الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عائلات كورية تفترق بعد لقاءات مثقلة بالبكاء واليأس

23 أكتوبر 2015 02:44
سيؤول (أ ف ب) ودّعت عائلات كورية شمالية وجنوبية فرقتها الحرب قبل ستين عاماً، أمس بعضها بعد انفصال سبب لها صدمة عميقة يعززها الشعور بأنها لن تلتقي بعد اليوم. وفي اليوم الثالث والأخير من لقاء قصير جداً نظم في منتجع «كومغانغ» الجبلي الكوري الشمالي، التقت العائلات لساعتين أمس. وقد تكون هذه أصعب لحظة في هذا الحدث، وفي الجانبين، يدرك المسنون الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانين وتسعين عاماً أنه سيكون اللقاء الأخير على الأرجح. وقالت «لي سون-كيو»، البالغة من العمر 85 عاماً، لزوجها الكوري الشمالي الذي التقته للمرة الأولى منذ أن فرقتهما الحرب التي دارت بين عامي 1950 و1953، عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها «انتبه لصحتك وأتمنى لك طول العمر»، وأضافت «سنلتقي في العالم الآخر». وأمضى البعض اللحظات الأخيرة في عناق بينما حاول آخرون التماسك وهم يمسحون دموعهم على طاولات مرقمة في قاعة مخصصة للحفلات. وقال «ري هونغ-جونغ»، البالغ من العمر 88 عاماً، لحظة انفصاله عن ابنته الكورية الجنوبية: «عيناي منتفختان لأنني بكيت طوال الليلة الماضية». وأضاف «حتى صباح اليوم لم أتوقف عن البكاء». وفي لقطات بثها التلفزيون تبدو كورية شمالية مسنة تحاول أن تخفف من قسوة هذه اللحظات الأخيرة بتحدي الجميع في منافستها في لعبة لي الذراع. لكن الحافلات وصلت لنقل الكوريين الشماليين ما أدى إلى مشاهد تنم عن يأس. وخضع هذا الحدث الثاني من نوعه منذ خمس سنوات لمراقبة مشددة، ولم تتمكن العائلات من الاجتماع سوى ست مرات لساعتين في كل منها. وشارك في اللقاء حوالى 400 كوري جنوبي و140 كوريًا شماليًا. وتبدو الساعات الـ12 التي سنحت لهم بالغة القسوة بعد عقود من الانفصال. وأوضح «هان سون-كي»، البالغ من العمر 70 عاماً، الذي التقى عمته الكورية الشمالية «كان من الرائع أن نتمكن من التحدث والنوم في غرفة واحدة بدلاً من هذه اللقاءات القليلة».وجمعت المعلومات عن اللقاء من مجموعة لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية رافقت المسافرين. والمشاركون محظوظون جداً إذ أنه تم اختيارهم من لائحة انتظار تتضمن عشرات الآلاف من الأسماء. وخلال الحرب بين الكوريتين التي تنقل فيها خط الجبهة بين جنوب شبه الجزيرة الكورية والحدود الجنوبية للصين، نزح ملايين الاشخاص. والأغلبية الكبرى من الجيل الذي عاش هذا التقسيم توفوا من دون أن يتمكنوا من الاتصال بمن يعيشون في الشمال. ويرتفع عدد الوفيات على مر السنين بينما يدرك الراغبون في لقاء أنه لن يتم اختيارهم أبداً، وهم يسجلون رسائل فيديو وقدموا عينات من حمضهم النووي على أمل استخدامها بعد موتهم. وكان برنامج اجتماعات العائلات بدأ فعلياً بعد قمة تاريخية بين الشمال والجنوب في العام 2000. وخلال 15 عاماً تغيرت المعطيات المتعلقة بأعمار المشاركين، فهذه المرة لم يكن هناك إلا خمس عائلات التقت زوجاً أو أحد الوالدين وأبناء، مقابل 23 في 2010. وخلال عشاء مشترك مساء أول من أمس، طلب «لي جيونغ-سوك»، البالغ من العمر 68 عاماً، من والده «ري هونغ-جونغ» أن يغني له أغنية ليتمكن من تذكر صوته. وأنشد الرجل المسن أغنية شعبية عن نهر في مسقط رأسه في كوريا الجنوبية، فأجهش كل الحضور بالبكاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©