الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة الأخرى في حياة الرجل

المرأة الأخرى في حياة الرجل
17 مارس 2009 02:07
من الصعب أن تجد من يتحدث بصراحة عن موضوع المرأة الثانية في حياة الرجل المتزوج، البدهي أنَّ الأمر مرفوض دينياً واجتماعياً وأخلاقياً، ذلك أنَّ الأعراف والقيم السائدة لا تقبل بوجود علاقات عاطفية خارج إطار الزواج، ورغم ذلك يظل الخوف من المرأة الأخرى منتشراً في أغلبية أوساط النساء، حتى لو لم يعبرن عنه صراحة، وهو يحول حياة البعض إلى جحيم وعذاب صامت، ينعكس على علاقتهن بأزواجهن· واجهته فأنكر تقول فاطمة سالم (موظفة): ''تزوجت عن حب رغم علمي بكونه لا يزال على علاقة مع خطيبته السابقة، والأدهى هو ما قامت به تلك المرأة اللعوب في حياتي الزوجية، حيث بعثت لي ببعض الأدلة التي تثبت علاقة زوجي بها، مماجعلني أشعر بالذل والمهانة، إلا أنني حاولت قدر المستطاع أن أتمالك أعصابي وواجهته بحقيقة تلك العلاقة، فما كان منه الا الإنكار، شعرت جراء ذلك باليأس من سلوك زوجي، وطلبت منه الانفصال مرات عدة، ولازلت لا أعرف ماذا أفعل حتى هذه اللحظة''· وبحسب شيخة أحمد، فقد تركت خطيبها بسبب زوج احدى صديقاتها، وهي تقول: ''كثيراً ما كان زوج صديقتي يحدثني بالهاتف ليشكو لي زوجته، وهي من أعز صديقاتي، يشكو عنادها، وعدم تفهمها، وتجاوز متطلباتها لحدود المعقول· وتتابع شيخة: ''من دون أن أدري وجدت نفسي مشغولة بهذا الرجل، وبت مدمنة على كلماته الحلوة، فقد كان خبيراً في الغزل بعكس خطيبي الذي لا يجيد النطق بكلمات الحب والهيام والعشق، لذلك أحببته بقوة، وصرت لا أفكر الا فيه· وهنا بدأت فصول العذاب، حيث عرفت صديقتي بعلاقتي مع زوجها، وهو الأمر الذي لم أحسب حسابه، حينها شعرت بمراره ما ارتكبته من خطأ بحق نفسي وبحق صديقتي، فقررت تركه وما زال الجرح نازفاً في داخلي· ويبقى السؤال عن الأسباب التي تدفع بكل من المرأة والرجل للجوء إلى هكذا علاقات غير مشروعة؟ مبرر مختلف يقول مبارك محمد (رجل في منتصف الأربعين): ''نحن الرجال نحلم دائما أن نعرف أكثر من امرأة، وعن مشاعري ومشاعر رجال كثيرين غيري، فإنه حين تتاح الفرصة للرجل لأن يعرف أكثر من امرأة فإنه يضعف أمام الفرصة، ويدخل في علاقة ترضي خياله وتشبع رغباته، ومن تجربتي فأنا أقمت أكثر من علاقة مع فتيات غير زوجتي، والسبب هو عدم تفاهمي معها (الزوجة)، ولكنني الآن أعترف بأنني كنت مسؤولاً عن وجود المشاكل في علاقتي الزوجية، وكان في إمكاني تصحيح الوضع، بدلا من الهروب إلى امرأة آخرى''· في المقابل إنساق خميس عمران وراء فتاة جميلة ضحكت عليه، وأوهمته بإنها تحبه· يقول عن التجربة: ''كنت بحاجة إلى بعض الحرارة في حياتي، بحاجة إلى الحب والدفء، فوجدت ضالتي في تلك الفتاة، حيث نسيت نفسي وأسرتي، وغرقت في حبها، لقد أقدمت على تلك الخطوة دون تفكير، فقد أعادت لي الإحساس بالحياة