الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعديل الثقافة الغذائية ضرورة لمواجهة «الأمراض المزدوجة»

تعديل الثقافة الغذائية ضرورة لمواجهة «الأمراض المزدوجة»
4 يناير 2012
أرقام ومعدلات رسمية موثقة تثير القلق، وتتطلب من أكثر من ربع عدد السكان المواطنين إعادة النظر في نمط حياتهم اليومية، ومراجعة عاداتهم الغذائية، بما يضمن تحقيق الحد المطلوب من الوقاية المطلوبة. ففي قراءة متأنية للتقرير السنوي لهيئة الصحة في أبوظبي لعام 2010، نجد أننا أمام أرقام تثير الفزع، وتستوجب التوقف والتأمل والمراجعة! أشار التقرير السنوي، إلى ارتفاع معدل الإصابة بأمراض «السمنة والسكري وأمراض القلب»، تسببت في 25 % من الوفيات!، وأن 33 % من المواطنين الرجال يعانون السمنة مقارنة بـ 38 % للنساء، ويُتوقع ارتفاع هذه المعدلات إن لم يحدث تغيير جذري، في الوقت الذي تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من 3.2 مليار من البالغين سيعانون السمنة بحلول عام 2015. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً الدولة الثانية في العالم من حيث معدلات الإصابة بهذا المرض، بحسب معلومات المنظمة الدولية للسكري. وتشير الاحصاءات إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص من الفئة العمرية من 20 إلى 79 عاماً مصاب بالسكري، بينما هناك نسبة مشابهة للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض». السمنة أصبحت من أخطر العوامل المؤدية إلى الإصابة بالأمراض القلبية التي تفتك بنحو 17 مليون شخص سنوياً، فضلاً عن مرض السكري، الذي أصبح وباءً عالمياً يهدد ـ بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية ـ أكثر من 50% من سكان العالم في العقد المقبل، إلى جانب الاضطرابات العضلية الهيكلية، خاصة الفصال العظمي، وبعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة بشكل مباشر، كسرطان بطانة الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون. ويشير تقرير هيئة الصحة في أبوظبي أيضاً إلى أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة، واحتمال الإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة، وعبء «الأمراض المزدوجة». حقائق الدكتور عباس السادات، استشاري الباطنية وأمراض الدم، زميل الجمعية الملكية للأطباء في إنجلترا، يوضح خطورة الأمر، ويقول:«إن مرضى السكري في أبوظبي وحدها يقتربون من 150 ألف حالة، منهم 20% يسيطر عليهم السكري، ونسبة الفحص السنوي للدهون تصل إلى 58% تقريباً، وأن نسبة البدانة بين المواطنين بلغت 36%، وهي معدلات عالية ومقلقة، فيعرف أن هناك مسببات للسمنة كالعوامل الوراثية، أو ما يرتبط باضطراب الغدد أو الهرمونات أو انعكاسات الحالة النفسية، ثم إتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول والكسل وعدم ممارسة الرياضة، واجمالاً يمكن أن نطلق عليه «نمط الحياة غير الصحي»، وما من شك في أن هناك علاقة مباشرة بين بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وتعتبر السمنة المفرطة أحد عوامل الخطورة المسببة لارتفاع الضغط، وهناك تناسب طردي بين درجة السمنة، وارتفاع ضغط الدم، حيث يزداد معدل إفراز هرمون الأنسولين بالدم، وهذه الزيادة تساعد على ارتداد واختزان عنصر الصوديوم بالجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط، كما يعمل الأنسولين على زيادة الدهون، مما يزيد الفرصة لحدوث تصلب الشرايين، ومع اتباع نظام غذائي يعتمد على النشويات، والسكريات والدهون والوجبات الجاهزة، فيحدث زيادة في إفراز الأنسولين، فيزيد من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوى، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة