الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الرياضة.. طريق المعاقين نحو الصحة النفسية

الرياضة.. طريق المعاقين نحو الصحة النفسية
23 أكتوبر 2015 22:42
أحمد السعداوي (أبوظبي) تلعب الرياضة واحداً من أهم الأدوار في تأهيل ذوي الاحتياجات على اختلاف حالاتهم. ومن هنا يولي «مركز الرعاية الخاصة»، بأبوظبي أهمية خاصة للأنشطة الرياضية، وقام بتنظيم يوم رياضي، أمس الأول، يتوزع فيه أغلب المنتسبين على رياضات متنوعة، تساهم تأديتهم لها في إنجاح الخطط العلاجية والتأهيلية، وبالتالي تنمية قدراتهم، فيصبحون أكثر قابلية للاعتماد على الذات والاندماج مع أقرانهم في المجتمع من الفئة العمرية نفسها. تمرينات علاجية تقول قمر الشريف مديرة الفعاليات بمركز الرعاية الخاصة «ممارسة ذوي الاحتياجات للرياضة إحدى وسائل العلاج الحديث المهمة، لأن كثيراً منها يأتي على هيئة تمرينات علاجية كإحدى طرق العلاج الطبيعي التي تساهم في تسريع عمليات التأهيل، وإكسابهم قوة ومرونة وتحملا وتوافقا عضليا عصبيا سليما، ولا يخفى هنا دور الجانب الترويحي للرياضة بما يكسبهم مهارات اجتماعية وخبرات تساعدهم على التمتع بالحياة والتواصل مع الغير بشكل أكثر سهولة، فضلاً عن تنمية الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والروح الرياضية وعمل صداقات تخرج المعاق من عزلته. وتورد أنه يجب وضع برامج لرياضات مختلفة تناسب كل فئة عمرية وكل حالة، وعلى سبيل المثال هناك السباحة والمشي والجري والقفز في المكان وأداء بعض التمرينات الحركية لمدة معينة، وكل ذلك تحت إشراف متخصصين حتى يتم اختيار ما يتناسب مع كل حالة، ومتابعة كل طفل وكتابة تقرير عنه حتى تكون مرجعاً أمام المختصين في المركز للتعرف إلى التطور والنمو الناتج عن البرامج والخطط العلاجية الموضوعة طبقاً لأحدث الدراسات العلمية. وتلفت الشريف، إلى أن هناك مجموعة من العوامل الواجب مراعاتها عند وضع خطط التأهيل والدمج المرتبطة بالأنشطة الرياضية، وأهمها معرفة قدرة الفرد الحركية، وميوله حتى يتم تهيئة أجواء مناسبة لتشجيعه على الرياضة حتى تؤتي البرامج التأهيلية ثماراً إيجابية، وأن لا تكون هذه الرياضات أكبر من سنه أو صعبة فتصيبه بالإحباط والفشل، مع ضرورة التدرج في الصعوبة إذا كان ذلك فيه مصلحة الطلاب، وللأسرة دور مهم في هذا السياق، يتمثل في ملاحظة الوالدين لابنهما حتى يتعرفون إلى ميوله ويساهمون في تهيئة غرفة أو مكان مناسب للعب، بما يساهم في تحقيق الإيجابية وتسريع عمليات الدمج والتأهيل. القدرة الحركية وأشارت إلى أن المركز حالياً يستقبل 63 طالباً عبر مكانه الحالي في أبوظبي، وهناك نحو 140 على قوائم الانتظار من طلاب التوحد واضطراب نقص الانتباه ومتلازمة داون والشلل الدماغي، حيث يخضع الأطفال المنتسبون إلى رعاية فلسفية ونفسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطفل والنظر إلى أبعاد الاضطراب، حيث يراعي مركز الرعاية الخاصة جوانب متعددة من حياة الطفل الجسدية والعاطفية والاجتماعية والأسرية والسياقات التربوية، ثم يبني المتخصصون على نقاط القوة التي يمتلكها كل طالب، من خلال إجراء تقييم شامل يحدد مهارات الطالب ومناطق الضعف والقوة لديه في كل مراحل التنمية من حيث القدرة الحركية، والإدراك الحركي، والعناية الذاتية، والمهارات التخاطبية واللغوية، بما يؤدي في النهاية إلى وضع خطة تعليم فردية لكل طالب تتم مراجعتها بمساعدة الأسرة كل ثلاثة أشهر. وتورد أن أهم الأقسام الموجودة حالياً بالمركز، هي علاج مشاكل النطق، والعلاج الطبيعي، والعلاج المهني، واليوجا، والأنشطة الرياضية، مثل السباحة والكاراتية وركوب الخيل، والموسيقي، والأعمال اليدوية والخشبية، والرقص والتمثيل والمسرح، والبرامج البيئية. أهداف مستقبلية وعن الأهداف المستقبلية، تذكر قمر الشريف أن هناك طلباً كبيراً على الخدمات التي يقدمها مركز الرعاية الخاصة، ونعمل حالياً على إنشاء مدرسة جديدة في منطقة الباهية تستوعب المباني فيها بكامل طاقتها 420 طالباً، يعانون من إعاقات تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وسيتم توفير البيئة التعليمية الأنسب لكل طالب ملتحق من الكشف المبكر والتشخيص إلى مرحلة البلوغ والاستقلال، حيث يعد مركز الرعاية الخاصة الطلاب للمرحلة القادمة في حياتهم سواء كان ذلك بالعودة إلى الفصول الدراسية أو أن يكون عضوا منتجاً في المجتمع. يجب أن تكون الأنشطة ملائمة للسن لتجنب الإحباط والفشل قمر الشريف كادر فوائد متعددة تلبي الرياضة العديد من الوظائف لذوي الاحتياجات ومنها، إشباع ميلهم الفطري للحركة والاستكشاف، كما أنها وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم، وتنمي حركتهم من خلال الجري والقفز والوثب والحركات الإيقاعية، وإتاحة فرصة الابتكار والإبداع، وهي أيضاً وسيلة إيجابية للتعبير عن الانفعالات وبالتالي أسلوب علمي ناجح لعلاج كثير من المشكلات المرتبطة بالانفعالات، كما أن اللعب الجماعي يسهم بشكل قوي في تحقيق النضج الاجتماعي والتواصل السليم مع الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©