الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحياء باب إلى المكارم

الحياء باب إلى المكارم
22 أكتوبر 2015 22:00
«إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء»، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحياء لا يأتي إلا بخير، يدفع الإنسان إلى كل جميل، ويمنعه عن كل قبيح، ويصونه عن التقصير في الحقوق، قال صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان» صحيح البخاري، ومتى فقد الإنسان الحياء وقع في ما لا يحمد من الأقوال والأفعال، قال صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إذا لم تستح فافعل ما شئت»، (صحيح البخاري). وأعظم الحياء وأنفعه الحياء من الله تعالى بفعل ما أوجب وترك ما نهى، وأن يحفظ الإنسان عينه عن النظر إلى الحرام، ولسانه عن الفحش والغيبة والنميمة، ويحفظ سمعه عن اللغو وما لا فائدة فيه من الكلام، ويحفظ بطنه وبطون من يعولهم عن الحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا». ومن غلبه الحياء من الله تعالى لم يفعل فعلاً يعاتبه الله عليه يوم يقف بين يديه، فإن صاحب الحياء يعلم أن الله مطلع عليه وناظر إليه، وإذا استشعر المسلم ذلك غلبَ عليه الحياء فلم يترك صلاة مفروضة، ولم يمنع زكاة واجبة، ولم يظلم ضعيفا، ولم يخن أمانة أسندت إليه. إن ما يُسمونه اليوم «فن الإتيكيت»، أي: فن التعامل مع الناس هو مما أرشدنا إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة» سنن الترمذي، وقال: «الكلمة الطيبة صدقة»، (صحيح البخاري)، وقال: «فأعطوا الطريق حقها» ثم بيَّن حق الطريق فقال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر»، (صحيح البخاري). والحياء في المرأة من أجمل الخلال، يزيدها جمالاً، ويكسوها جلالاً، يصونها عن الابتذال، ويحفظها عن الأنذال، لابسةٌ لحجابها، ساترةٌ لبدنها طاعةً للملك الجليل الوهاب، الذي فرض الحجاب في محكم الكتاب، فقال عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، «سورة الأحزاب: الآية 59». وقد أذن الشرع للمرأة أن تُظهر وجهها وكفيها، وأوجب عليها ستر ما عدا ذلك، فستر المرأة لشعرها ونحرها وساعدها واجبٌ باتفاق العلماء في القديم والحديث. وواجب العصر هو تحرير الرجل والمرأة من الجهل والكسل، وتوجيههما إلى العلم والعمل، وأما التحرر من القيم الجميلة، والأخلاق النبيلة، والعادات الحسنة فما هو والله بتحرر، بل منزلق خطير، وتسويل من الشيطان وأعوانه ليجني الناس عاقبة ذلك مُرَّاً وعَلْقَمَاً، وصدق ربنا القائل: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)، «سورة النساء: الآية 27». فالحياء والحشمة والأدب والصيانة لا تأتي إلا بخير للفرد والمجتمع، وصدق الشاعر حيث قال: فَلَا وَاَللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ.. وَلَا الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ يَعِيشُ الْمرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ.. وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ والحياء علامة على قوة الدين وصدق اليقين. د. سيف علي العصري المفتي في المركز الرسمي للإفتاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©