السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقهى العندليب يقرأ فنجان المراهقات ورسائل كبار السن!

مقهى العندليب يقرأ فنجان المراهقات ورسائل كبار السن!
17 مارس 2009 02:05
في نهاية شارع سراي الأزبكية بوسط القاهرة يقع مقهى العندليب، الذي أطلق صاحبه هذا الاسم عليه تكريما لعبدالحليم حافظ نجم الأغنية الرومانسية في القرن الماضي، والذي رغم رحيله عن عالمنا مازال هو المطرب الذي تستهوي أغانيه النساء، خصوصا اللاتي يمتلكن الإحساس الرقيق ويعشن قصصا غرامية، وينكوي قلبهن بنار الحب، ويوصف العندليب بأنه المطرب الذي يعزف على أوتار القلوب وكلمات أغانيه تحرك المشاعر وتطرب الوجدان· مقهى العندليب تأسس منذ 15 عاما، وأراد مالكه أن ينافس في بورصة المقاهي باسم عبدالحليم حافظ أشهر نجوم الأغنية العربية على مدى ربع قرن من زمن القرن الماضي· وشارع سراي الأزبكية هو شارع المقاهي بوسط القاهرة، ففي أوله مقهى العندليب، وآخره أم كلثوم، وبينهما مقاهٍ بالجملة نالت شهرة وصيتا بسبب وجودها إلى جوار مقاهي المشاهير· داخل المقهى كان لنا لقاء مع جميل نور أحد العاملين بالمقهى والذي قال إنه من حسن الحظ أن يكون في شارع سراي الأزبكية مقهى العندليب وأم كلثوم، وكأن الظروف تعلن عن وجود منافسة بينهما·· أم كلثوم تقع أول الشارع وآخر مقهى بالشارع هو مقهى العندليب الذي يعد صورة مصغرة من حياة حليم، فهو يضم عدة رسومات لأشهر بطلات أفلامه· وأضاف أن المقهى له سحر خاص من قِبل عشاقه ·· دائما تجد زوارا أجانب يأتون للمقهى ويجلسون يتسامرون وكأنهم يفهمون الموسيقى الرومانسية التي تصاحب أغاني العندليب·· ودائما ما تجد شابا أجنبيا وخطيبته يجلسان يتسامران معا وهما في حالة من السعادة والمرح· وعن المشروب الذي يعتبر الأعلى طلبا قال هناك الشاي وعصير الزبادي، إضافة إلى القهوة التي تطلبها دائما النساء مع الشيشة الفاخرة ''شيشة التفاح''· وخلال جولتنا داخل المقهى كان شاب صيني يجلس مع فتاة تبدو أكبر منه بعدة أعوام وعندما أراد المصور التقاط صورة له رفع يده قائلا بالإنجليزية ''نو''· وكان هناك شيخ كبير يجلس صامتا بعيدا عن ركن العشاق، وعندما اقتربت منه لم يرد علي من أول مرة، طلبت منه أن يتحدث فقال بلهجة فيها شجن: ''أنا واحد من الناس عايش حياتي وكل أمنياتي أن تكون نهايتي في الحياة نهاية أحلم بها وأنا تخرج روحي إلى السماء دون مرض·· أنا عشت كثيرا ليس مهما أن أروي عن حالي بالأمس ولكنني راض عن حياتي اليوم''، الشيخ الكبير جعلني أشعر بأنه شخص غامض فذهبت إلى مدير المقهى لأعرف منه حكاية هذا الرجل فقال لي بصوت خافض: إنه رجل ''على باب الله'' يأتي كل يوم يشرب شيشة وشاي، ومالك المقهى أمرنا بألا نحصل منه على مقابل· وقالت ''منة'' وهي فتاة من حي حلوان تعمل أحيانا كومبارس، ومطلقة·· بعد زواج دام 3 أعوام، وهي تأتي إلى المقهى من أجل الشيشة والشاي وترحل من المقهى، لتذهب إلى مكاتب تشغيل الكومبارس لتعرف هل هناك أمر شغل أم لا؟ أما ''عزة'' فقالت إن سبب نزولها للعمل في مهنة الكومبارس هو المسؤولية، فهي مطلقة تنفق على أبنائها، وعندما أردت أن اعرف سبب طلاقها قالت دعني أنسى همي، لا أود أن أحكي حكايتي لم يعد في عيوني دمعة تصاحب كلماتي· وعن المشاهير الذين يأتون باستمرار قال جميل نور إن كل يوم يأتي لنا مشاهير·· ففي الأسبوع الماضي جاءت علا رامي وجلست أكثر من ساعتين، ونظرا لوجود شركات إنتاج فنية بوسط القاهرة تجد مقهى العندليب هو الأقرب إلى قلوبهم· باستمرار تجد لدينا مؤلفين وأحيانا ملحنين وبعض النجوم الشباب الذين مازال لديهم الأمل في لقاء مع أحد المشاهير بالمقهى، لعل وعسى يحصل على فرصة فنية· ومقهى العندليب له سحر خاص عند الزوار العرب العاشقين لزمن الفن الجميل وللموسيقى الراقية، لذا يتردد الكثيرون من الأخوة العرب على المقهى· وفي ركن بعيد لمحنا أكثر من فتاة يخترن الوحدة دون أن يشاركهن أحد·· وهناك احداهن تجلس صامتة ولا تنظر إلى أي شخص حولها، فقال محمد السيد وهو خبير بمقاهي وسط القاهرة إن الجلوس على مقهى العندليب ليس متاحا لأي شخص فزبائن المقهى عادة ما يبحثون عن الماضي الجميل وسط صور بطلات أفلام عبدالحليم وأغاني عبدالحليم حتى أصبح المكان أرضا لولادة المشاعر· وقال ''حسن الضوي مالك المقهى إن زبائن المقهى صاروا معروفين لنا، وهم زبائن لا يجلسون إلا على مقهى العندليب، ولو كان هناك زحام، فإنهم ينتظرون حتى يحصلوا على مكان لهم· وفي منطقة المقطم أعلى قمة بالقاهرة، وتحديدا منطقة الزلزال، أنشئ مقهى آخر باسم العندليب·· وفيه احتلت صور عبدالحليم حافظ مساحات شاسعة على الحائط بالمقهى، وفيه صوت الموسيقى ينطلق من كل مكان·· ومقهى المقطم صار ملتقى الأحبة أيضا، مثل مقهى شارع سراي الأزبكية·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©