الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وداد ثامر.. الحنين إلى ألوان العراق وطفولته

وداد ثامر.. الحنين إلى ألوان العراق وطفولته
12 نوفمبر 2014 00:15
جهاد هديب (أبوظبي) برعاية سفير دولة العراق في الإمارات موفق مهدي عبّود، افتتح مساء أمس الأول في صالة العرض «أكليكتك جاليري» في أبوظبي، معرض «مدن في الذاكرة» للفنان العراقي وداد ثامر الذي اشتمل على ثمان وعشرين لوحة ويستمر حتى نهاية الشهر. جاء المعرض تدشيناً لصالة العرض «أكليكتك جاليري»، إذ «مدن في الذاكرة» هو المعرض الأول الذي يجري افتتاحه في الصالة التي كان نشاطها الأساسي يقتصر على الاقتناء وترويج التحف والأعمال الفنية. يمكن القول، إن أعمال الفنان وداد ثامر، الذي أقام في هولندا منذ عام 1998، ثم عاد إلى المنطقة ليقيم ويعمل مدرساً للفن التشكيلي في مركز الذيد للفنون، طالعة من «روح» المكان العراقي لوناً وذاكرة بل وأسلوبية أيضاً. ما إن يرى المرء هذه الأعمال التي جرى تنفيذها بالزيت على كانفاس، للمرة الأولى حتى يشعر مباشرة بذلك، دون أن يرى تلك الرموز والإشارات والعناصر المعمارية كالشناشيل وسواها، وقد هيمنت على السطح التصويري للعمل الفني. كذلك فإن أعمال المعرض جميعاً واقعية، لكن الفنان ثامر يلفت انتباه الناظر إلى لوحاته بأنه ملوّن أيضاً وليس رساماً واقعياً فحسب، خاصة في تلك الأعمال التي يسعى فيها الفنان لـ«تجريد» البيئة العراقية بألوانها المختلفة، وكذلك المشهد الطبيعي إلى لون، فيصبح المشهد، رغم صلته بالواقع، مشهداً متخَّيلاً، مشهداً آخر أقرب إلى التجريد، حيث تغيب الكتل اللونية الكبيرة عن السطح التصويري ليجري خلق إيقاع لوني آخر مملوء بالانفعالات والمشاعر. ليست ضربات الفرشاة ها هنا سريعة أو منفعلة، بل هادئة وبطيئة، بل ومشغولة إلى حدّ بعيد، كما لو أن وداد ثامر كان يتأمل ما الذي سيكون عليه المشهد على السطح التصويري إذ يؤسس، لونياً، للوحته ثم يعالج سطوحه الخشنة بضربات فرشاة لا تهشم المشهد، إنما تضفي عليه ذاكرة من نوع ما تخص الفنان وحده. ويمكن القول، إن أعمال وداد ثامر في «مدن من الذاكرة» هي تعبير عن «حنين» يريد له الفنان أن يكون حنيناً آخر، أي ليس حنيناً إلى المكان كما كان عليه عندما غادره إنما هو الحنين إلى طفولة انقضت هناك، عندما كانت العين آنذاك، وبالتالي الذاكرة الآن، تألف هذه الأماكن فيوجه إليها تحية بطريقة تخصه، إذ يجعلها مؤبدة في عمل فني من صنيعه هو. وتحضر المرأة في أعمال وداد ثامر في المعرض، وقد يكون حضوراً طفيفاً، لكنه أيضاً حضور خاص. وبعيداً عن تلك الأعمال التي تحتل فيها صورة المرأة الشابة اللوحة كاملة، فإن أعمالاً أخرى حملت حضورا تعبيريا في مشهد واقعي، وإذ لا تبين تفاصيل صغيرة للمرأة، أي عندما يغيب الوجه تماماً، يصبح المشهد الفني فاتنا في غموضه وحساسيته اللونية الخاصة التي تجعل العمل مميزاً عن بقية الأعمال المعروضة. يشار إلى أن وداد ثامر، الذي ترقى تجربته إلى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، قد أقام العديد من المعارض في العراق وهولندا وغيرهما. ونال العديد من الجوائز، آخرها جائزة المركز الثاني في المعرض السنوي الذي تنظمه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة مطلع هذا العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©