السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة نموذجية لإدارة المياه في الوطن العربي

ورشة نموذجية لإدارة المياه في الوطن العربي
31 أكتوبر 2011 00:07
بدأ العمل منذ عام تقريبا على مشروع تطوير نمذجة الموارد المائية في الدول العربية، والتي تعاون فيها المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، مع وكالة ناسا الأميركية NASA وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، وستتمكن هذه النمذجة من تقييم الموارد المائية السطحية منها والجوفية، وتقييم تدفق المياه الإقليمية ودراسة تأثير التغيرات البيئية والاقتصادية على هذه الموارد في المنطقة، ما يمنح هذه الدول معطيات جديدة لإدارة هذه الموارد. ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون أيضا في إدراج المزيد من المعرفة العلمية في صنع السياسات المائية، عن طريق تقديم رصد يومي للموارد المائية، وإتاحة منظور إقليمي للعملية الهيدرولوجية، وسوف يمنح معطيات علمية عن الزراعة والري وبالتالي التخطيط والإدارة المتكاملة للمياه والزراعة. وقد نقل خبراء المركز في دبي هذا النموذج من ناسا التي طورته على بيئة الولايات المتحدة. معالجة القضايا المائية وقد أجرى المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، الكثير من التجارب والتعديلات خلال عام، ليتوافق مع البيئة الجغرافية والمناخية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف تبادل الخبرات في هذا المجال، والتعريف بالإمكانيات المتاحة من خلال هذا النموذج، وقد جاء ذلك من خلال ورشة العمل حول التعريف بالتقنيات المستخدمة والتي نظمها المركز الدولي للزراعة الملحية مؤخرا، لبحث النتائج المتوقعة منه لمعالجة القضايا المائية والزراعية. شارك في الورشة عدد من العلماء والخبراء العرب من تونس والمغرب ولبنان ومصر والأردن، وخبراء دوليين من وكالة الفضاء ناسا والوكالة الأميركية للتنمية والبنك الدولي، بهدف تبادل الخبرات من خلال التفاعل بين العلماء، وقد قدمت عدة أوراق عمل من قبل الخبراء في وكالة ناسا الأميركية، في مجال الاستشعار عن بعد واستخداماته المختلفة وكيفية تطبيقه على المناطق الجافة وشبه الجافة. الاستشعار عن بعد وتقول الدكتورة راشيل مكدونيل الخبيرة في مجال المياه والمنسقة العامة للمشروع، إن نموذج مينا-الداس والذي تم بحثه في الورشة، يعمل على جمع معطيات عدة من مصادرة مختلفة، منها صور الأقمار الصناعية والمرصودة من المحطات الأرضية، ومعطيات من الأرصاد الجوية والهيدرولوجية لتطبيق تماثل عددي متطور لهذه المعطيات، بهدف إعطاء تغطية مكانية وزمنية لمصادر المياه والزراعة. وعن أهم استخدامات تطبيقات هذا النموذج تضيف الدكتور راشيل أن معطيات علم الاستشعار عن بعد يستخدم في قطاع الزراعة، وعن طريق استخدام صور الأقمار الصناعية يتم استخراج خرائط موسمية وسنوية، بالأراضي الزراعية ويجري العمل على تصنيفها، إن كانت مناطق زراعية مروية أو عن طريق الأمطار. أيضا يتم معرفة نوعية المحاصيل الزراعية وحساب كميات المياه المستخدمة في الزراعة، كما يمكن من خلال دراسة التغيير في المساحات الزراعية والمساحات الخضراء ومستويات الأمطار وخصوبة التربة، في هذه المناطق من دراسة ظاهرة التصحر، ما يساهم في مواجهة التحديات الكبيرة التي تجتاح العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص. نقص المياه الجوفية أما الدكتورة عدلة خلف الباحثة في مجال نمذجة مصادر المياه والاستشعار عن بعد في المركز، فقد ذكرت أنها قدمت من خلال الورشة ورقة عمل تحت عنوان «تقييم المصادر المائية والزراعية باستخدام الاستشعار عن بعد»، حيث تم تقديم شرح عن استخدام هذه التكنولوجيا في تقييم الموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستخدام القمر الصناعي جرايس «GRACE»، وكذلك تقييم رطوبة التربة والتغيير الحاصل في نسب المياه الجوفية، نتيجة الضخ المستمر لهذه الأحواض، بهدف الاستخدامات المختلفة وبشكل أساسي في قطاع الزراعة. ومن ضمن النتائج التي تم استخلاصها ثبت أن هناك نقصا في كميات المياه الجوفية على مستوى المنطقة بشكل عام، على مدى العشر سنوات الماضية، كما قدمت شرحا مفصلا عن كيفية استخراج المعطيات المختلفة المتعلقة بالزراعة، والخرائط التفصيلية للأراضي المروية وغير المروية، وخرائط بنوعية المحاصيل وكيفية تقدير كميات المياه المستخدمة في الري، وأن هناك خطة عمل مستقبلية بالتعاون المشترك مع وكالة ناسا، للحصول على معلومات أكثر دقة وأكثر شمولية لجعل مهمة صناع القرار أكثر وضوحا وسهولة. سيناريوهات التغير المناخي وأضافت الدكتورة عدلة أن التطبيقات المستقبلية لهذا المشروع، تتمثل في دراسة السيناريوهات المختلفة المتعلقة بالتغيير المناخي وأثره على مصادر المياه المتاحة، ومن المتوقع مواجهة تغييرات مناخية عدة في العقود القادمة، منها خفض معدلات الأمطار وبالتالي نقص في المياه والجفاف. كما ستزداد الفيضانات في بعض المناطق ما سيؤثر على إنتاج المحاصيل النباتية والثروة الحيوانية، وبالتالي زيادة تحديات الأمن الغذائي، ولكن من خلال التقارير والسيناريوهات المقدمة من IPCC المتعلقة بالتغيير المناخي، فإنه من الممكن دراسة تأثير هذه التغييرات على مصادر المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للسنوات المائة القادمة. ومن جانبه، قدم المهندس كريم برقاوي أخصائي النمذجة في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، شرحا مفصلا عن مشروع نمذجة المياه في المركز، وماهية الصعوبات التي تمت مواجهتها والتغلب عليها، كما قام بشرح ماهية المعلومات المستخرجة من هذه النمذجة، وكيفية تطوير هذا النموذج على المستوى الإقليمي لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحا في المنطقة. وضرب المهندس برقاوي مثلا لقياس التغيرات في مخزون المياه الجوفي، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلا إنه يتم دمج معطيات صور القمر الصناعي التابع لوكالة ناسا والمعروف بـ GRACE، ومعطيات أخرى مستخرجة من الأقمار الصناعية المختلفة، مثل كميات الأمطار وسمات سطح الأرض الطبوغرافية، ودرجة حرارة سطح الأرض ومعطيات الأرصاد الجوية. إلى جانب دمج معطيات كميات الأشعة الشمسية كمثال ودرجة حرارة الهواء والضغط الجوي، في إطار التماثل العددي لتقييم التغيير في كميات المياه المخزنة تحت سطح الأرض، بدقة تصل إلى عدة مليمترات، وأن العمل سيستمر في تطوير المشروع ليكون أكثر دقة وشمولية لجغرافية المنطقة العربية ومناخاتها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©