السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مؤرخ بريطاني يتتبع تاريخ الصداقة منذ العصور القديمة

مؤرخ بريطاني يتتبع تاريخ الصداقة منذ العصور القديمة
18 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد)- أصدر مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان “الصداقة في العصور القديمة” للمؤرخ البريطاني ديفد كونستان، وترجمه للعربية علي للّو. يتناول الكتاب تاريخ الصداقة عند الإغريق والرومان منذ هوميروس حتى القرن السادس قبل الميلاد، مروراً بالعصر الهلليني، وانتهاءً بالصداقة في أوساط المسيحيين وغيرهم في القرن الرابع الميلادي. ويعتمد المؤلف ديفد كونستان على الرصد الزمني التاريخي للتطورات التي طرأت على مفاهيم الصداقة، والمعايير المختلفة التي تميزها عن الروابط الودية الأخرى في أدبيات الأبحاث المعاصرة، ثم يعرض لأنواع الأدلة المناقضة للرأي السائد عالمياً عن الصداقة في العصر القديم، على ضوء التحول الأنثروبولوجي الحديث في فهمنا للمجتمعات القديمة. ويركز الكتاب على الجوانب الاجتماعية للصداقة، والمعايير التي تميزها عن العلاقات الأخرى، ولا سيما الحب الذي يتسم بمشاعر الغيرة ونزعة التملك. ويذكر تصنيف أرسطو للصداقة ضمن فئات ثلاث: صداقة تقوم على المنفعة، وهي علاقة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة؛ وأخرى تقوم على المتعة، فتنشأ سريعاً، وتذوي سريعاً بعد إشباع اللذة؛ وثالثة تتأسس على الفضيلة، وهي الصداقة الأبقى والأقدر على الاستمرار. وفي حال اجتماع الأنواع الثلاثة معاً في علاقة واحدة، فتلك هي الصداقة الأكمل في معانيها وتجلياتها. وفي سياق خمسة فصول يحاول كونستان الإجابة عن أسئلة ملحة تتعلق بموضوع الصداقة، ما سمات الصداقة التي جرى التأكيد عليها عالمياً، وما المزايا الواجب توفرها في الصديق المخلص؟ متى يكون النقد بنّاءً بين الأصدقاء، وما الفرق بين الصديق الوفي والمرء المتملق؟ هل هناك ارتباط بين التفرد والبوح الذاتي وحرية التعبير عن آراء خطيرة؟ هل تميل العلاقات بين الآباء والأبناء، والأخوة، والأحباب، والعمال وأرباب العمل، إلى “إقصاء الصداقة”، ام أنه يمكن لشخصين أن يكونا شقيقين صديقين، أو زوجين صديقين، أو عامل ورب عمل صديقين؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تثيرها هذه العلاقة الإنسانية. يشار إلى أن مؤلف الكتاب ديفد كونستان حاصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة كولومبيا (1961)، والماجستير في الأدبين الإغريقي واللاتيني (1963)، والدكتوراة في الموضوع ذاته، ومن الجامعة نفسها. تركز أبحاثه على الأدب القديم لدى الإغريق والرومان، ولاسيماالكوميديا، والرواية، والفلسفة الكلاسيكية. من مؤلفاته: الصداقة، التقوى، العواطف، التسامح، بعض الجوانب في السيكولوجيا الأبيقورية، الكوميديا والأيديولوجيا عند الإغريق، دراسات في أرسطو والأدب الكلاسيكي، وغيرها. يعكف حالياً على إنجاز كتاب عن تصور قدماء الإغريق للجمال. كما عمل المؤلف أستاذاً زائراً في قسم الكلاسيكيات – جامعة نايتل في جنوب إفريقيا، وكذلك نيوزيلندا، اسكتلندا، البرازيل، الأرجنتين، أستراليا، مصر، وغيرها. يعمل الآن أستاذاً للكلاسيكيات في جامعة نيويورك. وبمناسبة صدور الترجمة العربية للكتاب بعث كونستان كلمة إلى مشروع “كلمة”، قال فيها “بصفتي مؤلف كتاب عن الصداقة في العالم الإغريقي - الروماني القديم، ليس هناك شرف أعظم لي من رؤية كتابي مترجماً إلى اللغة العربية، لأن الصداقة تتبوأ، على الدوام، المنزلة الأسمى في الثقافة العربية. وعند الشروع في الكتاب تمنيت بالفعل أن أتوسع في مناقشتي لتشمل الصداقة في التراث العربي، ولكن تبين لي أن ذلك خارج نطاق استطاعتي. وقد سبق لي أن عشت سنتين في القاهرة، حيث درست اللغة العربية، ودرّست الكلاسيكيات في الجامعة الأمريكية وجامعة عين شمس. وحظيت في تلك الفترة بصداقات ما زالت قائمة إلى الآن. وما أقصد قوله من كل هذا إنني اشتغلت على دراسات مقارنة في التراثين العربي والأوروبي، وإنني أؤمن بأهمية تجاوز الحدود المصطنعة بين هذين التراثين. ولهذه الغاية، فإن “مشروع كلمة” جهدٌ في غاية الأهمية، أرحب به أشد ترحيب، وأعرب عن عظيم امتناني، لأصبح من المشاركين فيه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©