الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مفاتيح الغيب خمس..لا يعلمهن إلا الله

23 أكتوبر 2015 04:09
أحمد محمد (القاهرة) أتى الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب، من أهل البادية، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها، وقال إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث؟ وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد؟ وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، «سورة لقمان: الآية 34». وعن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى، لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا تعلم نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله. الظواهر والبواطن وقال الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي: الله تعالى أحاط علمه بالغيب والشهادة، والظواهر والبواطن، وقد يطلع الله عباده على كثير من الأمور الغيبية، وهذه الأمور الخمسة، من الأمور التي طوى علمها عن جميع المخلوقات، فلا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلاً عن غيرهما، فقال إن الله عنده علم الساعة أي يعلم متى مرساها، كما قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)، «سورة الأعراف: الآية 187». وينزل الغيث أي هو المنفرد بإنزاله، وعلم وقت نزوله، ويعلم ما في الأرحام فهو الذي أنشأ ما فيها، وعلم ما هو، هل هو ذكر أم أنثى، ولهذا يسأل الملك الموكل بالأرحام ربه، هل هو ذكر أم أنثى، فيقضي الله ما يشاء، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا من كسب دينها ودنياها، وما تدري نفس بأي أرض تموت بل الله تعالى، هو المختص بعلم ذلك جميعه. ولما خصص الله هذه الأشياء، عمم علمه بجميع الأشياء فقال إن الله عليم خبير محيط بالظواهر والبواطن، والخفايا والخبايا، ومن حكمته التامة، أن أخفى علم هذه الخمسة عن العباد، لأن في ذلك من المصالح ما لا يخفى على من تدبر ذلك. مرامي القدر وقال الإمام النسفي، إن الله عنده علم الساعة، أي وقت قيامها، وينزل الغيث من غير تقديم ولا تأخير ويعلم ما في الأرحام أذكر أم أنثى وتام أم ناقص، وما تدري نفس برة أو فاجرة ماذا تكسب غدا من خير أو شر وربما كانت عازمة على خير فعملت شراً أو عازمة على شر فعملت خيراً وما تدري نفس بأي أرض تموت أي أين تموت، وربما أقامت بأرض وضربت أوتادها وقالت لا أبرحها فترمي بها مرامي القدر حتى تموت في مكان لم يخطر ببالها، وروي أن ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه فقال الرجل من هذا؟ قال له، ملك الموت، قال كأنه يريدني وسأل سليمان عليه السلام أن يحمله على الريح ويلقيه ببلاد الهند ففعل ثم قال ملك الموت لسليمان كان دوام نظري إليه تعجباً منه لأني أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك. ورأى المنصور في منامه صورة ملك الموت وسأله عن مدة عمره فأشار بأصابعه الخمس فعبرها المعبرون بخمس سنوات وبخمسة أشهر وبخمسة أيام فقال أبو حنيفة - رضي الله عنه - هو إشارة إلى هذه الآية فإن هذه العلوم الخمسة لا يعلمها إلا الله إن الله عليم بالغيوب خبير بما كان ويكون. من حكمته التامة، أن أخفى علمها عن العباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©