اجتماع شكلي!
تابعت نتيجة لقاء رئيس الهيئة بالوفد الذي شكلته أندية الدرجة الثانية لتقديم تظلمها من القرار الذي اتخذته الهيئة مؤخرا باعتماد نظام جديد لتوزيع الإعانة يمر عبر بوابة الاتحادات الرياضية·
وقبل الاجتماع كان محور مطالب الأندية يتمركز على نقطتين- كما فهمنا من اجتماع ''عجمان''- الأولى العودة إلى النظام القديم من منطلق أن الخطوة التي أقدمت عليها الهيئة غير قانونية، والثانية زيادة الإعانة المقدمة إلى الأندية·
كما هو متوقع، الاجتماع لم يخرج عن دائرة ''الشكليات'' بدليل أنه لم يسفر عنه أي تغيير في قرار الهيئة، بل على العكس جاء مؤكدا على تصميم الهيئة على التطبيق·
واستخدام مصطلح ''اجتماع شكلي'' ليس المقصود منه التقليل من قيمة الاجتماع الذي حصل -لاسمح الله- وأجدد ما ذكرته في أكثر من مناسبة سابقة أن تسجيل المواقف ومراجعة القرارات ظاهرة صحية وهي مطلوبة في التعامل بين مختلف مؤسساتنا الرياضية·
أندية الدرجة الثانية كان معها كل الحق في الاحتجاج على القرار ومراجعة الهيئة فيه، لكن المقصود أن الخروج بنتيجة من الاجتماع تسقط القرار كانت غير واردة بالمرة لعدة أسباب: أولها أن الحديث عن عدم قانونية القرار فيه نسبة من الشك، فمن غير المنطقي أن تقدم الهيئة على مثل هذه الخطوة الجوهرية دون أن تراعي أبعادها القانونية المختلفة وأولها صحة اتخاذ القرار من الناحية القانونية·
السبب الثاني، من الصعب على الهيئة أن تتراجع بهذه السرعة عن قرار يفترض أنها اتخذته بعد دراسة مطولة وتوصلت فيه إلى قناعة مطلقة بضرورة إحداث تغيير على طريقة توزيع الإعانة بما يحقق المصلحة العامة·
والثالث، الحديث عن زيادة الإعانة هو الآخر غير وارد، فالمعروف لدى الجميع والذي سبق ذكره في آلاف المرات أن موارد الهيئة بالكاد تكفي للصرف على النشاط، فما هو البال بطلب زيادة الاعانة·!
وهذا الأسباب مفهومة·· الهيئة تسعى إلى تحريك المياه الراكدة في رياضة الإمارات وتحريك عجلة التطور، وتحقيق مثل هذه الغايات لا يأتي إلا من خلال ابتكار وسائل وأساليب جديدة، مثل توجيه الصرف والتأكد أنه يصل إلى الأنشطة المخصصة لها·
كما أن الهيئة مطالبة بأن ينعكس دعمها في صناعة منتخبات قادرة على المنافسة خارجيا، لكن اتساع مساحة الإعانة أدى في النهاية إلى وصول الفتات للأندية، وبالتالي ندرة تقديمها لاعبين للمنتخبات الوطنية·
بمعنى أنه لا الأندية ولا المنتخبات استفادت من طريقة توزيع الدعم في النظام السابق·· هناك ملايين تصرف، كان العائد منها يساوي صفرا·· !
عدد اليوم
