احتشد يوم الأحد الماضي أكثر من 100 ألف ألماني في برلين لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لسقوط جدار برلين. وفي موقع الاحتفال، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «يمكننا التغيير للأفضل... هذه هي رسالة سقوط جدار برلين». ولم تستشهد ميركل بأي أمثلة. واليوم مازال عشرات الجدران والأسيجة الحدودية تعزل أمماً أو مناطق عن أخرى حول العالم، معظمها أقيم بعد سقوط جدار برلين وارتفع عددها بشكل خاص في العقد الماضي.
وعدد الجدران حول العالم مازال كما هو بعد سقوط جدار برلين بفترة قصيرة، وذلك حسب دراسة للباحثة «إليزابيث فالت» من جامعة مونتريال نشرتها «واشنطن بوست»، ومشروعات إقامة الجدران تكاثرت بشكل كبير بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية عام 2001 مما يعكس عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ومناطق أخرى. وبحلول عام 2011 كان هناك أكثر من 45 جداراً يفصل بين بلدان ومناطق حول العالم، نتحدث عن بعضها هنا.
الهند وباكستان: في عام 2003 بدأت الهند بناء سياج حدودي مع باكستان بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهذا يأتي رداً على تسلل متشددين من باكستان. جورجيا وأوسيتيا الجنوبية: وفي عام 2008 خاضت جورجيا وروسيا حرباً على أوسيتيا الجنوبية انتهت بانسحاب القوات الجورجية. وذكرت تقارير قبل عام أن القوات الروسية بدأت بناء سياج من الأسلاك بين جورجيا ومنطقة أوسيتيا الجنوبية التي تعتبرها روسيا دولة ذات سيادة. وتقسم حالياً أسلاك شائكة بالفعل قرية «دفاني» على امتداد خط ترسيم الحدود.
قطاع غزة وإسرائيل: الحدود التي تمتد 40 ميلاً بين غزة وإسرائيل تحميها قوات أمن إسرائيلية وجدار أقيم عام 1994. ولا يوجد إلا عدد قليل من نقاط التفتيش التي يستطيع السكان العبور منها.
إسرائيل والضفة الغربية: قبل 12 عاماً بدأت اسرائيل بناء جدار بامتداد 420 ميلاً وبارتفاع يتراوح بين خمسة وثمانية أمتار يفصلها عن الضفة الغربية. وتجادل إسرائيل بأن الجدار قلص عدد الهجمات الانتحارية على أراضيها وبينما يعتبره الفلسطينيون عقبة في تحقيق حلمهم في إقامة دولتهم.
الولايات المتحدة والمكسيك: في عام 2006 بدأت الولايات المتحدة بناء سياج حدودي يفصلها عن المكسيك بعد جرائم عنف تتعلق بالمخدرات وارتفاع في الهجرة غير الشرعية. وأوقف أوباما بناء أجزاء من المشروع عام 2010 ليركز على استخدام الأساليب المتقدمة تكنولوجيا.
أما الكوريتان، فقبل 60 عاماً، أقيمت منطقة منزوعة السلاح بين البلدين. ولمنع المواطنين من عبور الحدود أقيم سياج من السلك الشائك وتمتد المنطقة منزوعة السلاح 150 ميلاً واتساعها 2.5 ميل وفي السنوات القليلة الماضية قتل فيها عدد من الأشخاص كانوا يحاولون عبور الحدود بشكل غير مشروع.
الهند وبنجلادش: بين عامي 2000 و2007، قتل أكثر من 700 بنجلاديشي على امتداد السياج بين البلدين الذي ارتفاعه ثمانية أقدام.
وفي الاتحاد الأوروبي: عدة حواجز تمنع اللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط عن الوصول إلى التكتل وهناك أشخاص يلقون حتفهم كل عام في محاولة الوصول بشكل غير مشروع إلى أوروبا.
إسبانيا والمغرب: دأب اللاجئون على محاولة خرق السياج الذي يفصل جيب مليلة الأسباني عن المغرب. وفي قبرص، يوجد جدار يفصل بين جنوب قبرص التي يسيطر عليها اليونانيون، والشمال الذي تعتبره تركيا أرضا مستقلة. وفي أيرلندا، مازال هناك 99 «جدار سلام» يفصل التجمعات الكاثوليكية عن البروتستانتية في بلفاست بأيرلندا الشمالية.
المغرب والصحراء الغربية: يفصل بينهما جدار أقيم عام 1987 لوقف هجمات من قوات الانفصاليين في الصحراء. ومازال هناك خنادق وأسلاك شائكة وألغام أرضية وعدد كبير من الجنود يحرسون المنطقة الحدودية منذ عقود. وفي بغداد، وتحديداً في عام 2007 ، أقامت الحكومة جداراً داخل بغداد للفصل بين الأحياء السنية والشيعية. والجدران التي كان يفترض أنها مؤقتة ظلت كما هي حتى الآن. وهناك جدران أخرى مثل الجدار الكهربائي بين بوتسوانا وزيمبابوي، كما يفصل بين ماليزيا وتايلاند جدار وغيرها كثير.
ريك نوك *
* محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
عدد اليوم
