الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمس أفكار عن سياسة أوباما الخارجية

12 مارس 2016 23:15
هل تذكرون باراك أوباما عندما كان فتى لطيفاً؟ لقد كان بارعاً في اختيار الألفاظ، واكتسب بين أصدقائه شعبية مثيرة للدهشة، وليس ثمة داع للتذكير بأنه الآن رئيس الولايات المتحدة، وسيبقى زعيماً للعالم الحر خلال الأشهر العشرة المقبلة. ومؤخراً، نشر «جيفري جولدبرغ» من معهد «أتلانتيك» مقالاً طويلاً يقع في 20 ألف كلمة، يلخّص الأفكار والمبادئ التي يؤمن بها أوباما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع عن سمعة وهيبة الولايات المتحدة في العالم. ويمكن لكل من يهتم بالغوص في متاهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أن يجد ضالته في هذا المقال. ومن الواضح بالنسبة لي أن كثيراً من أصدقائي يتفوقون عليَّ في سرعة القراءة، خاصة في مقال مثل هذا، بسبب توارد الأفكار المهمة الواحدة تلو الأخرى بترابط وانسجام. وسأسوق فيما يلي خمس أفكار تجول في رأس أوباما بعد اقتباسها بعناية من المقال المذكور: 1- أوباما لا يولي أي احترام للمجتمع الذي يعمل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويتعرض المقال للازدراء الذي يشترك فيه الرئيس وطاقم البيت الأبيض حيال آراء ومواقف مجموعة كبيرة من المفكرين وأساتذة المعاهد البحثية المتخصصة وصانعي القرار في السياسة الخارجية الأميركية. ويقول «جولدبرغ»: «يعتقد أوباما بشكل عام أن المؤسسة المكلفة صياغة السياسة الخارجية في واشنطن، والتي يزدريها أشد الازدراء في دخيلة نفسه، هي التي تولد عدم المصداقية بكيفية تحتم الحاجة لاستخدام القوة، وهي من قادت ذات مرة للتورط في الحرب في فيتنام». 2- يبدو أن أوباما يولي بعض قادة دول الشرق الأوسط احتراماً أقل مما يكنّه للجهاز الأميركي المتخصص بالعلاقات الخارجية. فهو لا يقيم اعتباراً كبيراً لنتنياهو، ولكن عدم احترامه له لا يمكن مقارنته بنقص احترامه لبعض الزعماء العرب، كما جاء في المقال. ولم تصدر عنه عبارة مديح واحدة لأي زعيم عربي. وقد أقام مجموعة من التحالفات المعقدة مع بعض القادة العرب السنّة. 3- هناك «نتف» من سجايا دونالد ترامب متجمعة في شخصية أوباما. ومنها أن حملة ترامب تقوم على الفكرة القائلة أن الولايات المتحدة لا تؤمن إلا القليل من مصالحها من خلال التعاون مع بقية دول العالم، وأيضاً تأييده لسياسة فلاديمير بوتين. ويبدو أن أوباما لم يعد مقتنعاً بأن أميركا هي الدولة الأولى التي يعتمد عليها العالم. ويكاد يكون أول رئيس يعبر عن استيائه من هذه الفكرة بدلاً من التمسك بها. ومؤخراً، حذّر من أنه لم يعد في وسع المملكة المتحدة الاستفادة من ميزات اتفاقية «العلاقات الخاصة» مع الولايات المتحدة ما لم تعلن عن تخصيص 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للقطاع الدفاعي. وسبق له أن قالها صراحة لديفيد كاميرون: «لقد بات من واجبكم أن تدفعوا الثمن العادل لمشاركتكم في الدفاع عن أنفسكم». 4- كان الفشل الأكبر لأوباما في السياسة الخارجية ذا طابع محلي. وكانت ردة فعله على حادثي الهجوم في باريس وسان برناردينو سيئة. وقد جاء في مقال نشره «جولدبرغ» في صحيفة «واشنطن بوست» في شهر ديسمبر الماضي: «تعتمد استراتيجية أوباما الأساسية في السياسة الخارجية على أنه غير مقتنع بأن الإرهاب ومشاكل الشرق الأوسط تمثل تهديداً جسيماً بالمقارنة مع مشكلتي صعود الصين والتغير المناخي. ومن الواضح أن معظم السياسيين المنتمين للحزب الجمهوري لا يوافقونه على ترتيب أولوياته هذا». وتكمن المشكلة الكبرى بالنسبة لأوباما في فشله في إقناع الأميركيين بأن خطر الإرهاب قد زال بشكل كبير. 5- وأسوق فيما يلي الجملة الأكثر إثارة لغضب الكثير من الأميركيين من أوباما، ولكنها هي نفسها التي جعلتني أتمسك بإعجابي به. وإذا كانت هناك جملة واحدة في المقال يمكنها أن تلخّص نظرة أوباما لموقف أميركا في العالم فهي هذه: «على رغم من كل الجروح والندوب، فلقد كانت الولايات المتحدة تشكل قوة لفعل الخير في العالم». ولا شك في أن كل أميركي محافظ سيثور على المقطع الأول من هذه الجملة. فهل أصيبت الولايات المتحدة بالفعل بالجروح والندوب؟. لقد أوحت هذه العبارة للمحافظين الأميركيين الذين اعتادوا على انتقاد أوباما بأنها مجرد «بدعة» تعبر عن كون الرئيس مجرد إنسان لا يحمل مشاعر الحب للولايات المتحدة. ويبدو بوضوح أن هذا المقطع كان كافياً لصرف نظرهم عن قراءة المقطع الثاني من الجملة. *أستاذ العلاقات الدولية في معهد «فليتشر» في جامعة «تافتس» الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©