مهدي علي: السداسية الودية لن تخدع منتخبنا

خرج منتخبنا الأول للكرة بالعديد من المكاسب من مباراته الودية مع نظيره البحريني سواء على الجانب المعنوي أو الفني، حيث كانت فرصة مواتية للاطمئنان على مستوى بعض اللاعبين أمثال علي مبخوت الذي تألق بشكل لافت واثبت انه يستحق التواجد في تشكيلة المنتخب، إلى جانب استمرار تألق عمر عبد الرحمن وقيامه بدور "المايسترو" داخل الملعب. وخلال المباراة، اختبر المدرب عناصر جديدة ومنحها فرصة إظهار إمكاناتها مثل عامر مبارك ومهند العنزي بالإضافة إلى الوقوف على النقاط السلبية والمتمثلة في تذبذب أداء خط الدفاع وارتكابه للعديد من الأخطاء السهلة للتجربة الثانية على التوالي، بسبب غياب التفاهم بين اللاعبين، خاصة في قلب الدفاع، مما يتطلب مراجعة حقيقية لتطوير المستوى والارتقاء بالأداء قبل انطلاقة المشاركات الرسمية في "خليجي 21" وتصفيات كأس آسيا. وعلى الجانب المعنوي، جاء الفوز بسداسية بمثابة رد الاعتبار للاعبينا بعد الإساءة التي تعرضوا لها من خطأ موقع الاتحاد الآسيوي، "فاستأسدوا" بأدائهم القوي واثبتوا أنهم "أسود" داخل الملعب ولهم شأن كبير على خريطة الكرة الآسيوية. وبعد تجربة البحرين، هنأ مهدي علي مدرب المنتخب لاعبيه على المستوى الطيب الذي قدموه والجهد الكبير الذي بذلوه لتحقيق نتيجة ايجابية واثبات تطور مستواهم من لقاء إلى آخر، وأبدى سعادته الكبيرة بتألق المهاجم علي مبخوت وتسجيل أربعة أهداف وصناعة هدفين، متمنيا أن يواصل تألقه في المباريات المقبلة وأن يحقق المزيد من النجاحات لدعم الخط الأمامي للأبيض. وأوضح مدرب المنتخب الوطني "أن غياب إسماعيل مطر بسبب العلاج وأحمد خليل لعدم جاهزيته، منح الفرصة لعناصر أخرى لأخذ دورها في اللعب وإبراز مؤهلاتها الهجومية مثل سعيد الكثيري وعلي مبخوت"، مشيرا إلى أن التجربة أسهمت في إبراز امكانياتهما الهجومية بما من شأنه أن يوفر المزيد من الحلول في الخط الامامي للأبيض بالمرحلة المقبلة. وعن السداسية، أكد مدرب الأبيض انه مرتاح لتطوير الجانب التهديفي بعد أن كان المنتخب يعاني من مشاكل في هذه الجزئية، معتبرا أن تسجيل عشرة أهداف خلال 4 مباريات يعتبر معدلا تهديفيا عاليا يبعث على التفاؤل بالقدرة على تطوير العمل وتحقيق نتائج ايجابية، متمنيا الاستمرار في النجاح الهجومي. وردا على سؤال حول مدى جاهزية منتخبنا للمنافسة على لقب "خليجي 21" بعد الفوز بسداسية على منتخب البحرين مستضيف الدورة ومن قبله على المنتخب الكويتي بثلاثية الشهر الماضي، أكد مهدي علي أنه يرفض المبالغة في تقدير الفوزين لأنهما تجربتان وديتان تختلفان عن المواجهات الرسمية، وبالتالي يجب عدم التركيز كثيراً مع النتائج الودية والاهتمام بالنواقص التي تحتاج إلى تعديل في الفترة المقبلة. وبخصوص أبرز النقاط السلبية التي رصدها المدرب بعد التجربتين، قال: "دخلت شباك منتخبنا أربعة أهداف في آخر مباراتين وديتين وهو أمر سلبي يحتاج الى تصحيحه"، مشيرا إلى أن الأهداف كانت بسبب أخطاء سهلة يمكن تجاوزها لكنها تكررت بنفس الطريقة خلال التجربتين. وأضاف: "المنتخب أمامه عمل كبير للارتقاء بمستواه بناء على الملاحظات التي تم رصدها ودعم خط الدفاع وتفادي الأخطاء، والتعرف على الأخطاء خلال التجارب الودية أفضل من الوقوع فيها بالمواجهات الرسمية"، مشددا على أن عملا كبيرا ينتظر لاعبينا لتصحيح الوضع والارتقاء بالأداء والوصول إلى أعلى درجات الجاهزية قبل الاستحقاقات الرسمية المقبلة. وفيما يتعلق باللاعب عامر عبد الرحمن وعدم ظهوره بالمستوى المعروف عنه خلال المباريات الودية الأخيرة، أشار مدرب المنتخب إلى أن أي لاعب يمكن أن يتعرض إلى فترة هبوط في المستوى لذلك حرص على الاجتماع به ومناقشة الموضوع بهدف مساعدته على تجاوز هذه المرحلة واستعادة مستواه بسرعة، وأكد أن اللاعب يعتبر ركيزة للمنتخب وله دور كبير في التشكيلة بفضل إمكانياتها ومهاراته العالية. وأبدى مهدي ارتياحه للنتائج التي تحققت خلال المباريات الودية الأربع التي خاضها الأبيض منذ توليه المهمة، موضحا انه منح الفرصة في كل تجربة لعناصر جديدة من أصحاب الخبرة للانضمام الى المجموعة والمشاركة في التجمع وخوض المباريات بهدف تقييم اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الاضافة إلى المنتخب والمساهمة في الارتقاء بالأداء. واكد ان استراتيجية العمل ستتواصل في المرحلة المقبلة، حيث سيتجمع منتخبنا الشهر المقبل لملاقاة استونيا 14 نوفمبر ودياً قبل السفر إلى معسكر الإعداد لكأس الخليج في ديسمبر، وأضاف أيضا انه سيركز عمله خلال الأيام المقبلة على متابعة مباريات الدوري ومراقبة اللاعبين والبحث عن العناصر التي بإمكانها إفادة المنتخب في بعض المراكز المطلوبة. وفي ختام كلامه، شكر مهدي علي الجماهير القليلة التي حضرت المباراة الودية لمؤازرتهم للاعبين وتقديم دورهم المعنوي، متمنيا أن يرتفع عدد الحضور في المباريات المقبلة ومؤكدا في نفس الوقت انه واثق من حضور الجمهور بأعداد كبيرة في الأوقات المهمة.