الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

احترام الخصوصية واجب ديني وأخلاقي

23 أكتوبر 2015 23:50
سلوكيات غريبة ودخيلة على مجتمعنا وتسبب الكثير من المشاكل قالت فاطمة حسن الشحي طالبة: نلاحظ انتشاراً مذهلاً لسلوك خاطئ يتخذه الأشخاص بتصوير كل ما يكون أمامهم سواء من أشخاص أو حوادث أو أمور ليست صالحة للتصوير والنشر. ولعدم وجود رقابة في السابق فإن مثل هذه التصرفات تسببت في عواقب وخيمة، ولكن اليوم ولله الحمد بفضل القوانين الرادعة نلاحظ أنه تتم معاقبة كل من تسول له نفسه بأن ينتهك حرية الغير بالتعدي على خصوصيته. ومن أسباب انتشار هذه الظاهرة تعدد مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك مما يجعل الشخص في تحدٍ مع نفسه لأن يأتي بالحدث الحصري والجديد لتزيد متابعيه وليحظى حسابه بالمتابعة من قبل الآخرين. مضيفة الشحي: إنني لا أقبل شخصياً أن يتعدى أي شخص على خصوصيتي أينما كنت، وكل ما أفعله يعتبر حرية شخصية ولا علاقة للآخرين به. ويجب على الجهات المختصة معاقبة كل من ينشر فيديو أو صورة ليس له أي علاقة أو صلة فيه. وأشار خالد علي أحمد، موظف في طيران الإمارات، إلى أنه وللأسف الشديد أصبحت اليوم حتى الأحداث المؤلمة مثل حوادث السيارات والسير موضوع «لقمة عيش» للمصورين الذين يبحثون عن مائدة لتغذية عدستهم، مما يسبب ذلك في حالة يرثى لها لأهل المعني بالموضوع أو الذي أصيب في الحادث، فعلينا احترام الآخرين ولا نندفع بتصرفاتنا اللاواعية، موضحاً أن أغلب الناس اليوم يعيشون في وقت فراغ كبير مما يقضونه أغلب الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم يبحثون عن صناعة الموضوع الذي يترك جدلاً ويساعد في انتشار حسابهم على حساب مشاعر الآخرين. وقال سلطان ناصر ، موظف في أحد البنوك: اليوم يوجد انتشار كبير لمثل هذه التصرفات، والمشاهير يعانون من هذه المسألة بشكل أكبر، وأصبح لا يوجد لديهم خصوصية، وإن كانت هناك محبة وإعجاب ولكن من الواجب توافر الاحترام الذاتي للشخص، وعدم تجاوز خصوصيته. وأضاف : كم أتمنى أن تكون هناك رقابة، ومعاقبة لكل شخص يتعدى على خصوصية الآخرين، من دون إذن ورضا من الطرف الآخر، ودائماً يجب علينا أن نضع أنفسنا في محل الطرف الآخر فإن كنا لا نقبل على أنفسنا فلا نقبل على الآخرين، مؤكداً أنه لا يقبل مثل هذا التصرف أن يحدث معه، ويشعر ببعض التوتر والمضايقة، ولو كان التصرف من شخص صديق له. وقال شهاب الحمادي، تصرف غير لائق، وسلوك غير راقٍ وليس حضارياً في نفس الوقت، فهناك أمور يجب أن تكون فيها خطوط حمراء ويجب ألا نتجاوزها. وأوضح أن التصوير هواية جميلة، ورسالة سامية، يجب أن نحسن استخدامها لتصل إلى قلب المتلقي، أو المشاهد، ولا نستغلها في أمور تسيء لنا، وتسيء لمجتمعنا الذي نعيش فيه، معرباً عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، للتقرب من الآخرين، والتواصل معهم، وإيصال الفكرة بصورة أسرع، على أن نقوم باستخدام مثل هذه المواقع بالشكل الصحيح، والسليم. ونوه الحمادي، بأن الإعلام اليوم يقوم بدوره الصحيح في توعية أفراد المجتمع، للحد من هذه الظاهرة، ولكن نطمح بأن تكون هناك دورات وندوات في المدارس والجامعات والتقنيات بخطورة هذا السلوك والتصرف غير الحضاري. وتحدثت مريم سيف المزروعي طالبة، عن انتشار مثل هذه الظاهرة والتي تعتبر انتهاكاً لخصوصية الغير بكاميرات الهواتف المحمولة وقالت إنه يعد دليلاً على نقص الثقافة لدى الفرد، وعدم تحمله مسؤولية الأمانة، فحين ينشر مقطع فيديو لحادث مؤلم أو حدث غير ملائم للنشر فإنه يتجرد من مشاعره الإنسانية، ويعطي لنفسه الحق بأن يكون وصياً على الآخرين والتعدي على حقوقهم والتشهير بهم. وقالت إن تلك الفيديوهات التي نشرت في الآونة الأخيرة على كثر ما كانت تحمل إيجابيات لمعاقبة المخطئ، فهي تحمل جوانب سلبية، ولذلك تدخلت الجهات المعنية في معاقبة كل من يمد يده ليلتقط مقطعاً صانعاً فيلماً وثائقياً على حساب الآخرين. وأضافت: أصبحنا اليوم في ذعر وخوف من أن نتواجد في أماكن عامة، ونخطئ في أمر ما كي لا نكون من ضمن الناس الذين سبقونا في «مواقع التواصل» ونكون أضحوكة الموسم. وتحدث أحمد عمر عن هذه الظاهرة، وقال إنها لا تلائم مجتمعنا المسلم، وهي دخيلة علينا وقد تتسبب بكثير من المشاكل. ويجب على أبنائنا أن يرتقوا بأفكارهم وسلوكياتهم لمستوى مشرف، لأنهم يحملون اسم الدولة أينما كانوا، ولا تغريهم مثل هذه الأمور التكنولوجية التي تضر بمكانتهم، وسمعتهم. وأكد أن الجهات المعنية تقوم بجهود مبذولة وواضحة للحد من هذه الظاهرة، ووضعت قوانين جازمة للردع والحد، ولكن يجب أيضاً أن تكون الثقافة متوازنة في الجيل الحالي، فالقوانين الرادعة لا تكفي لوحدها فالمدرسة والبيت لهما دور كبير في بناء الفكرة واستحواذ عقل الجيل الناشئ على هذه التكنولوجيا الحديثة. وأشارت موزة سعيد العامري، موظفة في جهة حكومية، رغم جمالية التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي إلا أن هناك أشخاصاً لا يدركون هذا الجمال، ولا يعرفون معناه الحقيقي. فقد نلاحظ على هذه المواقع أموراً غريبة وعجيبة، فتجعلنا نتساءل فيما بيننا هل صاحب هذا الفيديو يوجد به قلب؟ أم ماذا؟ ولماذا يساهم في نشر مثل هذه الصور؟ فاليوم نحن بحاجة ماسة إلى معرفة ما دورنا باتجاه هذه المواقع، وما علينا نشره وما علينا تصويره في نفس الوقت، ولا نجعل أنفسنا نحن المصدر الإعلامي للمتابعين والمشاهدين، فهناك جهات معنية في نشر الأخبار وهي لديها الدراية بما قد ينشر وبما لا يصلح للنشر. وأضافت: في اعتقادي هناك جهات معنية عليها معاقبة كل من يسيء فهم لمثل هذه المواقع، ويجب أن تكون هناك رقابة قوية ومشددة وجهة يلجأ لها كل شخص يشعر بأنه تعرض للانتهاك من قبل أي شخص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©