إفراز هرمون- النورأدرينالين -، فتسبب ارتفاع الضغط، ومع السمنة يزداد هرمونا الكورتيزون، والألدوسترون، ومن المعروف عن هذين الهرمونين يزيدان اختزان عنصر الصوديوم بالجسم، وبالتالي يزداد ارتفاع ضغط الدم، كما أن من أهم مسببات المضاعفات، فشل الشخص في التعامل مع الضغوط النفسية والعصبية يجعل إمكانية التحكم في نسبة السكر في الدم من أصعب الأمور، إلى جانب النظام الغذائي الخاطئ، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام أو عدم المحافظة علي العلاج الدوائي. لذلك يجب السيطرة علي الضغوط العصبية، وإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة.». مضاعفات يضيف الدكتور السادات: إن من أهم مضاعفات السمنة تَضخُّم البطين الأيسر والأيمن من القلب، خاصة في حالات السمنة المُفْرطة، وبالتالي تضعف عضلة القلب، وتزداد احتمالية حدوث هبوط بالقلب، أو ما يعرف بـ»كرشة النفس» مع أقل مجهود، فضلاً عن تزايد احتمالات تصلب الشرايين، خاصة الشريان التاجي، مع زيادة الفرصة لحدوث الذبحة الصدرية، وجلطة القلب، ناهيك عن آلام أسفل الظهر، والمفاصل، خاصة مفصلي الركبة والقدمين نتيجة للحمل الزائد عليهما، وللأسف فإن معظم أنواع العلاجات لا تجدي في الحد من هذا الألم، كما أن «داء النقرس»، يزداد معدل الإصابة به بين البدناء، من دون أن ننسى أن هناك علاقة قوية بين السمنة وحصوات المرارة، خاصة في النساء ذوات الحمل المتكرر لزيادة إفراز هرمون الأستروجين، وهذا الهرمون يؤدى بدوره إلى ارتفاع الكوليسترول بالدم، مما يؤدى إلى زيادة تخزينه، وترسيبه على جدار الحوصلة المرارية، مُكوِّنًا حصوات بالمرارة، والتهابات بها، أما العلاقة الأهم والأبرز تتضح في وجود علاقة وثيقة بين السمنة ومرض السكر، فالأرقام العالمية تشير إلى أن 80% من مرضى السكر يعانون السمنة، وأن ما يقرب من 20% من البدناء معرضون للإصابة بمرض السكر، نتيجة وجود علاقة عكسية بين عدد الخلايا الدهنية وحجمها، وعدد مستقبلات الأنسولين على جدار الخلية، وهذه المستقبلات هي المسؤولة عن دخول الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلية، بفعل هرمون الأنسولين، وليس أمام هذه الشريحة من المرضى إلا المبادرة الجادة نحو إعادة النظر في ثقافتهم الغذائية، ونمط حياتهم وتغذيتهم وبرنامجهم اليومي، جنباً إلى جنب مع المتابعة الطبية المتخصصة». ويكمل الدكتور السادات: «السكري» له أيضاً مضاعفات حتمية إن أهمل علاجه، لأن مريض السكر يتبول كثيرا، ويعطش بشدة فيقل حجم الماء في الدم بجسمه لهذا تقل الدورة الدموية بالأطراف مع زيادة «اليوريا»، مما قد يؤدي للفشل الكلوي، وعلي المريض مراقبة وزنه، وفحص قاع العين وتحليل البول بصفة دورية للتعرف إلى نسبة الزلال به واليوريا، وقياس ضغط الدم والكشف عن إلتهاب الأعصاب الطرفية سواء بالقدمين والساقين والذراعين. كما يجري له اختبار (دوبللر) للكشف علي الأوعية الدموية بالساقين والرقبة. ويفحص القلب والأذن واللثة والصدر والكوليسترول. ولعل أهم مضاعفات مرض السكر إلتهاب الأطراف ولاسيما القدمين، وقد تصاب شبكية بالعين بالانفصال والنزيف الدموي، وارتفاع ضغط الدم والعجز الجنسي». علاقة حتمية يشير الدكتور قيس أبوطه، استشاري ورئيس قسم السكري والغدد الصماء بمستشفى الشيخ خليفة الطبية، إلى علاقة السمنة وطعام مريض السكري، ويقول: إن السمنة تعتبر من أهم أسباب داء السكري، وأن 90 في المئة تقريباً من هؤلاء المرضى تكون أوزانهم أكثر من المعدل الطبيعي. وقبل الخوض في موضوع السمنة وعلاجها، فإننا نحتاج إلى أن نعرف ما هي الأوزان الطبيعية أو المفضلة لكل شخص، وهذا يعتمد على العمر والطول وبالتالي يستطيع أن