الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاح المدير يقترن بامتلاكه مهارات تساعده على تحقيق الأهداف

نجاح المدير يقترن بامتلاكه مهارات تساعده على تحقيق الأهداف
31 أكتوبر 2011 00:05
يعتبر المدير أهم عناصر منظومة العمل داخل أي مؤسسة، فهو القادر على ضبط إيقاع العمل وتوجيهه للطريق الصحيح، من أجل بلوغ الأهداف المنشودة والارتقاء بالمؤسسة والخدمات او المنتجات التي تقدمها للعالم الخارجي، وفي حال فشله في التعامل مع المحيطين به، سينعكس ذلك بلا شك على أدائه، وبالتالي على أساليب العمل داخل الكيان المؤسسي الذي يتولى إدارته والإشراف عليه. تتنوع المشكلات داخل كل مؤسسة أو شركة، وتتباين أساليب المديرين في التعامل معها وفق خبرة كل منهم أو منظوره لمقتضيات العمل والبيئة المحيطة به، خاصة الأفراد والموظفين الذين يعملون تحت إمرته، ما يخلق علاقات متشعبة داخل العمل بين المديرين ومرؤوسيهم، وبين كافة عناصر العمل التي يشرفون على إدارتها وتنظيمها داخل المؤسسة. الشهادات العلمية عن علاقتها بالمدير، تقول أحلام وافي (27 سنة)، موظفة تحت التدريب في إحدى الشركات، إنها سبق وأن عملت في أكثر من شركة، ويختلف أسلوب كل مدير عن الآخر تبعاً لخبرته ومقدار ثقته بنفسه والشهادات العلمية الحاصل عليها، وكلما زاد المستوى العلمي للمدير أصبح قادراً على كسب احترام وثقة مرؤوسيه، وهو ما تشعر به حالياً تجاه مدير الشركة التي تعمل بها، فهو حاصل على درجة الدكتوراة في مجال عمله، وبالتالي لديه كم معارف ومعلومات غزيرة يستطيع من خلالها معرفة أدق تفاصيل العمل، وبالتالي مراعاة كافة الظروف المحيطة به، وبالتالي الوصول إلى القرار الصحيح في الوقت الملائم. أما نانسي عمر (32 سنة)، تعمل موظفة استقبال بأحد المراكز الطبية، فذكرت أن المدير الناجح هو القادر على تحقيق المساواة بين الموظفين، على أن لا يكون ذلك مخلاً بمبدأ الثواب للمجيد والعقاب للمقصر، وأوضحت أن ارتباطها وولاءها للمكان الذي تعمل به يعتمد بشكل كبير على بيئة العمل التي تعمل فيها ومدى التعاون والعلاقات الطيبة السائدة بين الموظفين. وأشارت عمر إلى أنها أحيانا تشعر بالظلم، الناجم عن عدم تقدير العمل بجدية وإخلاص، حيث يذهب التقدير المادي والمعنوي إلى بعض الأشخاص القادرين على، حيث يذهب التقدير المادي والمعنوي إلى بعض الأشخاص القادرين على إبراز أنفسهم لدى الإدارة العليا، ولا يشترط في ذلك أنهم يكونون على قدر عال من الكفاءة، ولكن فقط التفنن في عمل مواقف استعراضية أمام مسؤولي الادارة. وأضافت أنها اعتادت أن تتعامل مع مثل تلك المواقف بمرونة عالية وتركز في عملها فقط، وتحاول أن لا تتأثر بمثل تلك المنغصات، لأنها صارت سمة أساسية في كافة الأعمال والوظائف في غالبية الشركات والمؤسسات. تشجيع وإشادة سامح يعقوب (28 سنة)، يعمل بائعاً بإحدى الشركات المتخصصة في بيع أجهزة الهاتف المحمول، قال إن أفضل ما يمكن أن يراه من مدير هو التشجيع والإشادة عندما يجيد في عمله، وكذلك الجانب الإنساني عبر مراعاة الظروف المختلفة التي يمكن أن يمر بها الموظف، على أن لا يكون ذلك على حساب انتظام العمل وجودته، وأوضح يعقوب أن الموظفين عليهم دور كبير في ذلك أيضاً، من خلال إخلاصهم في العمل ومعاونتهم للمدير في تسيير العمل بشكل منتظم وكفؤ، عبر عدم اختلاق الاعذار لاختيار أوقات معينة للدوام، والهروب من أوقات أخرى يرتفع فيها ضغط العمل، وغالباً ما تكون الفترة المسائية في الشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات مباشرة للجمهور. فيما أكد فراس الشيخ (34 سنة)، يعمل محاسباً بإحدى المدارس الخاصة، أن أفضل أساليب الادارة، هي التي تتم