عواصم-وكالات الانباء : أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس أن ''العمل الإرهابي'' الذي تعرضت له مجموعة فرنسية في المدينة المنورة وأسفر عنه مقتل أربعة فرنسيين بالرصاص ''لا يمثل إلا نفسه''·وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية إن الملك أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن منفذ الهجوم ''لن يفلت من يد العدالة''·وأعرب الملك عن تعازيه ومواساته ''للشعب الفرنسي الصديق ولأسر ضحايا الحادث الإجرامي''·
الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن بلادها مستعدة للتعاون مع التحقيق السعودي في الاعتداء على مواطنين فرنسيين· وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتسيت ماتيي: ''نحن مستعدون تماماً من الجانب الفرنسي للتعاون مع هذا التحقيق''· وأضاف أن طبيباً متخصصاً في مساعدة العائلات ينتظر وصوله الى السعودية آتياً من فرنسا، موضحاً أن اية جهة لم تتبن الاعتداء حتى الان· وتابع ماتيي ''ثمة فرضيات عدة، لكننا نفضل عدم تبني أي منها حتى الان''· وأوضح ''اننا لم نتبلغ تهديدات محددة تستهدف الفرنسيين''· ولفت الى وجود نحو 3600 فرنسي في المملكة السعودية، بينهم 2200 في الرياض و1400 في جدة، وقد تلقوا تعليمات بالتزام الحذر·
وكان فرنسي رابع قد توفي امس متأثرا بجروح أصيب بها في هجوم نفذه مجهولون في شمال غرب السعودية أسفر عن مقتل ثلاثة فرنسيين آخرين· وفيما لم تتبن أي جهة حتى الآن الاعتداء، أكد مدير مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة متوكل فالح الحجاج وفاة الفرنسي الرابع، وهو نجل أحد القتلى الذين قضوا في الهجوم الاثنين· وكان الشاب البالغ سبعة عشر عاما خسر كمية كبيرة من الدم وأخضع لعملية جراحية لإخراج رصاصة من رئته· وكانت المصادر الطبية وصفت في وقت سابق وضع الشاب الذي كان يصارع من أجل البقاء في مستشفى الملك فهد في المدينة، بأنه حرج·وقتل ثلاثة فرنسيين، بينهم والد الشاب، في اعتداء استهدف لأول مرة رعايا غربيين منذ اكثر من عامين في هذا البلد، بالقرب من مدائن صالح، الموقع التاريخي الذي يعد مكانا مفضلا للأجانب شمال غرب المملكة·
وكان الحجاج قال إن شخصين قتلا عندما هوجمت مجموعة من الفرنسيين تضم تسعة اشخاص في منطقة نائية تقع على بعد حوالى خمسين كيلو مترا شمال المدينة المنورة· أما القتيل الثالث، فقد جرح بشكل بالغ ونقلته زوجته في سيارة الى مركز طبي مجاور حيث توفي· والضحايا الأربع اضافة الى الناجين الخمسة، ينتمون الى ثلاث عائلات فرنسية مقيمة في الرياض، وكانوا في رحلة استجمام· وكان اثنان من الضحايا يعملان لحساب مجموعة شنايدر الفرنسية للمعدات الكهربائية، بينما الثالث مدرس في المدرسة الفرنسية ''الليسيه'' في الرياض· أما الناجون فهم ثلاث نساء وفتى (15 عاما) وشقيقته (11 عاما)· ولم تتبن أي جهة حتى الآن الاعتداء·
والناجون ما يزالون في أحد فنادق المدينة المنورة برفقة دبلوماسيين فرنسيين وتحت حماية الأجهزة الأمنية السعودية التي بدأت تستمع الى إفاداتهم· وذكرت صحيفة ''عكاظ'' السعودية أن القتلى الثلاثة هم أزواج للنساء الثلاث وإحداهن فرنسية من أصل مغربي هي أم للمصاب الذي توفي امس وزوجة لأحد القتلى·
ورفض مصدر أمني سعودي وصف العمل بأنه إرهابي، مؤكدا أنه من المبكر ربط الحادث بالإرهاب لحين استكمال التحقيق· وأكد اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية أن السلطات ستضبط الجناة في أقرب وقت·
عدد اليوم
