سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، جوبا) - صادقت الجمعية التشريعية الوطنية (البرلمان) ومجلس الولايات في جنوب السودان في جلسة مشتركة أمس على اتفاقيات التعاون المبرمة مع السودان في الشهر الماضي. واعلن رئيس البرلمان جيمس واني ايجا ان مجلس الولايات صوت بأغلبية 27 صوتا ومعارضة صوت واحد لصالح اتفاقيات التعاون فيما صوتت الجمعية التشريعية الوطنية بأغلبية 189 صوتا لصالح الاتفاقيات مقابل 15 صوتا، حسبما ذكرت الإذاعة الكاثوليكية في جنوب السودان.
وكان رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت قد دعا في افتتاح الجلسة الثالثة للجمعية التشريعية الوطنية امس الاثنين إلى سرعة التصديق على اتفاقيات التعاون ومنحه الدعم اللازم لتطبيقها.
وأضاف أن الاتفاقيات “سوف تحقق الاستقرار وتحسن اقتصاد جنوب السودان ومستويات المعيشة لشعبه”. وتابع أن “شعب جنوب السودان عانى كثيرا وأن حكومته سوف تسعى جاهدة لمنع العودة إلى الحرب مع أي دولة”.
يشار إلى أن البشير وسيلفا كير وقعا في نهاية الشهر الماضي اتفاقيات للتعاون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحل قضايا خلافية منذ انفصال الجنوب في العام الماضي تمحورت حول عائدات النفط والحدود ومنطقة ابيي الغنية بالنفط.
من جانب اخر اكد رئيس وفد السودان المفاوض في اديس ابابا ادريس عبد القادر أن بلاده ستقبل بتقسيم منطقة ابيي مناصفة مع دولة جنوب السودان حال تراضي البلدين على ذلك، وقال إن بلاده سترحب بكافة المقترحات التي من شأنها حل قضية تبعية المنطقة وتحظى بقبول البلدين. واشار إلى ان ابييي ستظل منطقة تتبع للسودان الي ان يتم حسم الخلاف حول تبعيتها علي النحو الذي يتراضى عليه البلدان. وجدد تمسك بلاده ببروتكول المنطقة وقلل في تنوير لأعضاء مجلس الولايات حول اتفاقات التعاون الموقعة مع دولة الجنوب من الجدل الدائر في جوبا حول تبعية منطقة الميل 14.
واعتبر أي حديث عن خلاف حدودي بين البلدين باستثناء المناطق الخمس المعروفة مجرد حديث سياسي، مؤكدا المضي قدما في حل قضية الحدود عبر التفاوض.
ودعا عبد القادر الي تأجيل الحكم علي اتفاق التعاون الذي لا يزال في أطواره الأولى مطالبا بمنحه مزيد من الوقت لبلوغ مرحلة النضوج ومراعاة أوضاع الطرف الآخر ومنحه الوقت لترتيب بيته الداخلي. ودافع بشدة عن اتفاق الحريات الأربع، وقال إنه معني بتنظيم مصالح السكان في الحدود اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. واكد أن الاتفاق يسهم في التوصل إلى اتفاق آخر مع قطاع الشمال. وأكد أن الحكومة ستمضي في تنفيذ بنود اتفاق التعاون بحسن نية دون تفريط.
من جهة أخرى، جدد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين امس التزام بلاده التام بتنفيذ اتفاقيتي الدوحة للسلام في دارفور والتعاون مع دولة جنوب السودان للعبور بالسودان الى مرحلة التنمية والاستقرار. واكد أن السودان حريص على تنفيذ كافة بنود اتفاق التعاون مع جنوب السودان في اطار الالتزام المتبادل بين البلدين والاحترام الكامل لحقوق الجوار وفق المواثيق والأعراف الدولية.
وقال لدى مخاطبته حفل تخريج الدفعتين 24من كلية الدفاع و12 من كلية الحرب العليا بمباني الاكاديمية العسكرية العليا بالخرطوم بحضور الرئيس السوداني عمر البشير أن اتفاق التعاون يحدث انفراجا في العلاقات وفتحا لآفاق التعاون بين البلدين ما يمهد الطريق لحل كافة القضايا العالقة بينهما منذ انفصال جنوب السودان.
وشدد على أن فك الارتباط بين دولة الجنوب والمجموعات المتمردة في السودان سيوسع من فرص الوصول إلى حل سياسي في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور واشار الى جهود كثيفة تبذل من أجل المصالحة وتحقيق السلام بالداخل والخارج انطلاقا من قناع الدولة بتحقيق السلام الشامل باعتباره الدعامة الأساسية للتنمية والسبيل إلى رفاهية الشعب
وكشف وزير الدفاع عن جهود حثيثة تجرى لرأب الصدع وتحقيق السلام الشامل تمضي قدما في دارفور يعززه الحرص المشترك لجميع الأطراف المشاركة في مسيرة السلام ويمثل سندا لبنود اتفاقية الدوحة للسلام في المنطقة.
وقال إن من اهم متطلبات المرحلة المقبلة توجيه الجهود نحو استكمال بنيات الدولة واستقرارها لتحقيق مصلحة شعبنا وطالب كافة السودانيين بالانخراط في إعداد الدستور بحيث يكون موجها لصورة السودان في المرحلة المقبلة وحيا الوزير القوات السودانية المرابطة في جميع أنحاء البلاد.
عدد اليوم