بعيداً عن المحسوبية والوساطة، بحيث يتخذ المدير كافة قراراته انطلاقاً من مصلحة العمل فقط، وليس ارضاء لطرف على حساب طرف آخر، سواء كان ذلك انحيازاً لأبناء جنسية معينة يفضلها المدير أو تفضيلاً لأشخاص بعينهم، لأنهم يحاولون التملق والتقرب من المسؤولين بشكل أو بآخر. وقال إن هناك من المديرين من يتبع أساليب حديثة تخلق أجواء طيبة داخل العمل مثل انتهاز الأعياد والمناسبات لعمل احتفالات تقرًب بين الموظفين، وتجعلهم يشعرون وكأنهم أسرة واحدة، وكذلك الهدايا التي تقدم للموظفين في مناسباتهم الاجتماعية مثل الزواج، موضحا أن الحزم والشدة مطلوبين، ولكن ليس في كل الأحوال لأنه من الطبيعي أن كل موظف يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في إطار منظومة العمل التي ينتمي إليها، ولكن عدم الانتظام في معدل العمل قد يحدث لسبب أو لأخر، مثل ظرف طارئ يحدث للموظف، هنا يجب على المدير أن يضع مثل هذا الأمور في الحسبان، إذا تمكن من كسب حب العاملين معه فسينعكس ذلك بشكل ايجابي وفعال على مسيرة العمل وانتظامه ويرتقي بالكيان الذي يعملون فيه. من هو المدير؟ من ناحيتها، قامت خبيرة التنمية البشرية نوال الكتاتني، واستناداً إلى خبرتها في هذا المجال، بوضع تعريف للمدير محددة إياه بقولها «المدير هو الشخص المسؤول عن إنجازات مرؤوسيه وله السلطة حتى يستطيع القيام بهذه المسؤولية، كما ينبغي له صلاحية إلقاء الأوامر لمرؤوسيه وتحفيزهم وعقابهم». وعن أهم المهارات المطلوبة في المدير، تلخصها الكتاتني فيما يلي «أولاً، القدرة على التخطيط، لأن كل دقيقة تبذلها من وقتنا للتخطيط توفر أربع ساعات عند التنفيذ وما ذلك لأهمية التخطيط على مستوى الأفراد والشركات والدول بل حتى على مستوى الأمم والحضارات، ومن الفوائد المترتبة على التخطيط السليم: رفع كفاءة العاملين، القدرة على التنظيم، الإحساس بروح الفريق، المساعدة على النمو. ثاني تلك المهارات هو إجادة التعامل مع الآخرين، وهناك عوامل تزيد من فاعلية الاتصالات منها، الثقة في مصدر الرسالة، المعرفة والوعي الكامل لقيمة المعلومات، لغة مفهومة وانتقاء العبارات الواضحة، مهم جداً اختيار الوقت المناسب لتوجيه الرسالة، جذب الانتباه بالكامل، التحدث بطريقة مشوقة وتجنب الإسهاب الزائد، ضرب الأمثلة واستخدام وسائل الإيضاح البصرية، عدم التسرع في اتخاذ القرار، تنظيم الأفكار قبل عرضه، الإنصات جيداً. وثالثها يتمثل في مهارات الحوار، حيث «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك، وكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني خير القوم»، وللحوار آداب أن يتحلى بها كلا المتحاورين، منها: التعامل بالحسنى مع المحاور أو المخالف، قال تعالى «وقولوا للناس حسناً»، وقال تعالى: «وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة»، أن يكون للحوار لطلب الحق وليس نصرة للنفس والرأي، احترام الطرف الآخر مهما كان جنسه أو مذهبه أو ديانته». وتابعت «أما فن إدارة الوقت فيعتبر رابع تلك المهارات المطلوبة من المدير، حيث يعتبر الوقت رأس مال المسلم في هذه الحياة، أثمن من الذهب والفضة والأموال تذهب وتعود أما الوقت يذهب بلا عودة إلى يوم القيامة. وخامس تلك المهارات إدارة وتشكيل الفريق الجماعي، حيث إن هناك صفات للفريق الناجح منها، أن يعمل لهدف مشترك، النتائج النهائية للفريق تنسب للجميع، كل عضو يكمل الآخر، تسمع وتفهم وتوجه وترشد وتنفذ. وأخيراً مهارة إدارة الاجتماعات، قبل عقد الاجتماع لا بد من التأكد من أن هناك حاجة فعلية لعقد الاجتماع، اختيار فقط الأشخاص المناسبين لدعوتهم». مواجهة المشاكل فيما يتعلق بحل المشكلات واتخاذ القرارات، قالت