بريطانيا تنفي علمها المسبق بخطة اغتيال المبحوح

نفت الحكومة البريطانية أمس ما تردد حول علمها مسبقا بشأن خطط استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في عملية اغتيال القيادي بحركة “حماس”محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. في وقت أكد الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي في تصريح لـ”الاتحاد” أن الأدلة التي تضمنها ملف الملاحقة الدولية الذي أرسلته شرطة دبي للمنظمة الدولية لمكافحة الجريمة (الانتربول) دامغة وكانت كافية لكي تقوم المنظمة بإصدار نشرات حمراء بحق كافة المشتبه بهم، كاشفا أن من بين الأدلة الدامغة التي تضمنها الملف استخدام الجناة بذات أسمائهم التي تم التعميم عليها دوليا بطاقات ائتمانية في دول غربية لشراء تذاكر السفر. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن القول بأن بريطانيا كانت على علم مسبق بأن الجوازات البريطانية الستة سيستخدمها المشتبه بتورطهم في اغتيال المبحوح “ليس صحيحا”. وأضاف:”تلقينا التفاصيل الخاصة بجوازات السفر قبل بضع ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشرطة في دبي” ، مشيرا إلى إعلان دبي الاثنين الماضي عن استخدام 11 جواز سفر أوروبياً “مزوراً” في الهجوم. وذكرت صحيفة”ديلي ميل” في لندن أمس أن الاستخبارات الخارجية البريطانية”إم.آي6” تلقت معلومات سرية من أحد رجال الموساد بشأن عملية الاغتيال في دبي قبل تنفيذها. وقال مصدر من الاستخبارات البريطانية طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: “يقول (رجل الموساد)إنه تم إبلاغ الحكومة البريطانية بشأن ما سيحدث قبل فترة قصيرة للغاية من العملية..لم يكن هناك تورط بريطاني، ولم يعلموا اسم الهدف.. غير أنه تم إبلاغهم بأن هؤلاء الأشخاص سيسافرون بجوازات سفر بريطانية”. ومن جانبه , وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند استخدام جوازات السفر المزورة بأنه “أمر مثير للغضب”،داعيا إسرائيل إلى التعاون بشكل كامل في تحقيق تجريه الوكالة البريطانية لمكافحة الجرائم المنظمة والخطيرة في هذا الصدد. وأعلنت وزارة الخارجية الايرلندية أن خمسة جوازات سفر إيرلندية، وليس ثلاثة كما قيل سابقا، استخدمتها المجموعة التي قامت باغتيال المبحوح.وأوضح متحدث باسم الخارجية ان معلومات جديدة أبلغتها سلطات دبي إلى دبلن مفادها انه تم استخدام جوازي سفر إيرلنديين إضافة الى الجوازات الثلاثة التي ذكرت سابقا.وأكدت الخارجية الايرلندية أن الجوازين الجديدين الايرلنديين المزورين “يضافان الى الجوازات الثلاثة المزورة التي تمت الإشارة إليها في بداية” القضية. وفي برلين طالبت الحكومة الألمانية بسرعة كشف الملابسات والخلفيات المتعلقة بعملية اغتيال المبحوح . وشدد أندرياس بيشكه المتحدث باسم الخارجية الألمانية أمس على ضرورة كشف جميع الملابسات “دون فجوات” وفي أسرع وقت ممكن. وأضاف المتحدث أن مفوض الحكومة الألمانية لشؤون الشرق الأوسط أندرياس ميشائيليز تلقى أمس الأول وعدا من موفد السفارة الإسرائيلية في برلين بالحصول على مزيد من المعلومات حول الجريمة التي ورد فيها اسم شخص يحمل جواز سفر ألمانيا. وأشار المتحدث إلى انتظار ألمانيا للحصول على جميع البيانات التي من شأنها المساهمة في الكشف عن ملابسات عملية الاغتيال. وفي مواجهة العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها قضية جوازات السفر المزورة، نفت اسرائيل أمس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي إلى جهاز “الموساد” بالوقوف خلف اغتيال المبحوح . وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف اسمه لوكالة “فرانس برس” أمس إن “شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أي دليل ذي طابع اتهامي”. وقال المسؤول الاسرائيلي “حتى اليوم لا أحد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة” المبحوح.وشدد على انه “ليس هناك أي دليل حتى على انه اغتيل. كل ما نراه على أشرطة فيديو هم أشخاص يتحدثون على الهاتف”. من جهة أخرى قلل المسؤول الاسرائيلي من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الاسرائيليين في كل من بريطانيا وايرلندا وفرنسا وألمانيا لطلب توضيحات حول جوازات السفر المزورة من هذه الدول التي استخدمها بحسب دبي أعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال.وقال ان هذه الدول “طلبت فقط مساعدة من اسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه”.ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس عن مسؤول رفيع في الخارجية الإسرائيلية قوله إنه لا يوجد في هذه المرحلة أي دليل يربط الحدث بإسرائيل “وإذا استمر الأمر هكذا فإن القضية ستتلاشى بسرعة”، متوقعا عدم نشوب أزمة بين إسرائيل والدول الأوروبية التي تم تزوير جوازات سفرها.أما وسائل الاعلام الاسرائيلية، فألمحت بشكل واضح أمس أيضا إلى وقوف “الموساد” خلف تصفية المبحوح