والحيوية، ولكن هذا الشعور لم يدم لأنني تعرضت لصدمة قوية، وتعلّمتُ درسا لن أنساه أبداً، فقد تعرفت هي على رجل آخر وتركتني أعاني الحسرة واللوعة، وأعتقد أنَّني نلت العقاب الذي استحقه· هكذا عدت إلى زوجتي، وأنا أشعر بالخزي والعار ممافعلته بحق المرأة التي شاركتني حياتي''· الفتاة هي الضحية على الجانب الآخر يعذر إبراهيم حسن (متزوج) الفتيات في علاقتهن برجال متزوجين، ويقول: ''لايمكننا أن نلوم بعض الفتيات إذا أحببن رجلاً متزوجاً حين يوقعها في شباكه، ذلك أنَّ الفتاة كائن ضعيف، وهي سرعان ما تنساق وراء عواطفها وتصدق بسهولة كلَّ ما يُقال لها· وكثيراً ما يكذب الرجل ويقنع الفتاة بأنَّه غير متزوج، وحين تعلم حقيقته تكون قد تعلقت به، وأحبته ولا يعود بإمكانها التخلص منه، رغم علمها باستحالة استمرار علاقتها معه· مظهر ''رجولي'' حول الأسباب التي تشجع مثل هذه العلاقات، وتساهم في انتشارها يقول المحامي عبدالله الشامسي: ''أصبحت المرأة الأخرى في حياة الرجل ظاهرة عامة في مجتمعنا، حيث إن غالبية الرجال لديهم علاقات نسائية خارج إطار الزواج، وهذا يرجع إلى عدم قناعة الرجل بزوجته، وإلى غياب الانسجام العاطفي بينه وبينها، ناهيك عن الضغوطات التي يتعرض لها''· ويضيف الشامسي: ''كذلك يعاني هؤلاء الأزواج من عدم اكتفائهم بامرأة واحدة، لأنه لاتوجد امرأة تحمل كل الصفات التي يتمناها الرجال المتطلبون، وهذا ما يجهلونه أو يرفضون الاعتراف به، دون أن ننسى تباهي البعض بتعدد علاقاته النسائية الكثيرة، التي يعتبرها مظهراً من مظاهر الرجولة· ويختم الشامسي قائلاً: ''للتغلب على هذه الظاهرة لابد من تقوية الوازع الديني، وتحصين العلاقات الزوجية بالصراحة والتفاهم والحب والتقارب بين الزوجين، وأن تبذل الزوجة كل ما في وسعها وذلك بتلبية كافة رغباته وطلباته''· الجانب النفسي غالباً ما ترفض الزوجة أن تكون زوجة ثانية فى حياة زوجها بالشرع والقانون، فكيف يمكنها أن تقبل بوجود عشيقة لزوجها، وأن تعلم بهذه العلاقة وتسكت عنها، هذا ما يتوقف عنده الاخصائي الاجتماعي أحمد عبدالله قائلاً: ''المرأة العربية من النوع الغيور جداً، وهى لا تستطيع أن تتقبل فكرة أن يفكر زوجها في امرأة أخرى، وأن تتصرف وكأنَّ لا علاقة لها بالموضوع· وفى الحقيقة لو علمت أي امرأة أنَّ لزوجها عشيقة فإنها يمكن أن تصاب بالجنون أو الانهيار، ويصل الأمر ببعض الزوجات إلى حد الإقدام على ارتكاب جريمة القتل لمنع الزوج من التمتع بحياته مع امرأة أخرى· ويحذر عبدالله الرجال الذين يلجأون إلى محاولة استثارة مشاعر زوجاتهم أو دفعهن للاهتمام بهم وإبداء الغيرة حيالهم· وذلك عن طريق التعرف على امرأة أخرى· ويقول إن هذا الأسلوب غير مضمون العواقب· إذ إن أسلوب تشكيك المرأة في سلوك الزوج غير مناسب على الإطلاق، ويمكن أن يأتي بنتائج عكسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©