الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصور الظاهري: نحتاج منظومة سينمائية متكاملة لنتمكن من المنافسة

منصور الظاهري: نحتاج منظومة سينمائية متكاملة لنتمكن من المنافسة
4 يناير 2012
منصور اليبهوني الظاهري مخرج إماراتي راسخ الحضور على الساحة الإبداعية، يحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وماجستير ثانية في صناعة الأفلام، وعمل على إخراج وإنتاج ما يقارب 20 فيلماً قصيراً، وكتب ستة أعمال، كما أنتج وأخرج فيلماً وثائقياً طويلاً، حمل عنوان «عيال الصقور ما تبور»، حيث فاز بالمركز الأول بمهرجان أبوظبي السينمائي. أنتج منصور الظاهري وأخرج مؤخراً أوبريت «العالم يغني لزايد» في اليوم الوطني الأربعين للدولة، وهو الأكبر من نوعه تقنياً وإنتاجياً، ويشكل عملاً متميزاً ومغايراً من كل النواحي، حيث عمد خلاله إلى دمج الشعر النبطي بالموسيقى الأوبرالية الكلاسيكية، وتم الاعتماد في سياقه على طاقم تقني وصل عدد أعضائه إلى خمسين، شكلت الاستعانة بهم فرصة للوصول بهذا العمل إلى مستوى العالمية، وقد سعى إلى تقديمه فيما يقارب 16 مهرجاناً عالمياً في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث لقي استحسان الجميع.. قصة السفينة ويوضح الظاهري أنه استهدف من خلال هذا البذخ الإبداعي، الذي أنجزه بالتعاون مع الشاعر عبدالرحمن الشمري، والملحن المميز أحمد فتحي، وتولت توزيع موسيقاه استديوهات اتش اف الفائزة بأربع جوائز «ايمي» وبجوائز عالمية في هووليود، فيما أنشدته الفنانة الشابة بلقيس، استلهام إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد، وتلبية ندائه للشباب، والتعبير عما يكنه الشباب الإماراتي من حب وتقدير لوطنهم. وقد انتهى الظاهري مؤخراً من كتابة قصة السفينة الإماراتية التي اختطفت من قبل القراصنة، وقد استعان لذلك بكتاب عالميين في مجال سيناريو الأفلام، بهدف إظهار الدور البطولي للقوات الإماراتية المسلحة في تخليص السفينة من أيدي القراصنة، مع تسليط الضوء على معاناة الصوماليين، حيث بذل جهداً دائباً في البحث عن الحقائق المتعلقة بالموضوع، ورجع إلى كتابات نشرت عام 1994 عن أول عملية قرصنة. سينما ناهضة ولكن كيف يقرأ الظاهري واقع السينما الإماراتية الحالي، وكيف يوصف أبرز الإيجابيات والسلبيات التي تدمغ هذه السينما الناهضة بطابعها؟.. عن ذلك، يقول: السينما الإماراتية في تطور مستمر، وهي بحاجة إلى دعم مادي كبير، حيث أن الأعمال السينمائية مكلفة بشكل يستحيل على الفرد أو الشركات الصغيرة معه العمل على إنتاجها. وعلى سبيل المثال، يكلف فيلم طويل واحد من قياس الـ 35 مم، المخصص للتصوير السينمائي، ما يقارب مليون درهم، ناهيك عن تكلفة فريق العمل من مصورين وفنيين وكتاب وممثلين، دون أن ننسى مرحلة ما قبل المونتاج وتقنيات الخدع السنمائية وسواها.. الصناعة السينمائية بحاجة إلى منظومة متكاملة ليكون المنجز واقعياً وقادراً على منافسة الأعمال العالمية. استفادة من الواقع أما يخص مستقبل السينما الإماراتية، فيصفه الظاهري بأنه واعد، ويرى أن الإمكانيات التقنية متوافرة لدى صناع الأفلام الإماراتيين، مما يبرر التفاؤل بغد مشرق على هذا الصعيد، أما الشوائب التي تعتري مسار الغد السينمائي في الإمارات فهي تتصل بعدم توافر دراسة وافية للأسواق السينمائية، إضافة إلى ما يسميه بالاستعجال في إنتاج الأعمال المحلية، حيث يرى أنه يجب القيام بدراسات إحصائية تشمل عدد دور السينما، وطاقتها على استيعاب المشاهدين، واستيعاب الحقائق