الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفعيل الرؤى البيئية

31 أكتوبر 2011 00:07
لا يمكن لأي اثنين أن يختلفا في حجم الضرر المتربص بنا على كوكب الأرض، وتبرز تلك الأضرار على هيئة زيادة في عدد الأمراض الخطرة التي تصيب الإنسان، وزيادة رقعة الفقر والعجز المائي، وكل ذلك نتيجة للتغيرات المناخية التي نحن العنصر والسبب الرئيسي لها، ومهما كتبنا لن نستطيع أن نحدث أي فرق ما لم يكن هناك صدى للمطالب والنداءات الموجهة من الخبراء أو الإعلام البيئي، وما لم تأخذ الحكومات في الحسبان جدية ما يتم تناوله. هناك استهلاك في الطاقة والمطلوب آليات لتحويل المدن إلى مدن صحية في المستقبل، لكن لا تزال بعض تلك الآليات غير واضحة، بينما البعض قد تم تفعيلها بشكل جاد، وفي ذات الوقت هناك دول تؤثر بشكل سيىء على صحة كوكب الأرض، ولكنها غير جادة في قراراتها، وتنفيذ القرارات الدولية، كما هو مطلوب منها، وذلك يبدو جلياً من خلال قمة كوبنهاجن الخاصة بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري. نحن بحاجة لتفعيل الرؤى والقرارات من أجل المدينة المستدامة بتصاميمها التي تتضمن النظر في آثارها البيئية، وأن نكون أكثر سرعة في الوقاية من سرعة الدمار المستمر في الموارد المائية والبيئات البيولوجية، ما يؤكد ضرورة ترشيد استهلاك المياه والطاقة والمدخلات الغذائية، فضلاً عن إنتاج النفايات وانبعاثات الكربون والحرارة. هناك ضرورة للموازنة ما بين مصادر الطاقة لليوم والغد، لأنه هناك علاقة بين ظاهرة تغير المناخ وارتباطها بارتفاع الطلب على الطاقة، وذلك يؤدي للإسهام في زيادة المشكلة، خاصة أن هناك نحو خمسين في المائة من سكان العالم يعيشون في المدن والمناطق المحظورة، والتي تستهلك أكثر من ثلثي الطاقة في العالم، ما يشكل أكثر من سبعين في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. القيادة الثقافية والسياسية والاقتصادية ضرورية لتنفيذ تدابير التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، لتكون بمثابة منصة اتصالات لجميع أصحاب المصلحة، وتحقيق خطط الاستدامة، من خلال العمل البيئي، وغرس مفاهيم الثقافة البيئية لدى قطاعات وشرائح المجتمع، على أن يهتم صانعو القرار بمناقشة كافة القضايا البيئية لأجل كوكب الأرض وحماية الأجيال. هناك سبل إدارة فعالة يمكن العمل بها، تضمن الموارد وطرق تطوير إدارة ومعالجة النفايات، والآفاق المستقبلية للتقنيات البيئية، وتطوير علاقة العمل بين كافة القطاعات، خاصة بين الحكومي والخاص، من أجل دمج برامج الاستدامة ضمن التخطيط والمشروعات البيئية، والعمل بشكل دائم ومستمر عن حلول لاستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، ورفع كفاءة الطاقة التي تعد محوراً مهماً في جدول العمل البيئي ضمن أي استراتيجية. إن استراتيجيات التنمية المستدامة لا بد أن تشمل التقليل من تاثيرات الإنتاج، ودمج الطاقة النووية والطاقة المتجددة، وبحث السبل التقنية والحديثة لأجل إدارة الموارد المائية، وتمويل التقنيات والنظم التي تتلاءم مع أنظمة حماية البيئة، لتواكب الأهداف والطموحات التي ترمي إلى تحقيق الاستدامة، في ظل الأخطار التي تهدد البيئة. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©