي
17 مارس 2009 01:54
جاء قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك'' أمس الأول بمقاومة إغراء تخفيضات جديدة في الانتاج الجديدة ليمهد الساحة ليس فقط أمام تراجع أسعار النفط للمساعدة في إقالة الاقتصاد العالمي من عثرته وإنما ايضا لعلاقات أكثر دفئا مع الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، بحسب محللين ومسؤولين بالمنظمة· وبعد يومين من اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعاهل السعودي الملك عبدالله قالت أوبك إنها ستلتزم بأهداف الانتاج الحالية رغم تضخم مخزونات الوقود وانخفاض أسعار النفط كثيرا عما تريده اوبك· وقالت ''أوبك'' أمس الأول إن أحد الدوافع الرئيسية لقرارها هو حالة الضعف التي تعتري الاقتصاد العالمي الذي يمنحه هبوط النفط حافزا مالياً· كما يمثل القرار ترحيبا مبدئيا بالإدارة الأميركية الجديدة، وقال الأمين العام لـ''أوبك'' عبد الله البدري للصحفيين ''لا أريد أن اقول إنني صوت لصالح أوباما ولكن بوسعنا أن نسمع نبرة مختلفة··· لم نسمعها في السابق''، وأضاف ''لقد رأينا موقفاً إيجابياً؛ هم مستعدون للحوار ونحن مستعدون للحوار ومستعدون للتحدث''· وقال وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو إنه سعيد بأحدث قرار لأوبك بشأن الإنتاج لكنه شدد على التزام أميركا بإنهاء اعتمادها على النفط الأجنبي· ويرى محللون أنه بالنسبة لأوبك مثلما هو حال باقي العالم فإن القضية الحقيقية هي الاقتصاد؛ وتوجب المصلحة الشخصية على أوبك الحرص على تفادي أي ضرر يلحق بالنمو وهو ما يؤدي بالضرورة إلى مزيد من التراجع في استهلاك الطاقة· وقال لورانس ايجلز من جيه·بي مورجان في نيويورك ''في الوقت الحالي أصبحت إعادة الاقتصاد العالمي للوقوف على قدميه أهم من رفع سعر النفط عشرة دولارات أخرى''، وأضاف ''الاقتصاد العالمي أمر حاسم·· فأي مكسب على المدى القصير سيكون مضرا لأوبك على المدى البعيد''· بيد أن المحللين يرون أيضا أن أي ضغط خفيف من أوباما مقارنة مع سلفه جورج بوش ربما كان أقل إزعاجا للمنظمة في مناقشاتها مما جعل الوصول إلى قرار بالاجماع أمراً ميسوراً· وفضلا عن السعودية حليفة الولايات المتحدة فإن اوبك تضم في عضويتها أيضا اثنين من الخصوم المعروفين للولايات المتحدة هما إيران وفنزويلا اللذين سايرا قرار أوبك أمس الأول دون اعتراض· وجرت محادثات أوبك أمس الأول على خلفية من أسعار نفط تدور حول 45 دولارا للبرميل وتقلص الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وهو ما يتناقض بشدة مع الأجواء التي خيمت على اجتماع المنظمة في فيينا قبل عام تقريباً، فقبل اجتماع مارس 2008 قالت واشنطن إن مجرد زيادة طفيفة في الانتاج ستساعد في تهدئة أسواق النفط لكن أوبك أبقت على الامدادات دون تغيير وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي جديد فوق 100 دولار للبرميل· وقال رئيس أوبك آنذاك شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري إن سوء إدارة الولايات المتحدة للاقتصاد وليس أوبك هو السبب في ارتفاع أسعار النفط؛ أما الآن وقد أصبحت عواقب سوء إدارة الاقتصاد أوضح كثيرا فقد تكهن مراقبون قبل اجتماع أوبك أمس الأول بأن المنظمة ستتردد في زيادة تخفيضات الانتاج القياسية التي بلغت إجمالا 4,2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر من العام الماضي· وقال البعض إن اجتماع قمة مجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية في ابريل المقبل الذي ستحضره السعودية مسألة لها اعتبار كبير وربما كانت من الأمور التي جرى الحديث عنها في الاتصال الهاتفي بين أوباما والملك عبدالله يوم الجمعة الماضي· وقال سداد الحسيني وهو مسؤول كبير سابق في أرامكو السعودية إن أوباما والملك عبدالله ''لن يرغبا في الظهور بمظهر من يحاول تقويض هذا الاجتماع الذي سيركز على السعي لايجاد حلول للأزمة المالية العالمية''· وتجادل ''أوبك'' بأنه من أجل مصلحة الاقتصاد على المدى البعيد يتعين أن تكون أسعار النفط مرتفعة بما يكفي لمواصلة الاستثمار في إنتاج جديد ولكن على المدى الأقصر فإنها تتقبل فكرة السماح بتراجع سوق النفط· وقال ديفيد كيرش مدير خدمات معلومات السوق في بي·اف·سي انرجي في واشنطن ''اعضاء اوبك بشكل عام والسعودية بشكل خاص يتحدثون بصراحة منذ وقت عن ضرورة الانتباه لأحوال الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقاً''؛ وأضاف ''إنهم يفضلون سعر 50 أو 60 أو 75 دولارا للنفط لكنهم يدركون أن هذا أمر ليس قابلا للاستمرار في المناخ الاقتصادي الحالي وعليهم تقبل أسعار في النطاق الحالي لبعض الوقت ولنقل خلال الربعين المقبلين''·
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©