تركيا توقف البحث عن ناجين من الزلزال

أبلغ نائب رئيس الوزراء التركي بشير آتالاي مؤتمراً صحفياً في فان أن عمليات البحث والإنقاذ في آخر 4 مواقع بمدينة أرجيس الأكثر تضرراً جراء أعنف زلزال منذ 10 أعوام، ستتوقف بحلول مساء أمس بعد تأكيد أطقم الإنقاذ على أن فرص العثور على أحياء باتت ضئيلة جداً إن لم تكن معدومة تماماً. وفيما بلغت حصيلة قتلى الزلزال أمس 582 قتيلاً بينهم 455 ضحية في أرجيس وحدها، و2608 مصابين، بدأ التركيز ينصرف لمعالجة الوضع الكارثي للناجين من الكارثة والذين يفترشون الأرض تحت الخيام وتتهددهم الأمطار والثلوج. من جهته، أعلن الرئيس التركي عبد الله جول إلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة أمس، في ذكرى قيام الجمهورية الذي يصادف 29 أكتوبر منتقداً في الوقت نفسه “الإهمال واللامسؤولية” وسوء الرقابة على الإنشاءات ما يؤدي إلى بناء مبان “رديئة النوعية”. وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير ليون بانيتا أمر بإرسال طائرة عسكرية محملة بالمساعدات إلى تركيا لإغاثة منكوبي الزلزال، وذلك انطلاقاً من قواعد في أوروبا في غضون 18 إلى 24 ساعة. وبحسب أحدث التقارير لهيئة الطوارئ الحكومية، انتشل حتى الآن 187 شخصاً أحياء من بين الأنقاض بينما ارتفعت محصلة القتلى إلى 582 شخصاً. وقالت الهيئة إن ما مجموعه 2608 أشخاص أصيبوا جراء الزلزال الذي بلغت شدته 7,2 درجة وضرب البلدات والقرى بمحافظة فان شرق البلاد. وكانت أرجيس الأشد تضرراً حيث قال المسؤولون إن 80 مبنى انهارت. وتفاقم الثلوج في المحافظة معاناة الناجين الذين اضطروا للبقاء في الخيام خشية انهيار الأبنية جراء هزات ارتدادية محتملة. وكان آخر شخص انتشل حياً فتي في الثانية عشرة من عمره انقذ صباح أمس الأول، بعد 108 ساعات على الزلزال. وقد علق الفتى تحت انقاض مبنى انهار في أرجيس التي تعد 75 ألف نسمة. وعمت الشكاوى من تباطؤ جهود الإنقاذ في المناطق المتضررة ذات الغالبية الكردية. واعترف رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بإخفاقات في التعامل الفوري مع الكارثة لكنه بعث بربع وزرائه للإشراف على عمليات الإغاثة في محافظة فان وتخلى عن معارضته السابقة لتلقي المساعدات من الخارج. وكان مسؤولو الإغاثة أعلنوا أن الخيام سيتم منحها للأسر التي يثبت أن منازلها لم تعد صالحة للسكن بينما يخشى المتضررون العودة لبيوت آيلة للسقوط مع توقع وقوع هزات ارتدادية. وبحكم اشرافه على جهود الإغاثة، قال نائب رئيس الحكومة آتالاي أن نحو 35 ألف خيمة تم توزيعها للمتضررين ولا يوجد هناك نقص، لكن السكان المنكوبين يقولون إن الفوضى لازمت عملية التوزيع وأن خياماً تمت سرقتها وبعضها تم بيعه في السوق السوداء. وكان آتالاي أكد في وقت سابق أن الاحتياجات الطارئة لكافة المتأثرين بالزلزال سيتم توفيرها بحلول مساء أمس، خاصة في المناطق الحضرية مبيناً أن إغاثة القرى قد يستغرق وقتاً أطول. وذكر المسؤول في مؤتمره الصحفي أنه اعتباراً من أمس، سيتم تحديد حاجة الأسر للخيام وفقاً لزيارات ليلية إضافة إلى مطالبات المواطنين. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أن وزير الدفاع ليون بانيتا أمر بإرسال طائرة عسكرية محملة بالمساعدات إلى تركيا لإغاثة منكوبي الزلزال. وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي في بيان إن “الولايات المتحدة تلقت طلباً من الحكومة التركية للحصول على مساعدة إنسانية، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة فان”. وأضاف أن بانيتا أمر القوات الأميركية في أوروبا فور تلقيه الطلب، بإرسال مساعدات إلى تركيا “في غضون 18 إلى 24 ساعة”. وأوضح أن طائرة عسكرية ستنقل مساعدات بينها أغطية ومعاطف وأكياس نوم. وأكد بانيتا أنه “سيبذل كل جهد ممكن لتقديم المساعدة بأي شكل”.