الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بنوك أوروبية تتعافى من الأزمة المالية

بنوك أوروبية تتعافى من الأزمة المالية
2 فبراير 2014 23:35
بدأت أخيراً البنوك الأوروبية في إظهار بوادر قوية من التعافي بدخولها في مرحلة متسارعة من تسديد ديونها العالقة منذ الأزمة المالية العالمية. وأعلن إنتيسا سانباولو ثاني أكبر بنك في إيطاليا نهاية يناير الماضي، عن تسديد قرض بنحو 36 مليار يورو (49 مليار دولار) بالكامل اقترضه من البنك المركزي الأوروبي، عندما كانت الأزمة المالية في أوروبا في أوجها. وتحرك البنك بسرعة أكثر مما هو متوقع، لسداد قروض يحن وقت استحقاقها حتى نهاية العام. وبعد سنوات من انتقاد المستثمرين والمنظمين لبطئها، بدأت بنوك المنطقة في تحسين احتياطاتها المالية من خلال إصدار أسهم جديدة أو بسرعة التخلص من الأصول المتعثرة وغير المرغوب فيها. ويجيء هذا التحول في الوقت الذي يستعد فيه البنك المركزي الأوروبي، للقيام بجولة بغرض مراجعة الوضع المالي لنحو 130 مصرفاً من مصارف أوروبا الكبيرة. وقامت بنوك مثل بي إل سي الأيرلندي وكريديه أجريكول الفرنسي جميعها، ببيع أسهم جديدة أو بإصدار سندات خلال الفترة الأخيرة لمستثمرين أميركيين أو أوروبيين يسعون للاستفادة من تعافي القارة المتوقع، ومن تحسن أرباح وعائدات أسهم البنك المركزي. وأعلن بانكو بوبولاري الإيطالي، عن سعيه لجمع نحو 1,5 مليار يورو عبر إعطاء مستثمريه الحق في شراء الأسهم بنسبة من التخفيض، لينضم لقائمة العديد من البنوك الإيطالية الأخرى، التي تخطط لبيع المزيد من الأسهم خلال هذه السنة. وتعتبر الجولة الأخيرة من بيع الأسهم، بمثابة حجر الأساس لإعادة ترميم بعض بنوك منطقة اليورو الهامشية، التي بات ينظر إليها كغير صالحة للاستثمار نظراً لموقعها الجغرافي. ولا تخلو حتى الأخبار السيئة الأخيرة من التفاؤل. وتأثرت نتائج الربع الأخير لاثنين من أكبر البنوك في أوروبا دويتشه بنك ورويال بنك الاسكتلندي، بخسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة لعمليات شطب ديون أو مخصصات. لكن أكد البنكان أنهما يتحركان بسرعة أكثر مما هو مخطط له للتخلص من الأصول الفائضة، ما يعني بصيص أمل للمستثمرين. وقال كلاوديو سكاردوفي، المدير الإداري لمؤسسة أليكس بارتنرس الاستشارية: “تبدو المؤشرات إيجابية لأن الشيء الأول الذي يترتب على البنوك الأوروبية القيام به، هو نظافة ميزانياتها والاندماج مع بعضها البعض”. ونجحت البنوك الأوروبية في جمع نحو 25 مليار يورو خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن المؤكد أن القطاع المصرفي الأوروبي لا يخلو من أوجه القصور. ويتوقع محافظو هذه البنوك ومنظموها، فشل العديد منها إبان عمليات اختبار الجهد المقبلة، ما يجعها في حاجة للحصول على المزيد من رأس المال أو أن تستحوذ عليها أخرى أكثر منها قوة واستقراراً. ويتخوف بعض مديري البنوك المركزية من أن تشعل هذه الاختبارات شرارة أزمة مالية أخرى في القارة، في حالة عدم التطرق للمشاكل غير المتوقعة. وذكر مدير واحد من أكبر البنوك الأوروبية، أن مصرفه لا يوافق على تقديم قروض غير مؤمنة لبنوك أوروبية أخرى، نتيجة للمخاوف المتعلقة بمدى تعافي القطاع. وباستمرار قوة الأزمة المالية الأوروبية حتى نهاية 2011 وعمليات سحب المستثمرين والعملاء للأموال من البنوك، طرح البنك المركزي الأوروبي برنامج قروض لمنع هذه البنوك من الانهيار. ويقدم البرنامج قروضاً غير محددة لثلاث سنوات بأسعار فائدة البنك المركزي الأساسية بأقل من الأسعار التي تفرضها البنوك في العادة على المستثمرين أو على البنوك الأخرى. وبموجب هذا البرنامج، بلغ إجمالي ما اقترضه أكثر من 800 بنك نحو تريليون يورو. وبنك إنتيسا الذي يتخذ من ميلان مقراً له، هو واحد من بين أكبر المقترضين باستغلاله للبرنامج لاقتراض نحو 36 مليار يورو. ومع أن البنك لا يفتقر للسيولة بذلك القدر، لكنه استفاد من تدني سعر الفائدة. ومثل غيره من البنوك، استفاد إنتيسا من العائدات التي يحصل عليها من القروض في شراء سندات حكومية عالية الأرباح، ولإعادة شراء ديونه نفسها ليحقق بذلك أرباحاً كبيرة. وأصبحت الديون مستحقة في السنة الماضية لتبدأ البنوك في تسديد نصفها، حيث سدد إنتيسا بنهاية نوفمبر نحو 15 مليار يورو، من جملة ديونه البالغة 36 مليار يورو، ليثبت بذلك قوة مقدرته المالية في وقت يتخوف فيه المستثمرون من مد القروض السيئة الذي يجتاح البنوك الإيطالية. وبدلاً من قروض البنك المركزي فئة الثلاث سنوات، يعتمد بنك إنتيسا على مزيج من التمويلات الجديدة، التي يحصل عليها حالياً ومن ودائع العملاء، ومن قروض البنك قصيرة الأجل، التي يحين وقت سدادها خلال مدة لا تتجاوز شهراً واحداً. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©