الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العرس الفلسطيني·· العريس يُضرب بالعصا والعروس ترقص الجلوة

العرس الفلسطيني·· العريس يُضرب بالعصا والعروس ترقص الجلوة
17 مارس 2009 02:19
تشكل العادات والتقاليد مقوما مهما من مقومات التراث الشعبي، وقد أصبح التراث بالنسبة لوعينا المعاصر عنوانا على حضور السلف في الخلف، حضور الماضي في الحاضر· في هذا الحوار نتعرف على عادات وتقاليد الزواج في فلسطين من خلال حديثنا مع نجاح سليمان فتقول: يتم الزواج غالبا بعد إنهاء التعليم الثانوي، أي بعد سن الثامنة عشرة، وكانت أكثر الزيجات وما تزال تتم بين الأقارب، فالتقاليد تعطي ابن العم الأولوية والحق في الزواج من ابنة عمه، إلى حد أنه يستطيع الاعتراض على تزويج ابنة عمه لغريب، حتى لو كانت قد ركبت الفرس في طريقها إلى بيت زوجها ''فابن العم ينزلها عن الفرس''· هناك نوع من الخطوبة كان يحدث في الماضي، لكن قلما يحدث في هذه الأيام، هو خطوبة البنت يوم ولادتها، فإذا بارك أحدهم لوالد البنت المولودة، ورد علية الوالد قائلا ''أجتك لا جزا ولا وفا''، أي دون مهر ودون شروط· قال الأول ''وأنا قبلتها لابني فلان''، فإنها تصبح خطيبة لابن ذلك الرجل، ويسمون هذا النوع من الخطبة ''عطية الأب''· الخطبة العادية تتمثل في أن يشعر الشاب أمه برغبته في الزواج، تقوم الأم بدورها باشعار الأب، فإذا كانت المرشحة للخطوبة هي ابنة العم، فإن العادة تتطلب أن يذهب والد الخطيب أو والدته أو كلاهما إلى دار العم للاتفاق على الخطبة، وعلى المهر، والمصاغ، والكسوة، وبقية التفاصيل، تمهيدا للطلب بحضور الأقارب والأصدقاء والوجهاء· أما في حالة خطوبة بنت لشاب من غير أقاربها، فإن العادة تتطلب البحث عن الفتاة المناسبة، ثم يقوم والد الشاب وبعض أقاربه بالذهاب إلى منزل أهل الفتاة مساء، وأثناء السهرة يطلبون الفتاة مبدئيا، وقد تتم الموافقة في تلك السهرة، لكن في الغالب أن يطلب والد الفتاة مهلة كي يستشير أقاربه، ويسأل عن أخلاق الشاب· وفي حالة الرد الإيجابي، تتوجه جماعة والد الشاب وبعض قريباته، إلى منزل والد الفتاة، حيث تتم الطلبة والعطاء ويقرأ الحضور الفاتحة، وتزغرد النساء، وتوزع الحلوى وهي غالبا ''البقلاوة''، ويتم الاتفاق على المهر، وتحديد موعد الخطبة الرسمية، والتلبيسة أي الشبكة· التلبيسة وقبل موعد حفلة الخطبة يذهب الخطيبان وبعض أقاربهما لشراء التلبيسة، وهي عبارة عن دبلتين من ذهب، ينقش على كل منهما من الداخل الحرف الأول من اسم الخطيب، والحرف الأول من اسم الخطيبة، والتاريخ· كما ويشترون ساعة يد وفساتين وأدوات تجميل وعطورا وعلبة حلو جيدة وأحذية، وكل ذلك على حساب العريس، وبعد انتهاء عملية الشراء، يدعو العريس الجميع إلى تناول الغداء في أحد المطاعم، ثم يعودون وسط الفرحة والغناء والزغاريد· وفي عصر يوم الخطبة يتوجه أهل العريس والمعازيم إلى بيت والد العروس، تتبعهم النساء بالغناء والزغاريد، وعند وصولهم يستقبلهم والد العروس وأقاربه بالترحاب، كما تستقبل والدة العروس وقريباتها قريبات العريس بالزغاريد، وعند جلوس الجميع يقف أحد الوجهاء نيابة عن أهل العريس، فيطلب يد العروس للعريس على الشروط المتفق عليها بين العائلتين، فيرد والد العروس بالإيجاب، وتقرأ الفاتحة وتزغرد النساء، ويقوم العريس بمصافحة الحاضرين، ويبدأ أقارب العريس بتوزيع الحلوى والمرطبات، وبعد ذلك ينصرف المدعوون، وفي الغالب تجرى في هذه المناسبة كتب الكتاب أي عقد الزواج· ثم يذهب العريس مع والد العروس، إلى الغرفة التي تجلس العروس فيها على ''لوج'' أعد خصيصا للصمدة، وعند دخول العريس تستقبله العروس ويلبسها دبلة الخطوبة في البنصر الأيمن، وتلبسه هي الدبلة الأخرى، ثم يلبسها بقية الذهب، ويجلسان لمدة ساعة تقوم خلالها النساء الحاضرات بالغناء والرقص أمامهما، وبعد انتهاء الصمدة يفترق الخطيبان، لكن الخطيب لا بد أن يزور خطيبته، ويقدم لها الهدايا خاصة في مناسبات الأعياد حتى يحين موعد الزواج المتفق عليه· حفل الزفاف عندما يحين موعد الزفاف يقوم أهل العريس بدعوة أهالي بلدتهم لحفلة الحنة وحفلة العرس، وقديما كانت العروس تزف على الفرس، وعندما تصل بيت أهل زوجها كانت تعطى خميرة عجين، تلصقها على أعلى باب البيت قبل أن تعبر العتبة، رمزا للأمل في أن تمتزج بأسرة زوجها كما تمتزج الخميرة بالعجين، في انسجام تام يجلب الخير والنماء والسعادة للأسرة، وفي أن يكون الزواج ناجحا، وأن يثمر بانجاب الكثير من الأطفال خاصة الذكور· وبعد الدخول كانت العروس تصمد في صدر البيت، وتبدأ النساء بالغناء والرقص أمامها في انتظار دخلة العريس· وبعد ذلك بساعة يحضر العريس في موكب احتفالي من أقاربه الشباب الذين يوصلونه إلى باب البيت، ويحاول بعضهم أن يضربه بعصا خفيفة على ظهره إشغالا لذهنه، حتى لا يفاجأ بجمال العروس الباهر، فينبهر ويصاب بالعجز الجنسي في تلك الليلة المهمة· وعندما يدخل تستقبله الحاضرات بالزغاريد، ثم يقترب من العروس ويرفع الغطاء عن وجهها بيده ويبارك لها، ويجلس إلى جانبها في صمدة تتميز بغناء النسوة الحاضرات ورقصهن أمام العروسين، وتقديم ''النقوط'' وهو مبلغ من المال لكل منهما، وقبل انتهاء هذه الصمدة تقوم العروس وترقص رقصة ''الجلوة'' أمام عريسها، لتعرض عليه جمالها وجمال زيها ورشاقتها· ثم تبدأ النسوة بالمباركة الوداعية وينصرفن إلى بيوتهن، بعد ذلك تحضر أم العريس طعام العشاء للعروسين، وتبارك لهما وتودعهما متمنية لهما التوفيق والسعادة، ويتناول العريس العشاء مع عروسه ثم يأويان إلى فراشهما·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©