الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سياسات «رينزي» تربك المشهد الإيطالي

سياسات «رينزي» تربك المشهد الإيطالي
23 أكتوبر 2015 02:43
روما (رويترز) نشرت صحيفة «كوريرديلا سيرا» مؤخراً رسماً ساخراً يصور رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني ممسكاً بيد «ابنه» الصغير «ماتيو رينزي»، رئيس الوزراء الحالي، الذي كان يلعق «الآيس كريم». ويلخص الرسم الساخر الشعور المتزايد في إيطاليا بأن «رينزي»، البالغ من العمر 40 عاماً، زعيم الحزب الديمقراطي المنتمي ليسار الوسط، يميل الآن إلى اليمين، لدرجة أنه أصبح وريثاً سياسياً للزعيم العجوز المحافظ البالغ من العمر 79 عاماً. وجاء نشر الرسم عقب إعلان «رينزي» تخفيف القيود على استخدام النقد، التي وضعتها الحكومة السابقة بهدف الحيلولة دون التهرب الضريبي. وكان «بيرلسكوني» آخر من رفع سقف استخدام النقد عام 2008، وسط احتجاجات من الحزب الديمقراطي، الذي وصف الإجراء في ذلك الوقت بأنه رشوة لقاعدة الناخبين من أصحاب الشركات الصغيرة والتجزئة المتهربين من الضرائب. وعتبة النقد ليست سوى آخر النماذج الكثيرة التي اقتبسها عمدة فلورنسا السابق من كتاب بيرلسكوني السياسي، وهو ما يثير انقساماً تقليدياً بين اليسار واليمين، ويلقي بمستقبل السياسة في إيطاليا إلى مزيد من الغموض. وأوضح «لوقا ريكولفي»، أستاذ علم النفس والمعلق الاقتصادي والسياسي، أن «رينزي» قرر الاصطفاف إلى جانب الشركات الكبرى، لافتاً إلى أنه وفقاً لمعظم المعايير التقليدية فإن سياسات رئيس الوزراء تنحاز إلى اليمين بدرجة أكبر من انحيازها إلى بيرلسكوني. ويتيح تراجع «بيرلسكوني» وغياب خليفة واضح في يمين الوسط أمام «رينزي» اختيارات انتخابية ثرية بين ناخبي رئيس الوزراء السابق، إذا تمكن من إقناعهم بتجاوز الانقسامات السياسية. ويرتكز جوهر موازنة رينزي لعام 2016 على إلغاء ضرائب المساكن، وإحياء السياسات التي اشتهر بها بيرلسكوني، والتي دائما ما انتقدها اليسار ومعظم خبراء الاقتصاد، الذين يرونها تحركاً شعبوياً من شأنه عرقلة الطريق أمام خفض عجز الموازنة. وتعرضت موازنة «رينزي» لهجوم من الاتحادات التجارية، الحلفاء التقليديين للحزب الديمقراطي، لكنها لاقت استحسان اللوبي الصناعي «كونفيندستريا»، الذي رحب بالإصلاحات العمالية والتخفيضات الضريبية التي أقرها رئيس الوزراء. واعتبر «بيرلويجي بيرساني»، خليفة «رينزي» في جناح اليسار، إن إلغاء ضريبة المساكن حتى لأصحاب القصور، يعني أن رئيس الوزراء يخطب ود الأثرياء ويستهين بالقاعدة الدستورية التي تنص على ضرورة ارتباط المستويات الضريبية بالدخل. ورد «رينزي» بأن خفض الضرائب ليس من أجل اليمين أو اليسار، وإنما هو القرار الصحيح الذي يجب فعله. وفي هذه الأثناء، أغضب اختيار «رينزي» لحلفائه الأنصار التقليديين في الحزب الديمقراطي. فمع ضعف الأغلبية البرلمانية نتيجة الانشقاقات، طلب رئيس الوزراء مساعدة «دينس فيرديني»، المساعد السابق والمقرب من «بيرلسكوني»، من أجل الدفع بإصلاح مثير للجدل يهدف إلى تقليص صلاحيات مجلس الشيوخ. وكان «فيرديني» تخلى عن حزب «بيرلسكوني» اليميني، في يوليو الماضي إلى جانب مجموعة من المنشقين الآخرين، لتعزيز أغلبية «رينزي». وينبذ كثيرون في الحزب الديمقراطي «فيرديني» بسبب اتهامات بالفساد والإفلاس والاحتيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©