يعرف إذا كان وزنه زائداً أو مثالياً. وأن نعرف كم يحتاج كل منا من الطاقة يومياً، أي كم يحتاج من السعرات الحرارية، لأن التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي نتناولها في طعامنا والكمية التي يحرقها جسمنا له الأثر الأكبر في زيادة الوزن أو نقصانه، ولقد أصبحت تكاليف السمنة الأكبر عبئاً على ميزانية الدول بسبب ما تسببه السمنة من أمراض ومخاطر وعلاج لمضاعفات السمنة، وهُناك أمراض كثيرة تأتي نتيجة السمنة، وعلى رأسها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول. وهذه بدورها تؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية والقلب وتصلب الشرايين وما يتبعه من مضاعفات، خاصة جلطة المخ. وكذلك زيادة التهابات المرارة وحصوات المرارة، التهابات المفاصل، والآن فإن الاهتمام بدأ يزداد مع مشكلة توقف التنفس لفترات طويلة عند النوم. وكذلك زيادة احتمالات الاصابة بالسرطان، خاصة سرطان القولون. وأخيراً تأثير السمنة على العقم». خفض الوزن عن أهمية خفض الوزن لمرضى السكري، يقول الدكتور أبوطه:»ينصح مرضى السكري خصوصاً الذين لا يعتمدون على الأنسولين الفئة الثانية (type2) من خفض أوزنهم؟ إذا كنت من مرضى السكري (النمط 2) فإن الجسم ينتج الأنسولين، لكنه ليس فعّالاً كما يجب، لأن خلايا الجسم السمين تقاوم مفعول الأنسولين، وهذا يسمى مقاومة الأنسولين، لكن بتخفيف الوزن بالحمية والرياضة فإن مستقبلات الأنسولين في خلايا الجسم تصبح قادرة أكثر على أن تستهلك الجلوكوز (السكر) في الدم، مما يقلل نسبة السكر في الدم ويمدك بالطاقة أكثر. وتناول الأقراص التي تخفض نسبة السكر في الدم عن طريق الفم تكون مفيدة لبعض المرضى ولبعض الوقت، لكن بعد سنوات عدة تصبح هذه الحبوب غير فعّالة تماماً، وعندها يصبح الأنسولين ضرورياً. فتخفيف الوزن، ولو بنسبة بسيطة، يستطيع أن يقلل جرعات العقاقير والأنسولين، فلو استطاع المريض أن يخفض وزنه كيلو جراماً أو اثنين فإنه بالتأكيد سينخفض مستوى السكر في الدم وكذلك جرعة الأنسولين». مخاطر الدهون والشحوم والسمنة لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات المقبلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية، وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثير سلبي خطير على صحتك، خاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكوليسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن بقية الشحوم في الجسم، خاصة تلك الموجودة تحت الجلد، ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة بالصحة. فالسر في ضبط الوزن مدى الحياة - بحسب الدكتور أبوطه ـ هو تعلم العادات الغذائية السليمة، وزيادة النشاط البدني المنتظم، فعند تناول مواد غذائية قليلة الدسم وتقلل كمية السعرات الحرارية اليومية، ستحافظ على معدل وزنك دائماً، وستذهب عنك إحباطات زيادة الوزن مرة أخرى. فالرياضة سوف تحرق لك كمية لا يستهان بها من الشحوم. إن القاعدة الذهبية السليمة في خفض الوزن هي تناول كمية من الأطعمة تحتوي على سعرات أقل بكثير مما يحتاجه جسمك في اليوم الواحد. لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات المقبلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية، وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثير سلبي خطير على صحتك، خاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكوليسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن بقية الشحوم في الجسم، خاصة تلك الموجودة تحت الجلد، ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة للصحة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©