الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العقارات السكنية في لندن تستعيد بريقها

العقارات السكنية في لندن تستعيد بريقها
18 أكتوبر 2012
أحرز اثنين من كبار المطورين في مدينة لندن تقدماً ملحوظاً في مشاريع سكنية جديدة عملاقة، في وقت ركزت فيه الشركات العقارية الكبيرة أنظارها صوب القطاع السكني. وتتميز منازل المدينة وشققها السكنية بسمعة طيبة بين المستثمرين، لكن وبإغراق السوق بالمشترين الأجانب والتمويل بحثاً عن عمليات تطوير لا تزال شحيحة، ساعدت قلة العرض على ارتفاع الأسعار. وتخطط شركة “كناري وارف جروب” المالكة والمطورة لمنطقة “كناري وارف” المالية، لإنشاء ثلاثة مشاريع جديدة بمساحة قدرها 6 ملايين قدم مربع تضم “برج نيوفاوند لاند” ومدينة “وود وارف” الصغيرة، بالإضافة إلى “شل سنتر” المكوَّن من 800 شقة والواقع جنوب نهر التايمز بشراكة مع شركة “الديار” القطرية. وفي موقع آخر، بدأت مجموعة “باليمور” مؤخراً في بيع شقق في مشروع “أمباسي جاردنز”، وهو عبارة عن جزء كبير من منطقة “لندن ناين ألمز” التي أُعيد تطويرها بنحو 10 مليار جنيه إسترليني (16,2 مليار دولار). وباعت المجموعة بالفعل 290 شقة من واقع 314 في البناية الأولى. وارتفعت أسعار العقارات الممتازة في وسط لندن بنحو 51% منذ انخفاضها في أعقاب الأزمة المالية في مارس 2009، لتستمر عند ارتفاع قياسي بنسبة قدرها 15% فوق الذروة التي بلغتها قبل الأزمة. ويعزز الطلب الخارجي مشترين من روسيا والهند وإيطاليا وفرنسا وأميركا، الذين يسعون للحصول على ملاذ آمن هرباً من المشاكل الاقتصادية في منطقة اليورو والسياسية في الشرق الأوسط. ويقول جون جاروود، سكرتير “كناري وارف جروب” :”هناك اثنين من العوامل التي تحفزنا على تطوير القطاع السكني، ارتفاع معدل الطلب في لندن، والقيمة الكبيرة التي تتميز بها عمليات التطوير في ذلك القطاع”. ومن المتوقع أن يزيد حجم محفظة المجموعة بأكثر من الضعف خلال العشر سنوات المقبلة، في وقت بدأت تفضل فيه الشركات العاملة في النشاط العقاري وسط العاصمة البريطانية لندن، القطاع السكني على التجاري. لكن، ليس من الواضح كيفية تحقيق “كناري وارف” للأرباح من خلال عمليات التطوير، علماً بأن تكلفة بناء المنازل تزيد عن المكاتب، لكن ربما يساعد تحول الشركة نحو القطاع السكني على زيادة قيمتها. وارتفع الطلب على الشقق السكنية في ظل زيادة الكثافة السكانية وشح العرض في لندن. وفي ذات الوقت، عمدت الشركات على خفض عدد العاملين لديها وتقليص خططها التوسعية، الشيء الذي نتج عنه تراجع الطلب على المكاتب. وفي حين ارتفعت أسعار المنازل في انجلترا وويلز بنسبة قدرها 0,3% في السنة المنتهية في يوليو الماضي، ارتفعت بنحو 6,5% في نفس الفترة في لندن وبنحو 10% في وسط لندن الراقية في الفترة بين سبتمبر 2011 إلى سبتمبر 2012. وفي غضون ذلك، استمرت أسعار إيجار المكاتب الراقية في لندن وويست إند، على حالها عند 55 و95 جنيه إسترليني للقدم الواحد على التوالي، وذلك منذ بداية العام الحالي. ويعتبر تحول “كناري وارف” للقطاع السكني جزء من خطة واسعة لتنويع نشاطها بعيداً عن الاعتماد على عمليات إيجاراتها التقليدية في قطاع الخدمات المالية. وفي حين يوجد عدد قليل من الشقق السكنية في منطقة “كناري وارف” العقارية الأصلية المكونة من 80% مكاتب و10% تجزئة، تتكون معظم “كناري وارف” الجديدة من مرافق سكنية تشكل أكثر من نصفها. ومن المخطط أن تمثل “وود وارف”، مركزاً لشركات التقنية والإعلام، بالإضافة إلى توفير بيئة للعمل والعيش معاً. ويجئ هذا التحول كجزء من الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة للإيفاء بمتطلبات السوق. ويقول جون جاروود: “بينما نتج الطلب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عن القطاع المالي لم يعد ذلك ممكناً الآن، حيث تغيرت طريقة الناس في العمل والسكن، خاصة وأنه ليس هناك من يرغب في قطع مسافات طويلة للوصول إلى مكان العمل”. وقامت “كناري وارف” بشراء “وود وارف” بداية العام الحالي، حيث من المنتظر أن يبدأ العمل في المشروع الذي تبلغ مساحته نحو 4,8 مليون قدم مربع، في 2014. وتسعى الشركة إلى تغيير استخدام الأبراج المكتبية “1 بارك بليس” و”هيرون كيز ويست”، إلى مرافق سكنية كجزء من خطة التحول التي تنتهجها في الوقت الراهن. كما من المتوقع أن يضم مشروع “أمباسي جاردنز” التابع لمجموعة “باليمور”، نحو 2,000 مسكن بالإضافة إلى فندق وحدائق ومراكز تسوق. و بدأت عمليات البناء في المشروع قبل سنة، حيث من المتوقع أن يتم التسليم في 2015. ويبلغ سعر القدم المربع في المشروع نحو 1,000 جنيه إسترليني لشقق تتراوح مساحتها بين 400 إلى 2,500 قدم مربع. وذكرت الشركة أنها باعت نصف عدد الشقق لأفراد يعيشون داخل بريطانيا، في ما ذهب النصف الآخر لمشترين من دول أوروبية وأسيوية. ويقول ليام بيلي، مدير البحوث السكنية في مؤسسة “نايت فرانك” العاملة في مجال وكالة العقارات :”استمر أداء سوق لندن في الاعتماد على المشترين الأجانب الذين يشكلون أكثر من 50% في سوق العقارات التي تقدر بنحو 2 مليون جنيه إسترليني أو أكثر ونحو 41% في سوق تصل إلى مليون جنيه أو ما يزيد”. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©