الكتاتني «لا بد بداية أن كل مدير يقتنع بوجود مشكلة لكي يستطيع أن يحل المشكلة وإذا لم يقتنع بوجود المشكلة يستطيع حل المشكلة، فعلى المدير حل مشكلة تحديد اسم للمشكلة وتحديد الهدف المراد اتباعه وتحديد البدائل ثم بعد ذلك تقويم البدائل ثم اختيار البديل الأمثل لعناصر الإنتاج المادية والبشرية المتاحة بأقل جهد ممكن ثم تنفيذ القرار». رؤية ورسالة حول الوسائل التي تتيح للمدير الارتقاء بأسلوب عمله حددتها الكتاتني، من خلال التركيز على الإنجازات والتحكم في الوقت والثقة بالنفس وبالمرؤوسي. وأن يكون له هدف يسعى إليه ويخطط له لكي يصل إلى النجاح في مجال عمله أن يكون لديه فن إدارة التخطيط وله رؤية ورسالة وقيم، وكذلك عليه أن يهتم بتنمية عوامل القوة لديه بمعرفة لذاته وتحديد الأولويات في العمل، وأن يتمتع بطاقة ونشاط دائمين والحزم تجاه المواقف والنضج والآراء الجيدة والإخلاص والمصداقية في العمل وأن يكون مستعداً دائماً لوجود الأزمات، وإجادة التعامل مع الآخرين والإنصات لمشاكلهم. وبالنسبة للأساليب التي تتيح للمدير أن يضع البرامج والخطط التي تكفل الارتقاء بمن معه، أجملتها الكتاتني فيما يلي، يجب على المدير أن يحدد الرؤية. كيف مثلاً سأكون بعد 6 سنوات، وأن يحدد أهدافاً تشكل حافزاً للعمل، يضع نظاماً ديناميكياً من المعتقدات يقنع ولا يفرض تابعيه بأن نجاحهم الشخصي مرتبط بتحقيق هذه الرؤية، وتشكيل الفرق الملائمة للعمل، وتفويض الشخص المناسب لتولي القيام بالمسؤوليات المهمة، وهذا يعني العمل الجاد لإيجاد وتجهيز خلف يستطيع مواصلة المسيرة نحو تحقيق الرؤية، وتقدير كل من يحقق إنجازاً بمنحه الحوافز المغرية، وتوفير الدعم اللازم بشكل ملموس، وإنشاء القنوات المعلوماتية الفعالة داخل المؤسسة، وتدريب فريق العمل وتقديم الاستشارات اللازمة التدريبية. رفع الكلفة حول أثر رفع الكلفة بين الرئيس والمرؤوسين، أجابت الكتاتني «يجب أن يكون ذلك بطريقة مقننة تجعل من العلاقة بين الرئيس والمرؤوس علاقة ود وألفة مشتركة، وتحافظ على شكل وهيبة الرئيس وخير قدوة لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في علاقاته وتباسطه مع الصحابة». وعن الفارق بين المدير الناجح والمدير الفاشل، قالت إن المدير الناجح له سمات منها: تشجيع أو تحفيز القلوب مفتاح التأثير الإيجابي للوصول إلى أداء عالي، وإشعار العاملين بروح العدالة داخل المنظمة، ويقوم بتعويض السلطة، والعمل الجماعي، والمصداقية، والتواضع، والتخطيط وتحديد الأولويات ووضوح الأهداف والرؤية. وبالنسبة للمدير الفاشل، فإنه يخشى من التفويض خوفاً من ذهاب سلطته، ومن صفاته مخالفة الفعل للقول، والكبر، وغياب الهدف من الذهن وبعثرة الأولويات. وقدمت الكتاتني مجموعة من النصائح لكل مدير حتى يصبح ناجحاً، ومنها أن يتهم بالتخطيط وتحديد الأولويات ووضوح الأهداف، أن يتقن فن الإنصات والاستماع للآخر، أن يكون لبقاً في العبارات والتعاملات، أن يتقن معايرة الآخر بغرض معرفة سماته الظاهرة ضعفاً وقوة، وأن يتحلى بالهدوء ورباطة الجأش، أن يكون قوي البديهة وحاضر الفكر، أن يعمل على ضبط النفس، أن يكون متواضعاً للآخرين، مشيرة إلى أن دماثة الأخلاق وهذه من أهم الصفات فحسن الخلق جماع كل ما سبق، وإذا أراد أن يكون ماهرا في الحوار والمحاورة فعليه إخلاص النية، والانتصار للحق حتى لو كان ضده، والاستعداد والتحضير للحوار تحضيراً جيداً، وتدريب النفس على مهارة الإنصات للآخرين، وإتقان فن السؤال من حيث مضمونها، والالتزام بالفعل والمنطق والبحث عن الدليل، والاستفادة من النماذج المثالية في الحوار والمناقشة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©