الواقعية، أو ما يطلق عليها مصطلح «الأرض»، ويعتبر الظاهري، استناداً إلى خبرته، أن عدد دور السينما التي تخصص للأعمال السينمائية الإماراتية لا يتطابق مع طموحات المسؤولين القيمين على النتاج السينمائي، لذلك «لابد من دمج أعمالنا، وتطعيمها مع نتاجات نجوم عرب وهنود، بحيث تكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات السوق السينمائي الإقليمي، وتحديد الشريحة المشاهدية المستهدفة، أما بالنسبة للطموحات العالمية، فنحن نحتاج إلى مزج قصصنا وأفلامنا بأعمال لنجوم عالميين، والاستفادة من الواقع الديمجرافي القائم في دولة الإمارات، ذلك أن التناغم الحضاري الحاصل بين مختلف الجاليات المقيمة في الدولة، واختلاف جنسيات أبنائها يسهل علينا المهمة». خصوصية خليجية لكن ماذا عن إمكانية توسيع الكادر السينمائي الإماراتي باتجاه المحيط الخليجي، حيث الظروف الثقافية والجغرافية والاجتماعية متشابهة، ما يتيح الفرصة لإمكانية النهوض بصناعة سينمائية متطورة استناداً إلى قاعدة مشاهدية عريضة؟ حول ذلك، يرى محدثنا أن الواقع الخليجي يعاني ندرة في عدد دور السينما على صعيد العديد من الدول الخليجية، وعدم توافرها في بعضها، الأمر الذي لا يشجع الرهان على مثل هذه الطموحات، وإن كان بالإمكان العمل على أفلام تلفزيونية، كما هو الوضع في الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، حيث تجري الاستفادة من محطات الكيبل مثل الـ «اتش بي او»، في تسويق الأعمال متقنة الصناعة. منافسة مشروعة ولكن! وبالحديث عن المهرجانات السينمائية المنظمة التي تقام في الإمارات والخليج عامة، ودورها في تحسين ظروف العمل السينمائي وتحقيق النهضة المأمولة، يرى الظاهري أن المهرجانات السينمائية المحلية والإقليمية تستحق الإشادة، كما يتوجب تقديم الشكر للقيمين عليها لما يبذلونه من جهود تستهدف تسليط الضوء على الأفضل من صناع الأفلام المحليين، كذلك «فإن هذه المهرجانات تمثل متنفساً لنا كصناع أفلام لنخرج ما بجعبتنا إلى العالم».. وحول ما إذا كان الفيلم الإماراتي يأخذ حقه في تلك المهرجانات أم أنه يتعرض لمنافسة غير عادلة من قبل طاقات سينمائية أكثر احترافاً، وأشد عراقة وأعمق تجربة تفد من مختلف أنحاء الأرض، لا يتردد المخرج السينمائي في تأكيد أن المنافسة لابد منها، وهي مشروعة في مثل هذه الحالات، لكن الجانب غير العادل فيها يرتبط بناحية الإنتاج فقط، فهم «يأتوننا بأفلام مدعومة بشكل احترافي، بينما نحن ينقصنا الدعم المادي، ولكنها تتيح لنا المنافسة في أي مجال، كما هو الحال على أرض الواقع الإماراتي في جميع الصناعات الأخرى. أعمال شابة تدعو للفخر بالتطرق إلى واقع السينما الشابة في الإمارات، أي تلك التي تحمل تواقيع مخرجين شباب، وهل هي تعكس مواهب ناشئة تدعو إلى التفاؤل، أم أنها مجرد محاولات لإثبات الوجود وإعلان الحضور؟ يوضح محدثنا المخرج السينمائي الإماراتي منصور الظاهري قائلا: شاهدت عدداً كبيراً من الأعمال الشابة، وهي أعمال تدعو إلى الفخر، فإذا شاهدنا الأعمال الأولى للعديد من المخرجين العالميين الكبار سنجدها أقل مستوى من تلك الأعمال التي ينجزها مخرجون إماراتيون شباب، اعتماداً على مجهوداتهم الشخصية غالباً، وهم يكتنزون الكثير من الموهبة والإصرار والرغبة في تحقيق الإنجاز، لكنهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم الفتية نحو الطريق الصحيح، وإعطائهم الفرصة لإخراج أعمال محلية وإقليمية هادفة ومستوفية للشروط.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©